"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

كلام الرئيس عون في مئويّة قضاة التمييز رئيس الكلام. دستور أخلاقي للمطرقة. أخاله يقول بين سطور كلمته إن أنا استرحمت على حساب الحق لا تسترحموني. تبقى العبرة على رجاء التنفيذ. يجنح بالرئيسِ القصدُ أنَّ روبَ القضاء حيكَ ليتدثّرَ به وطنٌ يئِن. تعليق المشانق في محكمة صيدا في احتفالية رد اعتبار لاستشهاد القضاة الأربعة. فلنبدأ من هنا. قوس عدالة مع حبل غليظة.

في وضعِنا مهابة القاضي أولاً. إحترامه يأتي نتيجة حتميَّة. تأهيل السجون ثانياً. السجن المركزي في لبنان أشبه بسوبر نايت كلوب. يخرِّج قوّادين. مئة مليون دولار من الإتحاد الأوروبي تفي بالغرض. ثالثاً توحيد زيّ القضاة. سراويل من دون جيوب. الرمزيّة مهمّة. الشّكل يحفّز المضمون. رابعاً إلغاء مرتّب القاضي. موظّف من دون آخِر الشَّهر. تخيَّلوا. ميزانيّة مفتوحة بخدمة بحبوحته.

كلام الرئيس يستوجب ثورة في دفن المألوف. قمّة الإبداع الإصلاحي تجريد القضاة من هواتفهم. الجوّال والثابت. إذا تعذّر ذلك تفعيل خدمة " لخدمتكم بشكل أفضل سيتمّ تسجيل هذه المكالمة". التنصّت على منسوب النزاهة سيكون عبرَ لجنة قضاة لا من الأجهزة الأمنيّة. داتا رقميّة للملفّات.

في آخر زيارة للعدليّة رأيت بأم العين ملفات المتقاضين في دور المياه. أُقسِم. إيطاليا اجترحت أقل من هذا بكثير. هزمت مافيا أخطر من مافيات لبنان. إلغاء موقع وزير عدل في لبنان. الإستئناس بالمجلس الأعلى للدفاع يرأسه رئيس الجمهورية. مجلس أعلى للعدل برئاسة رئيس الجمهوريّة. حلول خارج العلبَة. خارج اللعبة.

عيب أن يعيش القضاة من فتات محاضر الضّبط. رمزيّة أخرى. الدخول إلى قاعة المحكمة عبر باب على قياس أقصر قامة. يجب أن يعتاد الناس الدخول إلى قاعات المحاكم مَحنِيّي الرؤوس. تماماً كما يدخلون إلى كنيسة القيامة. لا مقاعد في القاعات. وقوفاً إحتراماً لصوت المطرقة.

برنامج يومي في ساعات الذروة لمحاكمات متلفزة. الإتعاظ المرئي والمسموع. يجب أن تُشاهَد رحمة القاضي. يجب أن يُسجّل عدله على منصات التواصل الإجتماعي. مع الوقت سيصبح القاضي، أي قاضي مرشّح طبيعي لرئاسة جمهوريّة تتباهى بعاصمتها أم الشرائِع.

كلام الرئيس عون مدخل لإصلاح خارج العلبة. خارج اللعبة. مع اليقين أنَّ بعض ما قيل يلامس الجنون. بعض من جنون هذه المقترحات جديرٌ بتفكّر الحكماء!