Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
رسالة الى مُحَمَّد عليّان
روني الفا
|
الثلاثاء
30
تموز
2019
-
18:43
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
محمد عليّان طفل الأربع سنوات. من المفترض أن يقضي معظم أوقاته في النوم وصف الحضانة ومشاهدة الرسوم المتحركة.
محمد عليّان طفل فلسطيني متهم بعرقلة تقدم الجنود الإسرائيليين. مستَدعى للتحقيق في مركز شرطة الإحتلال في القدس. تهمته رمي الحجارة على قوات الإحتلال. عدسات الكاميرا تغطّي يوميات هذا البطل الصغير.
مع تلقيط الحرف، يلقط الصبية في فلسطين الحجر. يكتبون به أول حروف فلسطين. يهجّونها حجراً حجراً. يكتبون وطنهم بالرماية.يجمعون حجارتهم زوادةً لآخرتهم. تماماً مثل زوادة الأعمال الصالحة. حجر الرماية في فلسطين أبقى من حبر الدواة.
في الخارج جنودٌ يخافون من الأطفال. في كل بلاد العالم يخاف الأطفال من الجنود إلا في فلسطين. أطفال فلسطين يلعبون مع الإحتلال كأنهم في حصّة الرياضة البدنية. روضة أطفال واحدة في فلسطين تكفي لإطلاق صفارات الإنذار في كل فلسطين المحتلة.
منذ ألفي سنة كان هناك من يكره الأطفال في فلسطين. أرسل الجنود لقتلهم جماعياً. عن بكرة أبيهم. الطفل الذي ولد في مغارة غلبهم. محمد عليان سيغلبهم أيضاً. كل ما عليه أن يفعله هو استدعاء رفاقه على وليمة حجارة.
كلُّ يدٍ فلسطينية تمسكُ حجراً هي كابوس مرعب للإسرائيلي. الحجر سلاحٌ لا تردعه قبة حديدية. يحمل شهادة مصدّقة من فلسطين. لا يمكن تكذيبه في محافل العالم.
مُحَمَّد وصل الى التحقيق برفقة ذويه وكيسٍ فيه زوادته من السيريلاك والعصائر. طفلٌ بترسانة كاملة من الطعام ...والأحلام.
أحلام فلسطين تبدأ مع سيريلاك الأطفال. تمرّ بالحجارة. فلسطين تسكن أبناءها من لحظة الإنجاب. مع صرخة الحياة يصرخ الأطفال فلسطينهم. يرضعونها مع حليب الأم. يتعلّم دمُهم بسرعة قياسية كيف يخرج من الجراح المفتوحة. الجرح والدم زملاء ولادَة في فلسطين.
شرطة الإحتلال تستدعي محمد عليّان إلى أحد مخافرها. يشعرُ هذا البطل الصغير بالقوة. قوة إحتلال عاتية تستدعيه. تهمته رمي الحجارة. سيكون عليه ما أن يعود الى بيته أن يجمع أكبر عدد منها. الحجارة في فلسطين ثروة طبيعية كبيرة. أهم من اليورانيوم والغاز والبترول. الحجارة ألماسُ الحرية.
سيكون على الإحتلال أن يستدعي آلاف من أمثال مُحَمَّدٍ كل يوم. سيكتشف أنهم يولدون لفلسطين ويموتون لفلسطين. لا شيء يمكن أن يردع من يعتبر الموتَ ولادَة. من يهرب الى الموت كأنه يهرب إلى الحياة. لا يعرف الإسرائيلي هذه المعادلة. حياته غالية. موته كابوس.
سيقيسُ المخفر الإسرائيليُّ كفَّ يد محمد. وزنه وطوله وأي مُقاوِم سيُصبِح بعد سنوات. سيواجهون محمد بعد حين وقد اشتد ساعده. في يده حجر وفِي قلبه فلسطين. سيكون عليهم أن يقتلوه ليمنعوه من التقدم.
في هذا الوقت سيستدعي المخفر طفلاً آخر ليمثل بالتهمة نفسها. أكفٌّ صغيرة تتعلّم رمي الحجارة. تتعلّم كيف تموت. كيف تُنجِبُ فلسطين مع كل ولادَة. وكيف تنقلها من جيل إلى جيل على صوت الحجارة.
مواضيع ذات صلة
بالصور: إسرائيل تحقق مع طفل فلسطيني عمره 4 سنوات
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا