Beirut
16°
|
Homepage
تيمور جنبلاط "على السمع"...
ملاك عقيل | الجمعة 16 آب 2019 - 7:37

"ليبانون ديبايت"- ملاك عقيل

خاض النائب السابق وليد جنبلاط معركة "حصاره"، كما يسميها، متسلّحاً بعدّة شغل المواجهة الكبرى. كعادته بدا كقائد فيلق. خلفه يقف أهل الطائفة يتقدّمهم "جنود" المعركة بأدوار متنوعة. مع زعيم المختارة لا ضباط. هناك ضابط واحد فقط هو وليد جنبلاط.

ليس في الامر جديداً مذ تكفّل "البيك" بحماية مسار ومصير طائفة الموحدين الدروز، ويوم قرّر أن يكون حليف سوريا، مع كثير من الطلعات والنزلات والتقلبات، ثم حين أخذ "القرار النهائي" بإقامة العداوة المطلقة مع الرئيس السوري بشار الاسد حتى يوم الدين. لكن الأمر يبدو نافراً بعض الشئ حين تستعيد الذاكرة وراثة تيمور جنبلاط منذ أكثر من عام مقعد والده النيابي، وجلوسه على رأس طاولة اجتماعات كتلة "اللقاء الديموقراطي" النيابية، وبدء "تدشينه" رسمياً طقوس الزعامة الجنبلاطية.


حين وقعت أحداث قبرشمون في 30 حزيران الفائت كان كل من وليد جنبلاط ونجله تيمور خارج البلاد. الاول في الكويت والثاني في باريس الى جانب عائلته. فوراً قطع الرجلان زيارتهما وعادا أدراجهما الى بيروت. وجد "وليد بيك" نفسه فجأة وسط إعصار اختبر في مراحل حياته السياسية ما يفوقه خطورة وحدّة، فيما اكتشف تيمور أن أولى الدروس "التطبيقية" في "فن إسقاط المؤامرات" بوجه المختارة قد بدأت لتوّها!

خلافاً للانطباع الذي تكوّن لدى كثيرين بأن تيمور كان على هامش الحدث، فإن القريبين منه يؤكدون العكس. لكن الواقعية تفرض نفسها. يقول أحد المواكبين لبيت آل جنبلاط "حين وضع وليد جنبلاط العباءة على كتفي نجله تيمور كان يفترض أن يحصل الانتقال السلس على أن ينكفئ "وليد بيك" تدريجاً من المسرح السياسي لمصلحة تيمور. لكن كل ما حصل لاحقاً في الاقليم والداخل استوجب بقاء ابن "المعلم" في عمق اللعبة وأحد صانعيها تماماً كما في الماضي، لا بل أكثر استشراساً. لذلك، هناك واقع جديد غير مألوف في الطائفة بوجود زعيمين أحدهم رئيس الحزب والاخر رئيس الكتلة. لكن بوجود وليد جنبلاط الكلمة والقرار والزعامة والحسم له وحده. الجميع يصطف خلفه بما في ذلك تيمور".

ولاية تيمور النيابية ورئاسته للكتلة تبدو مفتوحةً على "ولايات" لا منافسَ له عليها، ولقيادة طائفة لخّصها في الطلّة الإعلامية اليتيمة له قبل الانتخابات النيابية ب "خدمة الناس". أما بالنسبة للحزب فقالها وليد جنيلاط بالفم الملآن في 30 تشرين الاول 2011 "لا مكان للتوريث في الحزب".

يومها أكد جنبلاط انه سيتقدّم بآخر ترشيح لرئاسة الحزب، على ان يكون مجلس القيادة الجديد مجلساً انتقالياً حتى إجراء انتخابات داخلية لا مكان فيها للتوريث. لكن "تحرير" الحزب من قبضة المختارة بقي مجرد فكرة في ذهن "البيك". لا ظروف الداخل سمحت، ولا البركان السوري أتاح ترفاً تنظيمياً من هذا النوع. تأجيلٌ أنجَب تأجيلاً متكرراً. وليد جنبلاط لم يسلّم بطاقته الحزبية حتى الآن... ولا مقعده الحزبي ولا "سطوته"!

هكذا قد يفٌهَم غياب تيمور الشكلي عن الواجهة، لكن عملياً لم يكن نائب الشوف بعيداً عن تفاصيل التفاصيل، إن من خلال متابعاته مع أعضاء "الكتلة" ووزيريّ الحزب أو مواكبته لغرفة عمليات الردّ على "مؤامرة الحصار" المتنقلة بين كليمنصو والمختارة، ومواكبته لكافة الاتصالات والمفاوضات بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط وصولاً الى خلدة.

أصلاً لم يتصرّف تيمور يوماً بما يوحي برغبة دفينة لديه بتقمّص دور الزعامة. كثيرٌ من الخجل والتواضع الذي لا تجد منه إلّا القليل عند "وليد بيك"، تماماً كما حين يتولّيان قيادة السيارة بنفسَيهما، أو يتحرّران من عبء المرافقة الأمنية. زعيم المختارة مقتنع بأنّ الأمنَ هو سياسي بالدرجة الأولى، كذلك نجله. يستمع تيمور أكثر ممّا يتكلّم وهذه "ماركة جنبلاطية" بامتياز!

هكذا كان رئيس "الكتلة" يتعاطى مع أزمة قبرشمون من زاويتين أساسيتين: أولاً مداها الحزبي وثانياً ارتباطها الوثيق بشخص وليد جنبلاط خصوصاً بعد الاتهامات المباشرة التي وجّهت له بالمسؤولية عن الحادثة ثم مسؤولية الوزير أكرم شهيب. العارفون يؤكدون أن "ثمّة مسار في معالجة الأزمة ارتبط بشكل وثيق بالاتصالات السياسية التي واكبتها والتي بقي كثيرون، منهم نواب "الكتلة، خارج مدارها نظراً لحساسيتها".

ويجزمون بأن "وجهات النظر بين تيمور ووالده كانت متطابقة لناحية رصد مؤشرات الضغوط والحصار والتحجيم والتي لاحت بوادرها منذ ما قبل الانتخابات النيابية وصولاً الى التضييق على ضباط وقضاة محسوبين على المختارة، إضافة الى الرفض المطلق لخيار المجلس العدلي". يوم غد السبت لن يكون تيمور ضمن عداد الوفد الجنبلاطي الذي سيلتقي برئيس الجمهورية ضمن إطار "بروتوكول المختارة" بالترحيب بالزائر الرئاسي، لكنه سيكون الى جانب جنبلاط في الزيارة التي سيقوم بها الاسبوع المقبل الى القصر الرئاسي في بيت الدين.

وكما لم تٌسمع أراء تيمور جنبلاط في الكثير من الملفات الاساسية المطروحة على طاولة النقاش في ظل الازمات السياسية والمالية المتتالية، فلا يتوقع سماع الكثير منه رداً على خلفيات حادثة البساتين وما تلاها من "تسونامي" كاد يطيح بالحكومة نفسهأ.

ليس تيمور جنبلاط بالطبع ممّن ينشر غسيل أفكاره على حبال الجدل السياسي الذي لا يتوقف خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن منذ اليوم حَسَم وجهته وقرارَه في ما يتعلق برئاسة الجمهورية. فحين سٌئل العام الماضي خلال حديث تلفزيوني "إذا خيّر بين جبران باسيل أو سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من تختار؟"، أجاب "أختار فرنجية... و"ما حدن ياخدها شخصية"!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 10 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
"حزب الله" يكشف حقيقة مقتل نصف قادته في الجنوب 11 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 7 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 3
أحزمة نار وتدمير بلدات... تطور جهنمي في الجنوب اللبناني! 12 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 8 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر