Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
شينكر لا يعجبه حسن نصرالله!
عبدالله قمح
|
الاثنين
16
أيلول
2019
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
هناك مقولةٌ لبنانيةٌ شائعة يتم اسقاطها عادة على الضيوف، على أنواعهم وما أكثرهم، تأتي كنوعٍ من أنوع الترشيد، تقول، أنه "يجب على الضيف أن يكون أديبًّا كي يُحسن مضيفه ضيافته واستقباله".
المعنى، أنّ المقولة ترتقي الى بناءِ حاجزٍ يحول بين الضيف ومضيفه ويحرِّم على الأول تناول ما ليس له شأنٍ به داخل بيت الثاني، حفاظًا على حرمة هذا البيت طبعًا، وفي حال تجاهله لتلك القواعد يسقط عليه الحُرم.
القاعدة تلك، لا تسري على الضيف الأميركي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، المُعيَّن حديثًا. الرجل دخل البوابة اللبنانية لأول مرّة مستنسخًا تجربة أسلافه، التدخّل في الشؤون اللبنانية والخوض في تفاصيلها غير آبهٍ لسيادة من يحزنون، وعلى ما يبدو، لم يكن اديبًّا كفاية في كثيرٍ من النقاشات التي أدارها.
ينقل أكثر من مصدر، أنّ السفير الاميركي المولج مناقشة قضايا ذات صلة بمسألة ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الاسرائيلي، خاضَ نقاشات على أكثر من صعيدٍ، لها صلة بقضايا لبنانية داخلية، كقضية إمتلاك حزب الله مثلاً مصانع صواريخ دقيقة في لبنان، وأخرى ترتبط بشؤون العقوبات المالية الأميركية وغير ذلك من "دواوين" شائكة، بما يعاكس جدول أعمال زيارته وأصلها.
أكثر من ذلك، تروي مصادر شاركت فى بعض اللقاءات وأخرى اطلعت على محاضرها، كيف أنّ شينكر حاولَ جاهدًا انتزاع معلوماتٍ من ضيوفه حول نشاطات حزب الله الداخلية واحتمال وجود مصانع صواريخ له وموقفهم منها، بلا بل تصرف في كثيرٍ من الأحيان من خارج الأسلوب الدبلوماسي المعروف مخضعًا من التقاهم إلى جلسة أشبه بـ"جلسات الاستجواب" و"فحص الدم" تجاه الموقف من حزب الله.
وخصَّ شينكر حزب الله، بهجومٍ عنيفٍ، إذ اعتبره غير لبناني الانتماء، وانه لا يخضع للسيادة اللبنانية، ولم يكتفِ بذلك، بل انه اسهب في التذكير بمخاطر لعب ادوار يقف خلفها الحزب، أو دعمه، لما لذلك من أثر سلبي على الداخل اللبناني واقتصاده، مذكرًا أكثر من مرة بمستوى الضعف الاقتصادي.
كذلك، مرّر عبارات إلى بعض من يقف في خانة حزب الله ويدعمه، على شكل نصائح أسداها لهم بضرورة عدم الذهاب بعيدًا في دعمه كي لا تنسحب عليهم النتائج المترتبة عن هذا الدعم، علمًا أنّه وفي مكانٍ آخر حاول تمرير رسائل تهديد إليهم، كإعتقاده مثلاً بقرب إصدار رزم عقوبات على مسؤولين في الدولة، ثبُتَ للادارة الاميركية انهم ما زالوا على نفس درجة الدعم والوفاء لحزب الله!!!
لكن ما أعدَّ جديدًا على كلام الموفدين الاميركيين في هذا الملف، اقدام الضيف الأميركي على تناول تفاصيل داخلية بطريقة "وقحة"، كتوجيه انتقادات لاذعة لرئيس حزب لبناني وشريحة واسعة تمثله، هما الأمين العام لحزب الله والطائفة الشيعية، والقول، أنّ رئيس هذا الحزب "لا يعجبه" وهو "يستاء كلما خرج بخطاب إلى الإعلام"، رغم أنه حاول التبرير في امكنة اخرى، أنّ ادارته لا تستهدف طائفة او جماعة لبنانية معينة.
ويؤكد من إستمعَ إليه، أنّ شينكر اسقط اتهامات من نوع "الطائشين والمغامرين" بمستقبل لبنان، الذين يعرفون مصلحته، قاصدًا بها حزب الله ومن يدعمه ومن يتحالف معه، وما كان ينقص في هذه الحالة الا ان يخضع الزائر الأميركي الطبقة السياسية الى دروس خصوصية!
وبخلاف ذلك، بدا من خلال إجراء عملية تقييم لمناقشات شينكر وحضوره في لبنان، انه تقصد تمديد فترة "الدراسة التي يجريها للملف"، وعلى ما يبدو، أنّ إدارته تريد الآن تمرير الانتخابات الاسرائيلية كي تبني على الشيء مقتضاه.
ثم أنّ هذه الادارة، ولو أنّ شينكر لم يفصح عن ذلك بالمباشر، لكنه ظهر وبالمواربة، أنّ اسئلته حول مصانع صواريخ حزب الله والعقوبات، ربما يرد إدخالها كعناصر "مقايضة" أو كبنود تطرح على طاولة البحث في مسألة الترسيم الحدودي، وهو ما يعني من وجهة النظر اللبنانية، نسف الأسس الصلبة التي قامت عليها المباحثات من أصلها.
وعلى ما يبدو، أنّ شينكر سمع في بيروت كلامًا من قبيل رفض إدخال اي تغييرات على قواعد التفاوض الاساسية، كذلك رفضًا لنقل الالية من شخصٍ إلى آخر، والقصد من ذلك رفض نقل الملف من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
وليس سرًّا، أنّ حزب الله الذي يعد فريقًا اساسيًّا في الملف، يصبح في حلٍ من أمر كل الترسيم في حال أدخلت تغييرات بنيوية على البرنامج، كإدخال بنودٍ جديدةٍ أو نقلِ الملف الى جهة اخرى، وهو بالضبط ما يعتبره حزب الله التفافًا يحتاج لإعادة نظر.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا