Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"شيعة السفارة".. لبيك شينكر!
عبدالله قمح
|
الثلاثاء
17
أيلول
2019
-
1:39
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يمرّ الشيعة المعارضون لحزب الله، أو "شيعة السفارة" في طلعاتٍ ونزلاتٍ. تشاهدهم حينًا في أعلى وتيرة الهجوم على الحزب، ثم تعثر عليهم في أحيانٍ أخرى جالسين يبحثون عن "مشغّل" بعدما جرى الاستغناء عن خدماتهم خلال المهمة الأولى!
ليس سرًا، أنّ أحد مفكّريهم الكبار، كان يناوب ولفترةٍ طويلةٍ من الزمن على ترداد مفردات الاستغلال التي تنمّ عن شعورٍ لديه، بأنّ وظيفتهم معرَّضة للاستغلال من قبل الجميع، شاكيًا من عدم تقديم المساهمات إليهم التي تُساعِد في حجزِ الحدّ الأدنى من المواجهة. بل أكثر من ذلك، يعتقد، هو وغيره، أنّ العودة إلى خدماتهم "موسمية"، يحدّد وقتها بتواريخ ارتفاع مقدّرات المواجهة مع حزب الله.
واصلاً، لم يثبت في يومٍ، أنّ مشاريع هؤلاء ناجحة، لا من خلال الجمعيات "الملوّنة"، القديمة والجديدة، ولا المواقع الاخبارية أو اللجان الحقوقية، ولا في الانتخابات ولا غير ذلك، واقصى ما استطاعوا فعله هو تقديم الخدمات المجانية في جيش المفوض السعودي ثامر السبهان الذي تخلّى عنهم عند حلول موسم قطاف الزيتون، ليضعوا أنفسهم في عزلةٍ تامة حتى جاء المبعوث الأميركي ديفيد شينكر ليخرجهم منها.
وعلى ما يبدو، أنّ شينكر لن يختلف عن غيره. هو سيمضي بالاستثمار في هؤلاء رغبةً منه في "وضعِ شوكةٍ" في خاصرة حزب الله لا أكثر، هو الذي يعلم مسبقًا أنهم من فاقدي القدرة على المواجهة.. ولا ضير في استخدامهم للحركشة إذًا.
عمومًا، الثابت لدى مختلف المجالس، أنّ شينكر الذي حضر إلى بيروت لغرض دفع مفاوضات ترسيم الحدود قدمًا بين لبنان وإسرائيل، تخلّى عنها باكرًا، وما تناوله من مواضيع وملفات في بيروت، يظهر أنّ الرجل مكلَّف "وجاهيًا" بهذا الملف، لكن ما يرمي إليه في الحقيقة أبعد من ذلك بكثير.
شينكر، وخلال وجوده في بيروت، لم يتناول ملف الترسيم مع المعنيين به في لبنان إلّا في إطار العموميات، وفق ما يؤكّد أكثر من مصدرٍ واكبَ نشاطاته، ما يعني، انّه لم يطرح أو يُقدِّم أي افكار جديدة غير تلك التي وضعها سلفه ديفيد ساترفيلد وغادر.
معنى ذلك، أنّ المندوب الأميركي أتى إلى لبنان من أجل قِصصٍ أخرى غير موضوع الحدود، وهذا ترك اثره داخل مجالس المعنيين الذين انكبوا منذ الآن على دراسة مستوى تعاملهم المقبل مع شينكر حين يعود مرّة أخرى.
من العلامات التي تقود إلى خلو جعبة الضيف الأميركي ذو الانتماء اليهودي المتصهين، ركونه خلف التفتيش عن معارضين لحزب الله داخل البنية الشيعية الى جانب بحثه عن مصانع صواريخ الحزب! وهذا بالتالي يخالف جوهر ما حضر من أجله، وما أشيع عن عدم وجود رغبة لدى واشنطن في مواجهة طرفٍ لبناني "ديني" معيّن دون غيره، ما يعني، أنّ ملف الترسيم يقبع كنبدٍ ثانٍ على سلم اولوياته.
معلومات "ليبانون ديبايت"، تشير، إلى أنّ شينكر، ابدى إهتمامًا ملحوظًا بلقاء معارضين شيعة منذ ما قبل حضوره إلى لبنان، وفي ضوء تلك الرغبة تكفّلت "سفارة عوكر" بترتيب لقاء بين شينكر ومجموعة من المعارضين الشيعة على "أرضٍ غير دبلوماسية".
وبدا، أنّ خيار "السفارة" رسى على دارة تعود إلى أحد رجال الاعمال الشيعة الكبار غير المنضوين ضمن خانة الود مع حزب الله لكي تكون وطنًا للقاء، حيث حضر ثلة ممن يصفون انفسهم بـ"كبار المفكرين الشيعة"، من بينهم لقمان سليم ومجموعة أخرى من المعارضين "المخانقين" منذ الانتخابات النيابية الماضية، الذين تجاوزوا اختلافاتهم أمام السيّد الأميركي.
لغاية السّاعة، لم يتسرّب أيّ شيء عن أجواء الاجتماع وما جرى بحثه أو الدور الذي يجب على هؤلاء لعبه في غمرة حلول زمن المواجهة القاسية بين حزب الله والولايات المتحدة، لكن الثابت، أنّ الحزب وسلاحه وتحالفاته وبيئته وكل شيء يرتبط به، عُرِضَ على طاولة الاجتماع وجرى تناوله بشهية.
الاكيد، أنّ الاجتماع لن يكون يتيمًا، إذ ما يُسرَّب يؤكِّد ذلك ويعطي انطباعًا، أنّ ما يجري تحضيره "ذو أمدٍ طويل" ومن الطبيعي أن يتم استثماره من ضمن الأدوات الاميركية المجهزة للمواجهة، ما يعني أنّ نشاط "شيعة السفارة" سيعود إلى الضوء مجددًا.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا