"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

انفجارٌ اجتماعيٌّ كبيرٌ تسبَّبت به السياسات الاقتصادية. غضبُ الناسِ أودى بهم إلى الشارع بأسلوبٍ عفويٍّ سرعان ما ركَّبته مخطّطات الإستثمار السياسي وربّما التآمري. حوالي مليون لبنانيّ من الشمال إلى الجنوب أيقن العديد منهم منذ اليوم الثاني لتحرّكهم أنّ شيئًا غير صحيٍّ يُحاك تجاه البلد.

يؤكِّد الخبير الإقتصادي شربل قرداحي، أنّ الإستمرار بقطعِ الطرقات قد يتسبَّب باضطراباتٍ اجتماعيّةٍ وعدم وصول المرضى إلى المستشفيات وكذلك المواد الأوليّة للأفران والبضائع لمحالِ السوبرماركت، الأمر الذي قد يفقد معه اللبنانيون مكوّنات غذائيّة أساسيّة.

ويضيف قرداحي، أنّ خللًا قد يضرب النظام المصرفي بعدما تفرَّغ ماكينات الصرّاف الآلي من الأموال، كما سيتأثر الميزان التجاري كون التجّار الذين يتقاضون شيكات لن يتمكَّنوا من صرفها في ظلِّ إغلاقِ المصارف.

يأمل قرداحي، اقرار مجلس النواب هذا الأسبوع للموازنة التي أرسلها مجلس الوزراء إليه من دون تلكؤ وتأخّر كي يثق الناس بجديّةٍ الحكومة في تطبيقِ ما وعَدت به وذلك كي تعود الحياة شيئًا فشيءٍ إلى طبيعتها.

بات بحكم المؤكّد، أنّ شركات توزيع الوقود عاجزة الآن عن توزيعِ مادة البنزين على المحطات بعدما باتت شبه فارغة، وذلك بسبب انتشار موادٍ حارقةٍ على الطرقات قد تتسبَّب بكارثةٍ حقيقيّةٍ في حال مرور الشاحنات من فوقها.

هذا الأمر، يُقلِق كثر في الشارع، حيث يعتبرون، أنّه لم يحسب أحد وصول الأمور إلى هنا. فالوقود يشكِّل المادة الأوليّة للعديد من الحاجات كالمواصلات والأفران ومولدات الكهرباء في المناطقِ.

على صعيدٍ مُتَّصل، سيُساهم استمرار الإضرابات في زيادةِ خطورةِ عدم حصول الموظفين في المؤسّسات الخاصّة على رواتبهم في آخر الشهر، نظرًا لأن الإغلاق أوقف الإنتاج وبالتالي توقفت ايرادات أرباب العمل.

وبالتالي، سنوات من التضييق المعيشي على اللبنانيين ضاعفه الحراك بأربعةِ أيّامٍ وليالٍ، فهل سيستفيق من يودي بالناس إلى النار؟!

حقيقةٌ واحدةٌ جسَّدها الحراك القائم في الطرقات: اجماعٌ على نظافة كفِّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدم ولائه لأيّ طرف خارجي.

يراهن الجميع على حلٍّ اليوم، والحلّ لن يكون سوى من بعبدا. كلام أمين عام حزب الله السّيد حسن نصرالله أنهى الجميع عن محاولةِ اسقاط العهد، وبالتالي العهد مستمرٌّ، بنظرِ الشارعِ وإرادة القوى السياسيّة. فهل يتّعظ من يغلق الطرقات، أنّ أوضاعَ الناسِ لا تتحمَّل المزيد من السوء وأنّ في بعبدا، هناك رجلٌ يملك مفتاحًا لكلّ معضلة؟!!