Beirut
16°
|
Homepage
من يريد زج القائد بالمعادلة السياسية؟
علاء الخوري | الخميس 24 تشرين الأول 2019 - 7:20

"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

منذ أيّامٍ وقيادات التيار الوطني الحر وتحديدًا تلك المحسوبة على وزير الخارجية جبران باسيل، تحاول الزجّ بإسم قائد الجيش العماد جوزاف عون باللعبة السياسيّة في البلاد من خلال طرحِ العديد من الاسئلة عن دور الجيش في "لجمِ قطّاعين الطرق" والضرب بيدٍ من حديدٍ لفتحِ الطرقات واستئناف الدورة الاقتصادية المتوقفة منذ اسبوعٍ.

الجيش الذي دفع فاتورة كبيرة في موازنات التقشف التي اعتمدتها الحكومة و"تآمر" عليه وزراء ونواب عبر المسّ بحقوقه و"بتدابيره"، يحاول البعض الايقاع به اليوم في الشارع، لاعتباراتٍ عدّة هدفها التصويب على قائده جوزاف عون، إلّا أنّ مشهدَ الدموعِ والعناقِ بين الجيش والمتظاهرين اثناء "التحام" الطرفين في جل الديب والزوق، جنَّب الجيش الوقوع في الفخ وزاد من قناعة المواطن بأنّ هذه المؤسسة عصيّة عن أيّ انقسامٍ.


وفي استعراضٍ لشريطِ الاحداثِ، لا يمكن فصل مسار ما جرى في السّاعات الماضية، عن الحملةِ الممنهجةِ لدى البعض وتصويبها على القيادة، لاسيما وأنّ انتشار الاخبار الكاذبة عبر مجموعات الـ"واتساب" والتي تحدَّثت عن انقسامٍ كبيرٍ في اليرزة بين الضباط في مقاربتهم لما حصل، جاءَ استكمالًا لقرارٍ سياسيٍّ لا عسكريٍّ بالطلبِ من الجيش التدخل لفضِّ الاعتصام ومهّدَ لما حصل بعد نزول العسكريين لمواجهةِ "الاهالي".

وما عزَّز اشارات "الفخِّ" جملة عواملٍ منها الكلام المنسوب الى رئيس الحكومة سعد الحريري والذي أعرب فيه عن رفضٍ مطلقٍ لمواجهةِ المتظاهرين تزامنًا مع توجيهات وزيرة الداخلية ريا الحسن الى القوى الامنيّة بضرورةِ الابتعادِ عن ساحاتِ التظاهرِ ومنعها استخدام خراطيم المياه لتفرقة المحتجّين وتحديدًا في جل الديب الزوق وجبيل الى تصريحات عناصر التيار الوطني الحر وقياداته منذ الأوّل من أمس والتي "تُبشّر" بحسمِ الجيش لما يحصل على الأرض.

كلّ "تلك السهام الصديقة"، صُوِّبَت على الجيش الذي يتبنّى مطالب من نزل الى الشارعِ من المواطنين لا الحزبيين أصحاب الاجندات المشبوهة من يحاول تشويه التظاهرة، ولكن المسؤولية الوطنية تفرض على قيادته تلبية النداء عندما تصل حال البلاد الى "شللٍ تامّ" وتقطيع الاواصر بين المناطق، ولكن عين الحكمة تفرض أيضًا احتضان هذه المؤسسة لا إدخالها في الصراعات السياسية.

وعليه فإنّ القرار الأمني لم ينجح يومًا في المناطق المسيحيّة ولاسيما تلك التي تتداخل فيها القرارات الحزبيّة، والتقارير الأمنيّة لدى الأجهزة تفيد، بأنّ جسر جل الديب ممسوكٌ في الشقّ التنظيميّ من قبل عناصر في حزب الكتائب اللبنانية في حين ينظِّم حزب القوات اللبنانية التظاهرات في الزوق، وإقحام الجيش في مواجهة مع هذه "الأحزاب" أسفر عن تراجع للعناصر وسط استيعاب "الصدمة" من قبل المحتجين والمبادرة الى طلب المؤازرة من الناس الذين تهافتوا نحو النقطَتَيْن واحرجوا المسؤولين الميدانيّين من فوجَيْ المجوقل والمغاوير فكانت الدموع والزغاريد والورود واجراس الكنائس بالمرصاد، ما دفع الجيش الى التراجع ليُعْلِن "فشل" المحاولة.

قائد الجيش الذي اختبر الميدان جيّدًا في معاركه حين كان مغوارًا في ادما وغيرها من المناطق، يدرك، أنّ للمناطق المسيحيّة خصوصيّتها وأنّ القرار السياسي هنا يطغى على العمل الميداني والّا فإنّ الفاتورة تدفعها حصرًا القيادة، وفي "المنهجِ العسكريّ" لا يمكن للجيش أن يدخل الميدان مع عاطفته، وما نراه اليوم على الأرض الكثير من العاطفة العسكرية تجاه المطالب الشعبية.

وربما خير ما عبَّر عن ذلك بيان المؤسسة قبل أيامٍ واعترافها بحقوق المتظاهرين، ولكن على الطبقة السياسية مساعدة الجيش وتحديدًا رئيس الجمهورية المدعو الى حلّ الأمر خلال السّاعات المقبلة لان أيّ اقحامٍ جديدٍ للجيش بوجه المتظاهرين سيُغرِق المؤسسة العسكرية أكثر في اللعبة الداخلية ويعطي الأحزاب المعارضة رصيدًا إضافيًّا على حسابها وهذا الامر لا يمكن أن يمرّ وعلى القيادة العسكريّة وضع الجميع تحت مسؤوليتهم الوطنيّة لأن البلاد "مقبلة" منذ أسبوع، وعلينا التحرّك اليوم قبل الغد والّا فإنّ المركب سيغرق مع قبطانه.. فهل من يسمع ويتعظ؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 9 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 10 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 11 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 7 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 3
أحزمة نار وتدمير بلدات... تطور جهنمي في الجنوب اللبناني! 12 عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 8 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر