"ليبانون ديبايت"

عادَ التفاؤل الحكومي حتى يكون أسير المرحلة في ظلّ "التذبذب" الحاصل على مستوى المعنيين بهذا الشأن.

الأمور بحسب أوساطٍ مُطَّلِعة، تسلك اليوم طرقات ملتوية وعكسيّة، بعد الإجتماعِ الليلي الذي عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع "الخليلَيْن" في بيت الوسط، والذي على حدِّ قولها، "وُصِفَ بالجيّدِ لا الممتاز واستغرقَ قرابة عشرين دقيقة".

وكرَّرَ "الخليلان" خلال الإجتماع الليلي، تشديدهما على مطلبِ إصدار الحريري "بيان التقيّد بالمهندس سمير الخطيب لرئاسة الحكومة"، لا أن يخرج موقفه الى العلنِ من خلال دردشةٍ مع الإعلاميين.

وتقول الأوساط، أنّ "الخليلَيْن، يريدان الإستحصال على موافقةٍ رسميّةٍ من الحريري بشأن الخطيب، كبندٍ من موجباتِ تمرير الصفقة، بحيث لا يُتاح لرئيس حكومة تصريف الأعمال بعدها الخروج منها، على أن يستتبعَ ذلك ببيانٍ يصدر عن كتلة المستقبل وآخر عن رؤساء الحكومة السّابقين، ما يحتّم على الحريري الالتزام، وبذلك يجلس الخطيب على كرسي السرايا".

وتلفت، الى أنّه حتى السّاعة، لم يلتزم الحريري بمقتضيات ما سمعه، بل يعاود التلاعب بالبنودِ ومن بينها مسألة توزيع المقاعد على حكومة تكنو - سياسيّة.

في سياقٍ متصل، تؤكِّد الأوساط نفسها، أنّ شكلَ الحكومة بات مبدئيًا محصورًا بـ24 وزيرًا، 6 من السياسيين، والقسم الآخر تكنوقراط تسمّي القوى السياسيّة بعضهم، مع منحِ ثلاث وزارات للحَراكِ على أن يُسمّيَ الخطيب المقاعد المتبقيّة.

وجرى التوافق أيضًا، على منحِ الأحزاب الرئيسيّة الحقّ بتسمية ممثليها، بصرف النظر عن قضيّة إبعاد "الوجوه المستفزة"، مثل الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، بيد أنّ الحريري عادَ عن هذا التوافق، مذكِّرًا بضرورة تشكيل حكومة من وزراءٍ اختصاصيين خالية من الإستفزازيين، وهذا ما يرفضه رئيس مجلس النواب على سبيل المثال الذي يشدّد على وجود علي حسن خليل في أي حكومة مهما كان شكلها.

هذه الاجواء الملبَّدَة معطوفة على حَراكِ الليلة الماضية في الشارعِ، دفعت الى الخشيةِ من احتمال وجود رهانٍ جديدٍ إما على إعادة عقارب السّاعة إلى زمن محمد الصفدي وبهيج طبارة أي تأمين أجواءِ إحراق إسم سمير الخطيب المُتَقدِّم على غيره، أو التفاوض على حافة الهاوية عبر اعتقاد الحريري، أنّ التفاوضَ في الظروف الصعبة قد يستدرج حصول بعض تنازلات.