Beirut
16°
|
Homepage
حكومة الخطيب... برؤوسٍ عدّة!
ملاك عقيل | الخميس 05 كانون الأول 2019 - 6:50

"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل

لم يعكس تحديد موعدٍ للإستشارات النيابيّة المُنتَظَرة يوم الاثنين المقبل سوى حجم المأزق الذي وصلت اليه جولات التفاوض في شأن رئيسِ الحكومة المقبل. "تحت الضغط" وليس لأن خارطة التكليف والتأليف قد أُنجِزَت، سارَعَ رئيس الجمهورية الى تحديدِ موعدِ الاستشارات في ظلِّ ارتفاعِ المتاريسِ بين بيت الوسط وبعبدا، وتجدّد التحركات الشعبية في المناطقِ.

وفيما كان يُتَوَقَّع أن يسبقَ الاعلان صدور بيانٍ واضحٍ عن الرئيس سعد الحريري بتبنّي ترشيح سمير الخطيب فَضَّل رؤساء الحكومة السّابقون، أن يتكلَّموا بالنيابةِ عن "الشيخ سعد" واضعين الحواجز أمام الخطيب الذي قبل بالامتثال أمام "لجنةٍ فاحصةٍ" غير مخوَّلة دستوريًا مُساهمًا "في إضعافِ وضربِ موقعِ رئيس مجلس الوزراء"، فيما الزيارة الى مفتي الجمهورية لا تزال عالقة حتى الآن.


أربعةُ أيّامٍ تفصل عن صعودِ مواكبِ النواب الى قصر بعبدا لتسميةِ رئيسِ حكومة لا أحد من المفاوضين اليوم قادرٌ على الجزمِ بأنّه سيكون بالضرورة مدير عام شركة "خطيب وعلمي" سمير الخطيب.

وفق المعلومات، فإنّ ورقة سعد الحريري في ظلّ كلّ ما يحدث لم تسقط تمامًا، ولا يمنحها قوة سوى صعوبة "التسويق" لإسم سمير الخطيب بدءًا من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيُحدِّد خياره استنادًا الى "غلّة" يوم الاستشارات وتحديدًا توجّه كتلة تيار المستقبل، وصولاً الى عدم اقتناع سعد الحريري بشخصه مقارنة بالغطاء الكامل الذي منحه للمخضرم في السياسة بهيج طبارة و"الفريق الوزاري" النوعي الذي سعى لتشكيله "نظيفًا" من رواسب الحكومة السابقة، واعتراض فريقٍ كبيرٍ من كتلة الحريري على تسمية الخطيب وصولاً الى الفريق الشيعي الذي لا يزال يرى في رئيس الحكومة المستقيل الخيار الاصحّ في هذه المرحلة.

وتحديدُ موعدِ الاستشارات ربطًا بإحتمال تكليف الخطيب رئيسًا للحكومة سَلَّط الاضواء أكثر على الخلفية التي أتى منها سمير الخطيب، مع العلم، أنّ شركة "خطيب وعلمي" تعود ملكيتها لزهير علمي ومنير الخطيب فيما صلة القربى بين سمير الخطيب ومنير الخطيب (زوج ابنة منير الخطيب) هي التي أسَّسَت لدورٍ له في الشركة كمدير عام، كما أنّ نجيب الخطيب نجل منير الخطيب نقيب المهندسين السابق يُعتَبَر المُحَرِّك الاساس في الشركة.

وقد بدا لافتًا تقصّد الرئيس فؤاد السنيورة عقب صدور بيان رؤساء الحكومة السابقين، القول، بأنّ سمير الخطيب لا خبرة له إطلاقًا في العمل الحكومي في معطى يتوقف عنده بعض المعنيين بعملية تأليف الحكومة من خلال الاشارة الى عدم إلمامه بالعمل السياسي ما يسهّل إمكانية السيطرة عليه داخل الحكومة وإن كان يروّج لقدرته على إدارة الملفات الاقتصادية والمالية.

وفيما لم يصدر أي بيان توضيحي عمّا أشار اليه مستشار رئيس الجمهورية السّابق جان عزيز لناحية تأكيده قيام الوزير جبران باسيل بتوجيه اتهامات سابقًا الى سمير الخطيب بالمسؤولية عن الهدر والفساد بالاشتراك مع السنيورة لناحية تنفيذ مشاريع والتزامات أخرى لم تنفذ، فإنّ قريبين من الحريري الذين يصفونه بـ "الآدامي والمحترم" يقرّون في الوقت عينه "بأنّ لبنان يمرّ بأزمةٍ وجودية ومصيرية تتطلَّب شخصيّة ملمّة بتفاصيل الملفات وقادرة على الادارة الرشيدة لكن بفريق عملٍ نوعيٍّ يكسر الجرة مع حكومات الأمس التي أسّست لهذه الازمة العميقة".

ويجزم هؤلاء، بأنّ "الحريري ليس من هواة الانتحار الجماعي. لقد طرح تصوّرًا يُحاكي متطلبات المرحلة وتمرُّد الشارع لكنه صُدِم بطروحات حكومية جميعها تتضمن إسم الوزير جبران باسيل، وتمتدّ لتشمل اسماء أخرى تُبقي على النوعية الحكومية نفسها، وهو الامر الذي كان سيرفضه الشارع حتمًا".

ويبدو أنّ بعضَ المحيطين برئيس الحكومة المستقيلة يروِّجون منذ الآن وفي حال اجتياز الخطيب قطوع التكليف ثم التأليف لحكومة رئيسها مقيّد في قراره وتديره عدة رؤوس بفعل عوامل كثيرة تكشف مداولات التأليف الجارية جزءًا منها".

عمليًا، لم يتمكن الخطيب من حجبِ حماسته لخلافة الحريري في هذه المرحلة، ويبدو أنّ افراطه في التصريحِ استدعى ملاحظة من جهة بارزة تمنّت عليه تأجيل الكلام الى مرحلةٍ لاحقةٍ، خصوصًا بعد إشارته الى الدعم السعودي والاماراتي لتكليفه رئيسًا للحكومة.

وفي الساعات الماضية، تحدَّثَ الخطيب عن "أجواءٍ ايجابيةٍ سمعها من كلّ من التقاهم من القيادات السياسية ولمس الدعم الكامل منهم"، كما قال.

لكن عدم الاتفاق حتى الآن على اسماءِ الوزراء وتوزيعات الحقائب و"تشكيلة" وزراءِ الحَراكِ الذين تساهم بعض الجهات السياسيّة في تسميتهم وتزكيتهم، مرتبطٌ أيضًا بيوم الاستشارات وبوانتاج الاصوات، ومنح الثقة للحكومة وبيانها الوزاري، مع العلم، أنّ الحريري كان حاسمًا لجهة رفضه تسمية حزبيين في الحكومة المقبلة، لكنه سيكون المقرّر الاساس، وفق المعلومات، في اختيار الشخصية التي ستتولى حقيبة الداخلية، فيما تردَّد اسم مدعي عام التمييز السابق سعيد ميرزا مع ما يثيره هذا الإسم من حساسية لدى قوى الثامن من آذار!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 9 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 10 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 6 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 2
"حزب الله" يكشف حقيقة مقتل نصف قادته في الجنوب 11 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 7 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 3
أحزمة نار وتدمير بلدات... تطور جهنمي في الجنوب اللبناني! 12 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 8 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر