"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

على الرغم من أن الحرب ليست وشيكة، وحتى غير معلنة بين واشنطن وطهران، يستمر التصعيد في المواقف وفي التحرّكات الميدانية في المنطقة، والتي تبقى مضبوطة من حيث الحجم والمكان، ومسرحها غير محصور بساحة أو بلد إقليمي أو حتى غربي. وما هو محسوم في المشهد التصعيدي الحالي على وقع التصريحات والحرب النفسية الدائرة منذ أيام، وفق وزير بارز في حكومة تصريف الأعمال، فإن النتائج المباشرة على محور الإتفاق النووي في ضوء ما هو معلن أخيراً، تشير إلى أن الجولة الأولى من التفاوض غير المباشر قد انتهت إلى تثبيت هذا الإتفاق وعدم الإطاحة به، وذلك، بصرف النظر عن الجولة الثانية المقبلة، والتي قد تكون عبارة عن مواجهة بالنار ستؤدي إلى نتائج غير مسبوقة وغير متوقّعة، خصوصاً وأن مسرحها لن ينحصر في ساحات المنطقة، وقد يمتدّ إلى ساحات دولية.

وفي هذا الإطار، لا يخفي الوزير نفسه، مخاوفه من انعكاس المواجهة على الساحة اللبنانية بشكل خاص، حيث أن المرحلة مفتوحة على أكثر من احتمال، لا سيما إذا ارتبط الإستحقاق الحكومي بشكل وثيق بالصراع الأميركي ـ الإيراني، مع العلم أن ما من مؤشّرات ميدانية، وحتى اليوم، تفيد بأن هذه الساحة ستشكّل ساحة مواجهة مباشرة.

وفي المقابل، يكشف الوزير نفسه، أنه من المستحيل وضع خط فاصل ما بين الروزنامة اللبنانية وما بين مجريات المنطقة وتطوّراتها الدراماتيكية، وبالتالي، فإن الحياد الذي كان يجري الحديث عنه في الأيام الماضية، لا يبدو ممكناً من حيث الواقع السياسي في الدرجة الأولى قبل الوصول إلى الواقع الأمني أو الإقتصادي. ولذا، فإن الحكومة العتيدة، سوف تكون محاصرة بالأوضاع الإقليمية المشتعلة والتي فرضت نفسها أولوية على المشهد الداخلي.

ومن هنا، فإن التعديل مرتبط بإضفاء العنصر السياسي على حكومة التكنوقراط، علماً أن الشخصيات التكنوقراط قد جرى ويجري اختيارها بشكل ينسجم مع الإتجاهات السياسية الراهنة، كما يكشف الوزير ذاته، والذي يعتبر أن الضغوط المتنامية على القوى المعنية بعملية تأليف الحكومة باتت تفرض قواعد جديدة في تسمية الوزراء، وهو ما أدّى من الناحية العملية إلى تأجيل ولادة الحكومة العتيدة الى موعد غير محدّد.