Beirut
16°
|
Homepage
لا بديل عن دياب... ولكن!
ملاك عقيل | الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020 - 8:00

"ليبانون ديبايت" - ملاك عقيل

لم يتفاجأ كثيرون بعدم تطرّق أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للواقع الحكومي. لا يتوقف الامر فقط على رمزية المناسبة التي تدفع نصرالله في خطابين، بعد اغتيال قائد لواء الحرس الثوري الايراني في بغداد، الى حصر رسائله بالشق الاقليمي كما الدولي من دون الإشارة الى انعكاسات الزلزال العراقي على المشهدِ الداخلي المعقّد، بل لأن موقف الحزب في هذه المرحلة الرمادية هو "لا موقف" أقلّه في العلنِ.

لا مجال للشك، بأنّ هناك انغماسًا لدى حزب الله في المعركة الكبرى ومؤشراته واضحة، تجعل من واقعِ الخلافِ بين قوى الاكثرية والرئيس المكلَّف عاملًا هامشيًا في تقرير مصير حكومة لبنان المقبلة!


بطبيعةِ الحال، تعرَّضَ هذا الفصل الكامل من جانب حزب الله الى هجومٍ مركّزٍ من الخصومِ إن على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الكواليسِ السياسية حيث يسلّم فريقٌ كبيرٌ لدى هؤلاء، بأنّ مفتاحَ الحلّ والربط في موضوعِ تأليفِ الحكومة موجودٌ في جارور الضاحية، وإلّا لكانت الحكومة عبرت حقل ألغام الخلافات السياسية أقلّه منذ نحو اسبوعٍ. أما التهمة الاكبر في ميزان هؤلاء، فتكمُن في أنّ السيّد حسن نصرالله يثبت مرّة أخرى، أنّه ماركة لبنانية مسجَّلة بإسمِ صراعاتِ المنطقة من الضاحية الى طهران، أما مصير الداخل، فيتحدَّد على ضوءِ مصالح حلفائه في الخارج.

وعمليًا، يَصعب حجب واقع أنّ وقوفَ حزب الله في المنطقة الرمادية يدفع بالمأزق الحكومي أكثر صوب التعقيد خصوصًا في ظل تأكيد قريبين منه، أنّ "هناك مشكلة حقيقية للثنائي الشيعي مع حسان دياب لكن واقع خروج سعد الحريري من الحلبة الحكومية دفعه الى التعاطي ببراغماتية مع خيار وزير التربية السابق ذاهبًا الى حدِّ التغاضي عن حجمِ ونوعِ الحكومة كي لا يفسّر الأمر بأنّه طرفٌ معرقلٌ خصوصًا من جانبِ حزب الله. أما وأنّ الامورَ وصلت الى ما وصلت اليه، فإنّ تذليل العقبات لمنح حكومة دياب الضوء الاخضر لاجتياز امتحان الثقة في مجلس النواب قد لا يبقى خيارًا قائمًا إذا ظلت المراوحة تفرض نفسها".

ويقول مطلعون في هذا السياق، أنّ "رئيسَ مجلس النواب نبيه بري وحزب الله يتشاركان، ومنذ طرح إسم دياب، القلق من هوية الرئيسِ المكلَّف وحقيقة ارتباطاته وعلاقاته وأسلوب إدارته التي قدّم عيّنة منها خلال مفاوضات تأليف الحكومة".

باختصار يجزم هؤلاء، أنّ "الثنائي الشيعي تبنّى مرغمًا خيار حسان دياب بعد انسحاب الحريري وقد أعطاه الفرصة، والباب لا يزال مفتوحًا، لكن ربطًا بالاعصار في المنطقة وارتداداته وارتفاع منسوب التوتر الايراني الاميركي، فإنّ التعنّت من جانبِ دياب وإلزام نفسه بما لم يلزمه به أحد سينعكس سلبًا عليه".

ويُنقَل حرفيًا عن أحد الدائرين في فلكِ الثنائي الشيعي، "الخيارات قليلة ومحصورة لدى حسان دياب بينها التمسّك بالتكليفِ وعدم الاعتذار. حاليًا لا بديل عنه والوضع ضبابيٌّ في المنطقة، والاكثرية التي سمّته لا تزال تؤمّن له الغطاء مع تفاوتٍ كبيرٍ في "سماكة" هذا الغطاء، ولذلك طالما هذا الستاتيكو قائمٌ يستطيع دياب أن يناورَ ويفرض شروطه الى اللحظةِ التي تفرض قواعد اللعبة نمطًا آخر في التصرّفِ"!

في المقابل، لا يبدو خيار تفعيل تصريف الاعمال على المدى الطويل هو عنوانُ المرحلة في ظلِّ المأزق الحكومي. إذ يؤكد مطلعون، أنّ "هذه الورقة بدت كمناورة أكثر من جانبِ عين التينة لسبب أساسي وهو أنّ خطورة الوضع لا تحتمل تصريف أعمال على المدى الطويل بل تفهّم الحريري للمطلوب منه كرئيسِ حكومة تصريف أعمال بانتظار حكومةٍ قادرة على مواجهة هذه التحديات المصيرية، كما أنّ استبدالَ الحريري بدياب ليس مطروحًا حتى الآن على طاولةِ الثنائي الشيعي".

ويشير مطلعون، الى أنّ الحريري نفسه قد لا يكون جاهزًا لهذه المهمة وقد انعكس ذلك في البيان التوضيحي المُقتَضب الذي نُشِرَ على الموقع الالكتروني التابع لـ "تيار المستقبل".

ويلفت هؤلاء، الى أنّه "فور عودة الحريري ستتّضح الصورة أكثر لكن الاخير لا يبدو جاهزًا أصلًا للعبِ دور مُصرِّف الأعمال على المدى الطويل قبل اتضاحِ جملة معطياتٍ خارجيةٍ يتمنى حصولها على الارجحِ حيث يستطيع من خلالها إعادة الامساكِ بزمامِ التأليفِ، وبالتالي، فإنّ تورطه في خيار تصريف الاعمال كتمهيدٍ لعودته مجددًا الى الواجهةِ مرتبطٌ بمعطى خارجي لم يتبلور بعد، مع التسليم أيضًا بواقعِ أنّ ثمة رئيس جمهورية يرفض بالمطلق التعاون مجددًا مع الحريري".

لكن خلف الاعصار الاقليمي والمراوحة القاتلة على الخط الحكومي، يحذّر مراقبون ممّا يصفونه بـ "الانفجار الشعبي الاجتماعي الذي لن تكون هناك ربما قوة سياسية قادرة على ضبطهِ كما حصلَ في السابق بدعوة فريقٍ للخروج من الشارعِ".

ويشير هؤلاء بالاصبع تحديدًا الى الشارع الشيعي "الصامت" حتى الآن مع العلم، أنّه من الأكثر تضررًا "الجوع والفقر حالة معمّمة لا تعرف توصيات حزب ولا أوامر عليا. ومع انسدادِ أفق المعالجة وانعدام قدرة التحمّل قد يصبح مشروعًا التساؤل أين وكيف سيفجّر الشارع غضبه؟، وهذه المرة من خلال الفئة التي طلب منها ضبط النفس".

ويعلّق هؤلاء، أنّ "على القيادات السياسية أن تتحسّسَ رؤوسها. فحين تنزل "الشوارع" بخلفية اجتماعية غاضبة النتائج تكون أخطر بكثير حين تكون السياسة هي المحفّز".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر