Beirut
16°
|
Homepage
دياب يُدشن نسخته الجديدة
عبدالله قمح | الاربعاء 04 آذار 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

للمرّة الثانية في أقلِّ من أسبوعٍ، يوجِّه رئيس الحكومة حسان دياب مضبطة إتهام بحق "جوقة أوركيسترا" تستهدفه، وقد زادَ على البنودِ الاتهامية "التلفيق والكذب والاختزال والتأويل"، لكنّه أبقى على نفسهِ ملازمًا صفة الإدعاء على المجهول ولو أنّ "شارعَ الدواليب" الذي انتفضَ ليلًا على وقعِ التلفيق له قدرة الافصاحِ عن الجهةِ التي لها نقل المحاكمة إلى صفة الوجاهية.

منذ أن أفرغَ دياب حمولته الكلامية على رصيفِ السراي، صارَ واضحًا وفي أكثر من مناسبةٍ أنّه دشَّنَ نسخة جديدة من شخصيَّتهِ وأصبحَ يميل صوب مغادرة وضعيّة "الاستماعِ" نحو الزود عن نفسهِ بالكلام ولمَ لا بالهجوم ايضًا لأن أمور الحكومة لا تستتبّ بالصمتِ أو بتتبّعِ "الفصول" التي تُحاك له. وعلى قاعدة أنّ أفضل خطة للدفاعِ هي الهجومُ، اعتمرَ دكتور الجامعة الاميركية خوذة القتال ونزل إلى الساحة!


ثمّة من يقول، أنّ دياب قد سلَّف سابقًا الفريق المناوئ له الكثير، سواء في داخل الحكومة وخارجها، فلم يتلقَ من هذا الفريق سوى الطعنات.

على صعيد الحكومة ولو أنّ عضمها ما زال طريًا، لم يُناقش حسان دياب ولو مرّة مسألة لها علاقة بتنفيذِ إنتقامٍ سياسيٍّ من آل الحريري مثلًا المتهمون بإدارة "جوقةِ الاستهدافِ"، بل على العكسِ مارسَ الحماية السياسية على رجالاتها في الإدارة وكشف أمام من التقاهم أنّه ليس في واردِ تنفيذِ "عمليّةِ تطهيرٍ داخل المؤسسات" لأنّ قضيّته ليست الانتقام الشخصي بل الإصلاح العام.

حتى أنّ "الدولة السُنيّة العميقة" المُتَّهَمة اليوم بممارسةِ فعل الاستقواءِ على دياب وتجنيد وتحشيد قواها ضده، حاول الرجل في كثيرٍ من الامكنةِ الاستفادة من خبراتها في شتى المجالات وبناء "ثقافة ثقة وتعاون معها" بمعنى إدخالها في الهيكليّة الاستشارية للحكم وهي علامةٌ تُحسَب له لا عليه.

لكن في مقابل ذلك، "شغّلَت" تلك المنظومة المنتمية سياسيًا وعقائديًا إلى "الحريرية" محرّكاتها وفعَّلت نوعًا من الصراعِ ذات الوجهِ المالي والقضائي تجاه رئيس الحكومة، حتى أنّ من هم على تماسٍ مع تلك المنظومة يشعر أنها باتت مسخّرة الآن في غرضِ إستهدافِ دياب وتحريفِ أيّ خطوةٍ يُقدِم على فعلها أو أي موقفٍ يصدر عنه ولا تقدم على أيِّ جهدٍ في مجال التعاون والمساعدة في ورشةِ الإنقاذ التي يطمح الرجل لافتتاحها.

على الأرجحِ، إنّ الغاية من ممارسةِ هذا النوع من السياسةِ الكيديّةِ، إتاحة الفرصة لـ"إفشال دياب" في مهمّتهِ وتصويره كشخصٍ عاجزٍ ما دامَ أنّه لا يتمتّع بدعمِ الطائفة و"تركيبتها السياسيّة"، ووفق إعتقادِ هؤلاء، يُسهل "تفشيل دياب" تأمين ظروفِ عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على "حصانٍ أبيض" كما تمنى مرة!.

يسقط من بالهم بالتأكيد، أنّ العودة في حال حصلت على أنقاضِ "عهدِ دياب" ستتم على ارضٍ محروقة لا تسفر سوى عن توريطِ سعد الحريري بما لا يُمكن لأي رئيسٍ تحمّله، وبمعنى أوضح، إنّ الاستمرار بسياسةِ الاستهدافِ وإحراق بساتين دياب سيؤدي تلقائيًا الى إحراق مراكب الحريري ولن يساهم هذا الاسلوب سوى في تدمير ما هو موجودٌ وقائمٌ وزيادة المحنة وخلق ظروفٍ غير متوازنةٍ لا يصح العمل فيها لا من قبل الحريري ولا غيره.

لكن دياب وفي ضوءِ كل ما يجري من حوله هو متصالحٌ مع نفسهِ ولو أنه يخرج في كثيرٍ من الأحيان عن القاعدة التي رسمها لنفسه عند قبولهِ دخول معترك رئاسة الحكومة.

هناك من يتهم مستشارين بمحاولةِ توريطِ رئيس الحكومة بردودِ فعلٍ على محاولاتٍ تصدر من هنا وهناك، لكنهم وفي معرضِ قراءة ردود الفعل يتفهَّمون موقفه وما يصدر عنه.

وبخلافِ ما يجري في محيطها، لا تبدو الحكومة بحالٍ أفضل. ما قاله الرئيس حسان دياب أمام السلك القنصلي من كلامٍ "أُعِدَّ جارحًا" يطاولها هي الاخيرة بشيءٍ ويعد بمثابة نوعٍ من أنواع الشكاوى التي على من ساهم في إنتاجِ الحكومة أن يتلقَّفها على "بساطٍ أحمديٍّ" قبل أن "يفلتَ الملق أكثر".

لا يُمكن إخفاء معالم التخبط داخل الحكومة سواء على المسار الإداري وضمن المسار السياسي ايضًا. حيث يتولَّد النزاع اليوم ويدور بين مكوّناتها على أكثر من جبهةٍ، نفطيًا قضائيًا وماليًا ولم يبقَ سوى الملف السياسي معزولًا عن الخلافِ حوله، وقد أتاح ذلك الظن بأنّ مقومات انفجار الحكومة من داخلها أصبحت متوفرة. فلماذا التخبط كلّه ولأجل من وعلى ماذا يدور؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
جثةُ شاب داخل "شاليه" في الكسليك! 10 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 6 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 2
أكثر من 100 عمليّة سلب... المعلومات توقف 4 متورطين! 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 3
بالفيديو: كمين حزب الله ضد قافلة إسرائيلية! 12 جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 8 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر