Beirut
16°
|
Homepage
"إنزالٌ" على خط بري - دياب
عبدالله قمح | الخميس 26 آذار 2020 - 3:01

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

قبل أيّ شيءٍ آخر، ما زالَ رئيس الحكومة حسان دياب "صعب الهضم" لدى الطبقة السياسية التقليدية نظرًا لاختلافِ أوجهِ الشبهِ، هو الآتي من عالمٍ آخر والمتموضع في النقطة نفسها على الرغم من الضغوطات التي يتعرّض لها.

"صفرُ مشاكلٍ" هو شعاره للمرحلةِ. رئيس الحكومة يعلم أنّ فترة صلاحيته ضمن هذه التركيبة لن تدوم طويلًا. هو أتى إليها بفعل حاجتها إليه وليس العكس، لكن طبعًا هذه الحاجة لن تجعله مسخرًا لمقتضياتِ ومصالحِ غيره، لذلك يظهر إتباعه الأسلوب الواضح في المناورة السياسية، أقرب إلى رفضِ الاملاءاتِ من القبول. تعاطيه يظهر أنّه مكوَّنٌ من لبوسٍ مختلفةٍ، لذا من الطبيعي أن لا يتأقلم مع كثرٍ من أبناءِ الطبقةِ الحالية.


وفي زمن "كورونا" حلّ موسم الجفاف في العلاقة بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري. لدى الأخير عدّة مآخذ على دياب ظهر طالعها منذ نعومة أظافر الحكومة بل وخلال مرحلة التسمية. وجد بري المحنّك أن رئيس الحكومة الجديد مختلفٌ. لا يشبه النسخة الحريرية بشيءٍ، بل على العكس تمامًا، يمتلك أيادٍ خشنة، لذا فالتعامل معه يندرج ضمن ثقافةٍ مختلفةٍ.

هذا ولّد التباين بين بري ودياب في أكثر من محطةٍ. استهلَّ زمن تشكيل الحكومة واستأنفَ في مجرى الزمن الحالي. يبدو برّي ميالًا صوب عدم منح الثقة المطلقة إلى دياب وفريقه الوزاري، لذا نصّبَ الوزير السابق علي حسن خليل قائمًا على الفريق "الحركي" في الوزارة وإستطرادًا ناطقًا بإسمهِ.

من دون أدنى شك، أزعجَ ذلك حسان دياب والفريق المعاون له، لكن ابقيَ ذلك ضمن سقفِ المقبول المتوقّع نسبيًا على إعتبار أنّ وزير المال غازي وزني الموضوع تحت رقابة الوصاية "الخليلية" ليس من طرازٍ يقبل الخنوع وبالتالي كانت مسألة اهتزاز العلاقة بينه وبين مسمّيه الرئيس برّي مسألة وقتٍ.

طبعًا، لدى وزني الهامش المحدود من المناورة. هو لا يرضى إزعاج بري بالمطلق كما أنه لا يقبل أن ينصاعَ بشكلٍ كاملٍ. يتعامل مع الحدث الطارئ بكثيرٍ من البراغماتية، كدياب بالضبط. هو حين وجدَ أن الرئاسة الثانية ستملي عليه شروطًا في ملف وزارته و"الكابيتال كونترول" من ضمنها تمرّد إلى حدودٍ مقبولة لكنه لم يدع ذلك يتسبّب بطلاقٍ مع بري فسرعان ما سحبَ مشروعه بعدما عثر على إمكان تحوله الى مشروعِ خلافٍ كبيرٍ بين دياب المتهم بضمِّ إقتراحاتٍ واسعةٍ إلى القانون وبين بري الرافض لعددٍ من مدرجاته.

المشكلة التي دفعت "كابيتال كونترول" إلى الواجهةِ والمواجهةِ، حلولها في زمن أوشك على التئام مظاهر المواجهة كافة بين بري والرئيس ميشال عون، هذه التي حلّ زمانها على أنقاض كباش مشروع التعيينات القضائية كان متوقّع أن تطاولَ الملفات الأخرى.

موضوع إعلان حالة الطوارئ من ضمن أدوات المواجهة هذا ما ينطوي عليه كلام بري الأخير حول طلبه إلى دياب إصدار قرار إعلانها. بالنسبة إلى رئيس الحكومة القرار مرتبطٌ بعوامل كثيرة ولا يجدر أن ينبعَ من موقفٍ شخصيٍّ، أولها عسكري حيث يجب أخذ العلم من قيادة الجيش المعنية وثانيها مؤسساتي حكومي حيث لا يجدر فرض القرار على الوزراء وإخضاعهم له ولاسيما أن مجموعة كبيرة منهم لا ترى حاجةٍ في ذلك، لذا فالقرار الآن البقاء ضمن خانة إجراءات قرار "التعبئة العامة" حتى 29 آذار.

موقفٌ لم يكن على خاطر الرئيس بري ما دفعه للمخاطبة بنبرةٍ عاليةٍ. يُقال أنه ردّ برفض "الكابيتال كونترول"، ويُقال أيضًا أن هناك سببًا آخر له علاقة بـ"دس دياب" لتعديلات عليه من خارج ما قدمه وزني إلى بري. هذا ممكنٌ، فكان لا بد من إحداث "ثغرة" في الجدار بين الرجلين.

يُقال أن الرئيس بري يحسب دياب عند رئيس الجمهورية وبالتالي فإن الاعتقاد بأن ما يصدر عن دياب، بغالبيته، منسق مع صاحب الفخامة، ما يتيح له ضمّ دياب إلى مفرزة النزاع. هذا الكلام مردود من قبل الملاصقين لرئيس دياب الموضوع من قبلهم في خانة خاصة تتوسط عون وبري فلا يتبع سياسياً لأيٍ منهما.

المعلومات المتداولة تقول بمعظمها أن دياب في صدد الاجتماع مع بري لتنفيس الاحتقان. لغاية الآن ما يظهر يؤكد غياب النية لدى دياب في افتعال أزمةٍ مع الرئيس بري. يمكن القول أنه لا يبتغي معركة مع رئيس المجلس، وعلى ما يبدو من الأوساط المتابعة، يميل دياب إلى العمل مع بري من أجل احتواء ما يجري. ماذا عن التنازلات؟ في قاموس دياب كما بري هذا غير موجودٍ، لكن يُمكن الوصول إلى حل يتوسط الخيارَيْن ويجري الاتفاق عليه.

وفق ذلك، فإن اللقاء مدرجٌ تحت خانة المجهول. المتاح حاليًا هو تواصلٌ غير مباشرٍ يؤدي دوره حشد من المقربين من المرجعيَّتَيْن بخدمةِ تقريب وجهاتِ النظر بينهما، والغاية المدرجة بندًا أولاً على جدول الاعمال تنفيس الاحتقان والعودة إلى قواعد الاشتباك القديمة، أي عزل الملفات وعدم تشبيكها مع بعضها وتناولها بالمفرق وليس بالجمع كما يحصل الآن.

هل يشمل "مشروع التهدئة" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟ سياسيًا، يُمكن إدراج "ثورة المردة" المُعبّر عنها في تغريدة فرنجية على أنها مدفوعةٌ شكلًا لافتعال غبارٍ سياسيٍّ يحيط بتسلّلِ بري من خلفِ خطوط دياب، وعامةً يُمكن تنفيس احتقان "البيك" في حالة "تصفير الحساب" مع رئيس المجلس!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 9 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
جعجع "يعترف": حزب الله هو الأقوى... ولكن! 12 كتاب يُثير الجدل ولافتة "تحذيرية" في الضاحية الجنوبية: احذروا المرور! 8 تصلّبٌ مفاجئ! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر