Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
مسيّرات حزب الله وصاروخ الحريري
عبدالله قمح
|
الاربعاء
01
تموز
2020
-
1:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
سلاحُ المُسيّرات الذي يؤرق العدو الاسرائيلي بات طَبقاً دسماً على "السفرة" اللبنانية، ومن فلتات أخبار بعض القنوات والمنصّات يسهل قراءة ما تستبطنه الأنفس، أو بصريح العبارة يمكن الاستنتاج أن هذا السلاح أدرجَ بنداً على طاولة النقاش اللبنانية.
ومن الجية وصولاً إلى البقاع، حلّقت أسراب من الكلام غير المتوازن وغير المقرون بوقائع ملموسة. تارةً يأتي الحديث عن تصوير للطريق الساحلي بإستخدام مسيّرات اثناء موجات الاقفال المتنقلة، وطوراً يُشار إلى هذا السلاح بطريقة ملتبسة في حالة "الإستهداف" المزعومة لموكب الرئيس سعد الحريري في البقاع، وكأن ثمّة من يتعمد إستدراج أحد أسلحة المقاومة "الذكية" إلى دائرة الشبهة، وإدخالها حلقة في الخلاف المستعر على أسباب وجودها ودورها.
وحدها الأجهزة الأمنية دحضت الواقعتَين بشهادة العارف، فلم تُسجّل تردادتها أي تحليق لمسيّرة فوق الجية. تقنياً، وسنداً إلى المادة المصورة التي نشرت، لا مظاهر توحي بتصوير بإستخدام "درون"، فلا وضعية التصوير توحي بذلك ولا حركته الثابتة نوعاً ما تؤشر إلى شيء من هذا القبيل. والأمر ذاته ينطبق على فرضية "الاستهداف" لموكب الحريري. ما خلا بيان قوى الأمن الداخلي الذي تحدث عن "إنفجار جسم في المنطقة" بكثيرٍ من المسؤولية والدقة، بقيت الاجهزة الاخرى حذرة في تناول الملف لانتفاء المعلومات لديها، إلّا قناة العربية "طغت وتجبرت" فاستخلصت تحقيقاتها واستنتجت أن ما وقع عبارة عن صاروخ انفجر على بعد 500م من موكب الحريري، وكأنها تقول "أنظروا... أرادوا أن يقتلوا رئيسكم بصاروخ"، فأي عاقل يمكن أن يصدّق أن يفعلها حزب الله بصاروخٍ لديه ويستطيع طفل أن يثبت الفعلة عليه؟!
على أي حال يأتي الردّ من أصحاب المُصاب في بيت الوسط الذين طلبوا الاستمهال وعدم تناول الملف بغير ما لدى قوى الأمن من معطيات وإنتظار التحقيق وصولاً لاستخلاص المشهد. و"زبدة الكلام" في تقدير مصادر متابعة للموقف الأزرق لـ"ليبانون ديبايت"، أن الإنفجار مبدئياً لا يتصل بمرور موكب الرئيس الحريري وعلى الأرجح لم يحدث في نفس النهار بدليل عدم سماع أي من أعضاء الفريق الأمني المرافق للموكب اية أصوات، ومعرفتهم جاءت لاحقاً عبر بلاغ "بصيغة سؤال" مصدره قوى الأمن الداخلي، مقترحةً إشاحة النظر عن الخبرية "وتركها لأصحاب الاختصاص".
وعلى الأرجح، أبلغ الحريري بمضمون أو وضع بصورة ما جرى ذلك اليوم، وفي الاعم الاغلب أنه كناية عن محاولة إستهداف من قبل المقاومة لمسيرة إسرائيلية كانت تحلق على ارتفاع متوسط فوق مواقع تخصّها في البقاع، بصاروخ إنفجر قبل مسافة قصيرة من الوصول إلى هدفه، فإنشطرَ في أرجاء المنطقة وتلاشى، وهي الرواية الأقرب إلى العقل في ظل غياب الدليل الموضعي على الأرض. فأي صاروخ ينفجر على مسطح أرضي ولا يترك خلفه علامات وأدلة يصعب محوها أصلاً من الموقع؟ ولو أن الرئيس الحريري متأكد بنسبة 1 في المئة بوجود نية لاستهدافٍ لكان أذاعَ الخبر من دون إنتظار.
ولرواية الاستهداف الصاروخي للمسيرة ما يدعمها بالاستدلال إلى ما غُرّدَ به عشية الحادث على "الموقع الأزرق" من استحضار لبيان عمليات خاص بالمقاومة مذيلاً عبارة "ومّا النصر إلا من عند الله العزيز الجبار" أبقيَ فارغاً من مضمونه على صفحة احد النشطاء في الإعلام الحربي التابع للمقاومة والذي تولى نشر البيان فارغاً ربما للدلالة إلى حدثٍ ما لم يصل إلى درجة خطّ النصّ المناسب له، وتزامن الاستهداف مع استنفار للجيش الإسرائيلي براً وجواً.
وهكذا، يُغلق الباب على نثر النوايا الخبيثة على المسطح اللبناني من مصادرها "العربية" التي دخلت في مشروع جرد سلاح حزب الله محلياً بغية "نشر غسيله" خدمة لعدو يبحث عنه هنا وهناك، أما الاضاءة عليه ضمنياً تخدم الإسرائيلي على نحوٍ واضح لا لبس فيه، وهو الباحث بالسراج والفتيلة عن اي بقعة ضوء تقوده إلى مصدر ملموس يتيح فتح الابواب الموصدة أمام هذا السلاح، والغريب تبرع بعض اللبنانيين بإسداء الخدمات المجانية.
ومن سوريا حيث الاستهدافات السابقة في عقربا ومحيطها لمواقع تقول تل أبيب أنها مرتبطة بسلاح المسيّرات الجاري تطويره من قبل حزب الله، كانت اسرائيل البادئة في حرب العقول ضد المقاومة حتى وصلت إلى معوّض ذات آب وحلقت مسيّراتها فوق الرؤوس بحثاً عن شيء ما قالت انه متصل بهذه الصناعة. وإسرائيل وحكومتها وشعبها وجيشها ومن يدعمونها في الشرقِ والغرب، يعلمون جيداً دور هذا السلاح في أي نزاعٍ مقابل وكونه عنصر قوة للبنان، إذاً، لماذا يتبرع بعض اللبنانيون في التحري عن المسيّرات ولأي مصلحة أو غاية يجري تشويه صورتها وشيطنتها وربطها بقضايا من البديهي أن لا يكون لها وظائف في الداخل؟
إن دلّ هذا التوجه فيدل على محاولات لاستنساخ التجربة الاسرائيلية في ملاحقة مسيّرات المقاومة على التراب اللبناني. من هنا، تصبح مقدمات الحصار على المقاومة ذات صنوفٍ متنوعة غير منحصرة في الموضوع الاقتصادي الذي ومن الواضح انه يجري التسلل منه لتأمين أدوار عسكرية ما.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا