المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 23 كانون الأول 2025 - 21:22 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

محطة تلفزيونية مافيوية

محطة تلفزيونية مافيوية

"ليبانون ديبايت"


ساء إحدى المحطات التلفزيونية أن يبادر "ليبانون ديبايت" إلى توضيح الحقائق في مواجهة حملة الافتراء والتشويه التي يتعرّض لها المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غيّاض، فاختارت، بدل الردّ بالحجّة والوقائع، الانتقال إلى لغة التهديد المبطّن والوعيد الصريح.

لم تكتفِ تلك المحطة بإطلاق الاتهامات، بل نصّبت نفسها وصيًّا على الرأي العام ووسائل الإعلام، وراحت "تنصح" غيّاض بأن "يطلب من أصدقائه أن يخدموه بسكوتهم"، وتوجّه رسائل مماثلة إلى "ليبانون ديبايت" بالكفّ عن الكتابة، ملوّحة بـ"تقارير" ستُبثّ على شاشتها "إن لزم الأمر"، قبل أن تختم وعيدها بالعبارة الأشهر في قاموس الترهيب: "وللحديث تتمّة".


هذه البلطجة الإعلامية ما عادت "تجدي نفعاً"، فلسنا ممن لديهم "فوبيا" الرد على كل إساءة وتطاول وتهديد، ولسنا في وارد الوقوع في فخّ "الوهم" بـ"فائض قوة مصطنع"، لكننا في الوقت نفسه نعذر هذه المحطة لخوفها مما يحمله "مستقبل الإعلام".


وفي لغة الإعلام، حين تتحوّل محطة تلفزيونية إلى جهة تهديد، وتستبدل الصحافة بالوعيد، والكلمة بالتلويح، نكون أمام انحدار أخلاقي ومهني غير مسبوق. فالصحافة، في تعريفها البديهي، تنشر ما لديها من معلومات موثّقة ومسؤولة، أو تصمت.


والأخطر أن هذا السلوك يُمارَس بثقة زائفة، وكأن في لبنان إعلامًا قادرًا على إخضاع الجميع بالترهيب، وكأن كل من يواجهه سيخضع أو يرتدع. قد يكون في هذا البلد من يرضخ لمثل هذه الأساليب، لكن من الواضح أن هذه المحطة أخطأت العنوان هذه المرّة.


ليبانون ديبايت لا يخاف، ولا يُرهب، ولا يسكت تحت التهديد. من يملك “ملفات” فليُنشرها. ومن يملك وقائع فليُبرزها. أما من يلوّح ويؤجّل ويتوعّد، فهو لا يمارس صحافة، بل ابتزازًا.


والقاعدة بسيطة وواضحة: الذي بيته من قزاز، يقعد عاقل… ونكرّر: يقعد عاقل.


نحن لم نهدّد، ولم نلوّح، ولم نستخدم لغة “التتمّة”. كتبنا رأيًا، ودافعنا عن شخص تعرّض لحملة ظالمة. أمّا الانتقال إلى التهديد، فلن يمرّ، ولن يُسكتنا، ولن يغيّر حرفًا مما نكتب.


والأهم: من اعتاد إخضاع الآخرين بالترهيب، عليه أن يعتاد اليوم أن يُواجَه.


وللحديث تتمّة دائمًا… لكن ليس بشروط المافيا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة