Beirut
16°
|
Homepage
أكثرُ من فوضى وأقلُّ من حرب
صفاء درويش | الخميس 02 تموز 2020 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - صفاء درويش

لا شيء يشي بأن هناك من يتحمّل المسؤولية. عند كل إخفاق يرمي من أخفق بالتهمة على شريكه في الحكومة. تتناحر الأحزاب لا على الحلول والمشاريع بل على إلباس بعضها البعض تهم التعطيل، وكأنّ حكومة حسان دياب هي منصة تناحر لا مجموعة تكنوقراط أتت لتنتشل البلد من الغرق.

منذ اليوم الأوّل اتّضح أن هذه الحكومة ليست حكومة الحلول، بل حكومة ارتداء الإنهيار. الإنهيار الذي بات واقعًا لم يكن ضمن العناوين العريضة التي رفعتها الحكومة فور تشكيلها بالجملة والمفرد. رئيسها حسان دياب ووزرائه بدأوا منذ اليوم الأول الحديث عن انجازات لم تحصل، ويستمرون حتى الآن في نكران الواقع. كأنّ أحد ما وضعهم في السراي والوزارات وفصلهم عن واقع البلاد وسدّ كل محاولات التواصل معهم.


الفكرة الوحيدة التي بدأت تُدرك بشكل فعلي أنّ هذا الفشل الذي تولّد بات يتيم الأب والأم. بمعنى أو بآخر فإن مختلف القوى التي توافقت على تشكيل الحكومة غسلت أياديها منها وكادت، لولا بعض الخجل الموجود، أن تعلن انتقالها إلى قوى المعارضة تاركةً وزرائها "يقبعوا شوكن بإيدين".

أمّا في الواقع، وفي عرض لما أنجزه معظم الوزراء، نرى أن الإجماع الوحيد التي تمكنت الحكومة من انجازه هو عدم الإنجاز، أو حتى سوء إدارة الأزمة.

وزير الإقتصاد والذي فشل في إدارة وزارته ومحاربة تجار الأزمة يصوّر اليوم على أنّه المقصّر الوحيد، بينما في الواقع يتشارك معه وزير المال الذي فاجأ الجميع برفضه التعاقد مع شركة التدقيق المالي، ونسب رفضه لوجود يهود في الشركة، فيما تشير المعلومات أن مختلف شركات التدقيق في العالم تضم عاملين ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم ومنهم يهود. يتذرّع غازي وزني بهذه الفكرة ليرفض معها اخضاع صديقه وشريكه، بحسب ما يفاخر، رياض سلامة، للتدقيق وربّما التحقيق. أسلوب وزني كان قد ذكره قبل حوالي عشرين عامًا الممثل المصري عادل إمام حين سرد كيف تهرّب من عقاب نتيجة غشه في الإمتحانات الجامعية، حين اتهم المراقب أنّة شتم "الإسلام" والرئيس المصري حينذاك جمال عبد الناصر. الفرق بين وزني وعادل إمام أن الأخير رسم البسمة على شفاه الناس لا العوز والحرمان...

مثالا وزيرَي الإقتصاد والمال ينسحبان على مختلف وزراء الحكومة. هذا الأمر دفع ببعض قوى 8 آذار إلى بدء التفكير بخطة بديلة. هذه الخطة غير الواضحة معالمها، تفترض بدء التبرؤ من حكومة دياب شيئاً فشيئاً تمهيدًا لإسقاطها مع موجات الغضب الشعبي المقبل، والذي من المتوقع أن يبدأ بالإنفجار على دفعات شهد البلاد منها بعد الفصول الأسبوع الماضي، بعلم مختلف أفرقاء الحكومة، وسيشهد في المقبل من الأيام فصولًا أقسى، بحسب متابعين.

حزب الله، والذي يبدو أن ندمًا ما يصيبه اليوم، يكشف مصدر من فريق الثامن من آذار انزعاجه الكبير من حلفائه، وأنّه قد يذهب خلال أيام إلى خطوات مفاجئة يشعر الشارع خلالها بتمايزه عن كل شركائه في الحكومة، لا سيما أولئك الذين يرفضون الحلول.

هذا على الصعيد الحكومي والإقتصادي. على جانب آخر توقّف الحزب كثيرًا بحسب المصدر عند الإنبطاح الذي مارسته القوى السياسية تجاه السفيرة الأميركية دوروثي شيا، والذي أعطى اشارات عدة تؤكد تماهي جزء كبير من فريق 8 اذار وحلفاء الحزب مع الولايات المتحدة، والذي يعتربه تماهيًا مع قوانين الحصار والإخضاع، وهو ما لم يكن يتوقعه مِن من أعطاهم هو من دون حساب.

المشهد السياسي يترنّح بين فشل الحكومة في إدارة الأزمة، وبين شعور حزب الله أنّه بات وحيدًا، فهل يكون ما يحصل هو خاتمة مرحلة أريد لها أن تكون قاسية على الجميع فيخرج حتى الوزراء عن سيطرة قياداتهم، أم أننا أمام بداية لأزمة شرخ عامودي سيأتي على لبنان بمزيد من السوداوية؟

الأكيد أن قرارًا اتخذ ببقاء الفوضى لأجل غير مسمّى. فوضى لا تدرك مرتبة الحرب ولا تحط في مصاف الإستقرار.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر