المحلية

السبت 01 آب 2020 - 04:00

75 سنة... شرف تضحية وفاء

75 سنة... شرف تضحية وفاء

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

من الآخر ومن الاول "ما بدنا جيش بلبنان غير الجيش اللبناني..."
‏ليش هيك صار فينا، وعم نكره بلبنان العيش؟ وفعلاً، حابب تحمينا؟ تروك حزبك وفوت عالجيش...ما بفرّق بين أساميكن ولا بيسأل من وين وليش.

ما أشبه اليوم بالأمس ...حوادث كثيرة، تجارب خطيرة، تحديات مصيرية، مرت هددت وتطاولت على الجيش والوطن، دون أن ينتفض، ذاك الذي قرّر أن يكون "الصامت الأكبر"على الدوام... حتّى يوم حاول "التمرّد" منتفضاً، سقط في محظور السلطة والتسلط، فتراجع وكبت، فتقدموا يتناتشونه ويتقاسمونه، ضباطاً وعناصر، ألوية وحدات، لا فرق. يبخّون سمومهم، على قياسهم ووفقاً لحجمهم يريدونه، فيسقطون ويبقى بحجم الوطن، بذّة مرقطة، شرف وتضحية ووفاء، لمن حمل ويحمل وسيحمل، البيرق الملوّن بالدم المكلل بالابيض والخالد بخلود أرزته.

فبعيدا ًعن المبادئ والقيم والضمير...
اتهامات بالتقصير تكاد تصمّ الآذان وليس من يرأدَها و يحاول التبرؤ منها، وكثير من التطاول على الحرمات، الكرامات والبطولات، في أسواق المزايدات، التسويات والمقايضات...
دفع ثمن صراعاتهم لحماً حيا، نازفا ًكرامة مهدورة، دائما أبد عنوانا رئيسياً للمنافسة والتجاذب السياسي...

مسؤولية الحرب حمّلوه، وثمن السلم أرادوا له أن يدفع.
كل أحزاب الوطن وميليشياته، دون استثناء، من البحر الى الجبل ومن الشمال الى الجنوب، تطاولت عليه... اشتراكي، أمل، قومي، بعثي، قوات....حتّى حزب المقاومة، استباحوا ثكناته ،غنموا آلياته وأسلحته، نكّلوا بعسكره... فسقطوا في المحظور لينتصر ويثور لكرامة الوطن والمواطن...

أدخلوا "زعرانهم" بين صفوفه بحجّة الدمج. قلّة قليلة خرجت من صفوفه، أغراها شيطان السلطة، فسقطت في التجربة. تسكّعت على أبواب السياسيين باحثةً لاهثةً عن حظوة منصب من هنا وترقية من هناك... تنازلت عن أمانة وقَسَم، تخاذلت أمام دماء رسمت خطوط القوانين والانظمة بالأحمر الارجواني...

قطعوا المال عنه، حرموه الدواء والطبابة، حتّى الطعام والملبس.. قاوم، عض على الجرح واكمل الطريق.
فلعبة الحرمان والجوع خبرها منذ نشأته، يوم خرج من صفوف السياسة من أراد جرّه الى زواريبها الضيّقة الفئوية... لينتصر كما دوماً.... من الرئيس السنيورة وحجب السلفات الى الرئيس دياب واقتطاع التعويضات والمستحقات، وجوه تختلف ومشروع واحد...

أبطاله على مساحة الوطن... من المالكية الى مواجهة 1973 يحققون ما عجزت عنه جيوش "الممانعة والتصدي"... في وجه اصحاب نظريات "الوطن البديل" وقف دفاعاً عن الشرعية في بعبدا واليرزة مسيرته طويلة ضدّ خلطة "سورية - فلسطينية" وما لفّ لفها، سوق الغرب ضهر الوحش الدوّار الفياضية الحدث غاليري سمعان، كلها تشهد.
من الضنية الى فجر الجرود وبينها نهر البارد، انتصارات لرجال ليسوا كالرجال، علّموا العالم دروساً في البطولة والفداء، ما خافوا سكيناً تنحر أو عبوة. ابتكروا، بادروا، خططوا، مسجلين اكبر انجاز لأصغر جيش.

من اللواء فؤاد شهاب الى العماد جوزاف عون، شيئاً لم يتغيّر. معارك "وهمية" ضد "احلام اليرزة الوردية"، كلما اقترب موعد التغيير في بعبدا. حكاية إبريق نضب زيته ولم يتعب المتطاولون، متناسين ان بين القائد والقيادة والجيش فرق كبير، الكل يتبدلون أمّا هو فباقٍ، تسري في عروقه دماء شهدائه الابرار، تزهر أفواجاً بعدها افواج، أقسمت بالله العظيم ان تقوم بواجبها كاملاً ذوداً عن وطنها، لبنان. جيشٌ اكبر من الكلّ وفوق الكلّ، هو الذي يرى نفسه صغيراً في قياس الوطن، فكيف له ان يرضى للصغار ان يجعلوا الوطن على قياسهم...

75 سنة من الانجازات، ومن الاخفاقات ايضاً... من الإقدام والجرأة، الى التقاعس لا جبناً.
معكم ضدكم وبكم، خيضت مواجهات مباشرة وغير مباشرة، تحت عناوين مختلفة، تارةً لاستعادة حق وطورا ًلتحقيق مكسب، فكنتم الصامت الاكبر والشيطان الاخرس، حيث خرجت قلة من صفوفكم غسلت يديها من شرف قَسَمها متنكّرة له رافضة التضحية، فسقطت ليسقط معها الكثير من الهيبة والعنفوان، كيف لا وهم من خبِروا المتاجرة بدماء رفاقهم من اجل مقر هنا وكرسي هناك.

في الاول من آب فعل ندامة وقانون ايمان بجيش واحد، من الشعب ولكل لبنان، لا شريك له ولا بديل، يحمي الارض ويصون العرض، شعاره على الزمن عاش الوطن. أبعدوا الجيش عن مطامعكم الشخصية وابتعدوا عنه...فعسكريوه ليسوا للبيع ...كفّوا شركم... فغيرتكم مضرة، صداقتكم مؤذية، ومونتكم في غير مكانها... اتركوه "بحاله" فهو الادرى بمصلحته، دعوه يطهّر نفسه ليكون جيشنا كما لبنان لبناننا... عليه نراهن، لكل لبنان وكل اللبنانيين... دعوه على مسافة واحدة من الجميع، لعلّ في ذلك حكمة لا تدركونها... نتمنى ان تفهموها او على الاقل تتفهموها... فكفى تطاولاً ومزايدة...كفى استغلالاً لصمتها.

75 سنة آلاف من الشهداء والمعوقين والجرحى، رووا الارض دماً، لينبت أرزاً اخضر، يكلل الجبال البيضاء، ما تعوّد ان يركع، إلّا في حضرة إله الكون متضرعاً طالباً المجد والخلود ، خارج اي زمان فوق الـ 10452 كلم مربع...ليبقى كل شبر منها لبنانياً لبنانياً لبنانياً...
75 سنة... شرف تضحية وفاء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة