"ليبانون ديبايت" - بيار ساروفيم

تُبدي مصادر نيابية مخضرمة، إعتقادها بأن استقالة رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل مع نائبي "الحزب" الآخرين نديم الجميل والياس حنكش ستترك أثرها الواضح على الحياة البرلمانية لا سيما في ضوء آداء الجميّل على مدى أكثر من 10 سنوات في مجلس النواب.

وتستند هذه المصادر في مقاربتها، إلى الجلسة الأخيرة للمجلس التي انعقدت بغياب النواب المستقيلين ومن بينهم نواب الكتائب، لتشير بأن الجلسة بدت "باهتة" بلا مداخلة يُعتدّ بها، وبلا موقف مميّز، وبلا رأي آخر، وبلا حوار أو نقاش أو سِجال.

ولفتت، الى أن هذه الصورة ليست صورة مجلس نواب لبناني، وليست صورة حياة برلمانية، اعتاد اللبنانيون أن تكون ديناميكية ودائمة الحركة، حتى في أسوأ ايام الهيمنة السورية على الحياة السياسية في لبنان.

وتعود هذه المصادر، بالذاكرة إلى العقود الثلاثة الماضية عندما كانت حفنة من النواب، أمثال بطرس حرب ونسيب لحود وحسين الحسيني ومن ثم البير مخيبر، ولو لفترة قصيرة، وبيار أمين الجميل وغيرهم التي تحافظ على الحدّ الأدنى من الديمقراطية والحياة البرلمانية.

كما تعود هذه المصادر، بالذاكرة الى أيام بيار الجميل الجد وكميل شمعون وريمون اده وصائب سلام وكمال جنبلاط ورشيد كرامي وغيرهم من رموز الحياة البرلمانية في لبنان، الذين طبعوا الحياة النيابية بنقاشات واقتراحات قوانين وحوارات أعطت الحياة السياسية في لبنان استثنائيتها في محيط لا يقيم للديمقراطية وزناً.

وأبدت المصادر، خشيتها من أن يكون مجلس النواب قد تحوّل في ظل استقالة الكتائب الى ما يشبه مجلس الشعب السوري الذي تديره "الجبهة الوطنية التقدمية" بقيادة حزب البعث الذي يحتمي ويتلطى بمجموعة من النواب الذين لا ينتمون شكلًا الى "البعث" ولكن في المضمون وفي سياساتهم يُعتبرون امتدادًا لسياسة البعث وتوجهاته!