Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
طاسَة مار الياس في مار مخايِل
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
15
أيلول
2020
-
16:03
"ليبانون ديبايت"- روني ألفا
اللبنانيَّون شَعبٌ مَدعوك. يشتمّون رائِحَة الفَوضَى عَن بُعد. يتصرَّفونَ هذه " النّقلَة " كأنّهم في حالَةِ رَفض للضّربِ الذي أكَلوه. لبنان الدولَة يكذبُ عليهِم كلَّ عشرين أو ثلاثينَ سَنَة وأبناؤه مِن كثرَةِ تعلّقِهِم بأرزَتِه يصدّقونَ كذبَتَه. يَعرِفُ لبنان أنَّ صيغَتَه استَوَت وحانَ قِطافُها. دستورُهُ خِرقَة مُسِحَت بِها كل الموبِقات. ترويكات. دويكات. ميثاقيَّات. مشاورات. إستِثناءات. لِمرَّة واحِدَة وأخيرَة. رَدّ مَراسيم. نقّوا واستَحلوا. دُستورٌ بِبٌقَعٍ لا يزيلُها أي مستَحضَرِ غَسيل. اليَومَ موسِمٌ جَديدٌ مِن البُقَعِ الدستوريَّة: مثالَثَة. مُداورَة. عَقد إجتِماعي. لَم يعرِف أيُّ دستورٍ في العالَم هذا العَدد مِن الإغتِصابات. فَلنَعتَرِف، لبنان الدولَة خَطيئَة دستوريَّة لَم تَنفَع سنينُ الحرَب في تَصحيحِها. دستورٌ فيهِ كلُّ مُواصَفات الزوجَةِ النّكدَة. لا يرتاحُ ولا يُريحُ ويَطنُّ في آذان اللبنانيين طَنينَ البَعوضِ السّمِجِ اللَّجوج.
عَودَةٌ إلى مَلهاةِ تَشكيل الحكومَة. الناس ينتَظِرون تَوقيعَ رئيسِ الجمهوريَّة عَلى التّشكيلَة. تذكِّرُني التّشكيلَةُ بآخِرِ تَشكيلاتِ المَلابِس. وصولُ تَشكيلَةٍ فَرنسيَّةٍ جَديدَةٍ مِن المَلبوساتِ الجاهزَة. القِياساتُ الكَبيرَةُ متوفِّرَةٌ في الإليزيه. حكومَةٌ قَد تَخرجُ مِن قصر بَعبدا مَستورَةً وباللباسِ الشّرعي. فَلنَفرِض جَدلاً أنَّها ستبَقى مَستورَةَ العَرض بإعطائِها الثقَة. كيفَ ستحكُم سَعيدَة؟ أزمَةُ ثِقَةٍ بينَ القِيادات ستتولّى مراسِمَ التَعريَة. التيّارُ الوَطَنيُّ يلعَبُ خارِجَ البَيتِ الزّوجي الذي كرّسَه القدّيس ميخائيل. حَربُ أعلامٍ بينَ تركيا والسّعوديَّة داخِلَ تيّارِ المستَقبَل. الإخوَةُ المسيحيّون تقلّصوا فتحلَّقوا بين شارِعَين: شارِع مار مخايِل وشارِع ميرنا الشّالوحي. في هذه الفَوضى تخرَجُ المبادَرَةُ الفرنسيَّةُ بِطاسَةٍ عَلى الرأس. عَساها تَكونُ بِمناعَة طاسَة مار الياس تَفادِياً لإصابَة قاتِلَة.
لا تُتعِبوا اللبنانيين بِقصصِ الإنتِظار. تَوقيع. لا تَوقيع. ثِقَة. حقيبَة مالية. دَمج وزارات. هذا تَمويه لاستِعادَة دَورِنا المُخزي كساحَة. الدُّوَلُ الكبرَى تلعَبُ فيها ثمّ تبوِّلُ في أرجائِها قبلَ أن تترُكَها. نحنُ طابَةُ كلِّ أرجُلِ الدُّوَل. همُ الرّكلات ونحنُ المَركولون. أقصَى إنجازاتِنا نَطحُ بعضِنا البَعض. هكذا وُلِدنا وهكذا نشأنا وهَكذا سَنَبقى. سَيمضي وقتٌ طَويلٌ قبلَ أن نَستَفيقَ على وَطنٍ لَم نستَحِقَّهُ فأخَذه غيرُنا بِحقِّ الشِّفعَة أو حَقّ الجيرَة. سَنواتٌ جديدَةٌ مِن الفَوضى الخّلاقَة ستَكون رَفيقتَنا وخليلتَنا وسطَ هِدناتٍ متقطِّعَةٍ وأحقادٍ دائِمَة.
هَنيئاً لَنا ولادَةُ الحكومَة إذا وُلِدَت. سَتكونُ حكومَةً تُدارُ مِن الإليزيه. مراسيمُها سَتكونُ جوّالَةً مِن " الكي دورسيه " عبرَ البَريد الإلكتروني إلى السراي " الصّغيرة ". عَودَةٌ مَيمونَة لسيّارَة ال " بيجو " إنما بِمواصَفات عصريَّة. سيتمُّ إختيارُ شهرٍ جديدٍ لولادَةِ حرَكَةٍ مناهِضَةٍ للوصايَة الفَرنسيَّة الجَديدَة. بعدَ خلوّ آذار وتِشرين مِن إحِتضانِ الحَركات التحرريَّة ينتَظِرُ كانون بِفارِغ الصّبر لِيحتَضِن المُحرّرين الجدد. أحفادُ بشارَة الخوري ورياض الصّلح أبرزُ المرشّحين لتبوأ مَراكِز قياديَّة في الصّراع ضدَّ الإنتداب. قلعَة راشيّا مُرَمَّمَة وبشامون جاهِزَة. نحنُ الشّعبُ الوَحيد على الكرَةِ الأرضيَّة المُستنسَخُ عَن ماضيه. فَشَرٌ أن تُضاهينا " دوللي " أوَّلُ عنزَةٍ مُستنسَخَةٍ في العالَم. اصلاً نحنُ أوَّلُ شَعبٍ غَنَميٍ مُعتَرَفٍ بِه دولياً.
ما يحزُّ في الأنفُسِ أخيراً هوَ تَسابُقُ الجَهابِذَةِ المسيحيين المُنقَسِمينَ بينَ أَفَسُس وخَلقيدونيا عَلى التعزِيَةِ بشهداءِ الجَيش. يتقاتلونَ ليصيبوا الجيشَ في مقتَلِه ثمَّ يُعزّون بِشهدائِه. يقتلونَه ويَمشونَ في جنازَتِه. لَو قُيِّضَ لَهم لَجَعلوا منه كتائِبَ حِراسَةٍ أمامَ مراكِزِهِم. عَقيدَتُهُ تقتُلُهُم. هي لبنان الذي لا يودّونَ رؤيَتَه. لبنان صُنِع في الجيش. صِناعَةٌ لبنانيَّة صِرفة. بينَ الثلاثيَّة الذهبيَّةِ شعباً وجَيشاً ومقاوَمةً وبينَ الجَدَلِ البيزنطي بينَ فَصيلينَ مَسيحيينَ يَكادانِ يَختِلِفانَ على كلّ شيئ بِما فيهِ على طبيعَة السيِّد المَسيح تَبقَى الثلاثيَّةُ أكثَرَ مسيحيَّةً مِن أفَسُس وأكثَرَ وِحدانيَّة مِن خَلقيدونيا. ثلاثيَّةٌ تَحمِلُ صَليبَها وتَمشي وسطَ جُلجلَةِ الإنتداباتِ والوِصايات لِتَموتَ ربّما لَكِن لِتَقومَ في اليَوم الثالِث.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا