Beirut
16°
|
Homepage
جنبلاط أمامَ القضاء... فلِمن الغَلبة؟
ميشال نصر | السبت 09 كانون الثاني 2021 - 3:00

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

في الوقت الذي يبدو فيه اللبنانيون غير مهتمين للوساطات "التوفيقيّة" الشكلية بين رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلّف، بعدما اختل السياسي بالشخصي، متقاطعاً مع مطالب وشروط حزب المقاومة، من تحت الطاولة، أعاد كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، خلط الاوراق السياسية، فاتحاً الباب امام حفلة تراشق اعلامي جديدة، لاقاه فيها "حليفه اللدود" على خلفية الجهة المخولة تفسير الدستور.

فمَع خروج السياسيين من مدار عطلة الاعياد، تحرّكت المياه السياسية الراكدة بسرعة، مع تسجيل مواقف ان دلّت على شيء، فإلى المراوحة السلبية المرشّحة الى الازدياد، بطلاها "بيك" و"استيذ"، في سباق مع مسعى بطريركي توحي المعطيات كلها استحالة تحقيقه اي خرق في ظل تصلّب "الجنرال" و"الشيخ".


فالمختارة التي اعتادت ان "تحيّر" المحللين وتخطف الاضواء، قرّر سيدها لعب الدور نفسه هذه المرة مستبقاً اطلالتَي "السيد" و"الصهر". فما هي اهم النقاط التي" صار الوقت" ان يبوح بها، والاهم كيف يمكن فهمها؟

قالها صراحة وليد جنبلاط، "المشكلة هي مع من هم خلف عون"، المتروك له التلهي وفتح الحروب الضيقة والصغيرة ضد اطراف الداخل، مستدركاً "حزب الله يريد السيطرة الكاملة على كل شيئ لصالح المحور الايراني". موقف شكّل مفاجئة في توقيته ودلالاته. "فالبَيك" الذي تربطه علاقة وطيدة بالادارة "البايدنية" الديمقراطية، كيف له ان يصعد، داعياً الى ترك السلطة لادارة محور الممانعة، في الوقت الذي "يطبل" فيه الكثيرون للاتفاق شبه المنجز مع طهران؟ فما الذي التقطته" انتينات وليد جنبلاط؟ ام ان كلامه يندرج في اطار الابتزاز و"تعلية السقف" لتحسين حصته؟

من هذه النقطة انطلقت المختارة على محورَين متوازيَين، الاول طلب خلاله من الرئيس المكلف الاعتذار، وترك الحكم للمحور بتياره وحزبه" ليغرقوا " وحدهم، وهي نصيحة لن تلقى اذاناً صاغية لدى الحريري اقلّه حتى الساعة والمصرّ على عدم الاعتذار مهما كان الثمن.

أمّا الثاني، فتكرار دعوته الاطراف المسيحية لاطلاق حملة "رحيل الرئيس عون"، لتنضم اليها القوى الاخرى. وهنا يبرز تساؤل مهم، ما هي ضمانات البَيك في ان لا يتم انتخاب شخص "يا محلى الرئيس عون" طالما ان المجلس النيابي هو نفسه، من هنا اولوية الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة.

وسط كل ذلك، وفيما كانت ابنته تطلق هاشتاغ "صاحب القرار" في حملة" تسويقية لاطلالته التلفزيونية، والذي واجهه العونيون المستفزون بآخر بعنوان" صار الوقت تتحاسب"، الذي إكتسح تويتر خلال 10 دقائق بحوالي 3000 تغريدة لم يرحمه فيها الناشطون مذكّرينه، بماضيه الأسود الحافل بالإرتكابات وشراكته في كارتيل الغاز والإسمنت والقمح وإبتزاز الناس، مسلّطين الضوء على فضائح مغارة المهجرين من إختلاسات وامتيازات ورشاوی وتسخير الوزارة للأزلام وهدر المال العام بالمليارات ليتصدر "الترند" بأكثر من 46,000 تغريدة، نجح البَيك بإحباط الحملة البرتقالية، بإعلان استعداده للمثول امام القضاء والمحاسبة. فهل يشكل ذلك هروب الى الامام، وهو الذي يعرف ان رئيس الجمهورية يملك ملفات اعدّها امنيون لفساد وزرائه؟ ام هي تقديم اوراق اعتماد لدى الثورة، الذي حصن منطقته من تاثيرها تاركاً لها ان تلعب عند حدود نفوذه الجغرافي جبلاً وبحراً؟

غير انه في الوقت الذي اعاد البيك التأكيد على ضرورة الاستمرار في التحقيقات في انفجار المرفأ، جازماً بأن وجهة النيترات كانت النظام السوري، متحفظاً عن سبب الانفجار، عرج البيك بشكل عرَضي على مسألة اغتيال جوزيف بجاني في الكحالة، رغم ان منطقة الجريمة متداخلة جغرافياً مع مناطق نفوذه وعلى تماس مباشر معها، باعتباره لا يملك معلومات عنها. فهل سبب ذلك يقينه بأن تنحية القاضي صوان باتت مسألة ايام؟ و هل يعرف البيك ما لانعرفه حول لغز الكحالة، فتجنّب الدخول في الجريمة وتحليلاتها، خصوصاً بعد التسريبات عن اتجاه معين يسلكه التحقيق، ويخشى في ظله الكثيرون الخوض في المسالة نظراً لحساسية السبب والمنفذ؟

غير ان النقطة الاكثر اثارة في حديثه، والتي حملت رسائل في اكثر من اتجاه، كانت في تصويبه على اليرزة في ملف ترسيم الحدود البحرية، والتي عمدت الى "تطيير" نتيجة المفاوضات التي خاضها الرئيس بري على مدى عشر سنوات وانتهت الى اتفاق اطار، كان سيعيد للبنان اكثر من 900 كلم مربع، لتصل اليرزة في خطها الى حيفا مقابل طرح اسرائيل غداً لخط بحري قد يصل الى بيروت. فما الذي اراده البيك من كلامه هذا؟ وهل هو دعم للرئيس بري في معركته ضد رئيس الجمهورية؟ ام هي رسالة غير مباشرة للسلطة بأن المفاوضات الترسيم "طارت"؟

يلي بغيّر عادته بتقلّ سعادته"، متل ينطبق على وليد بيك، حسب "الشاطر حسن"... فسرعة الانقلاب والتقلّب من السمات الاساسية للاستراتيجية الجنبلاطية... انحناء امام الرياح ليضرب بعدها ضربته... هو القائل" اجلس الى ضفة النهر وانتظر مرور جثث اعدائك"... مقولة تصلح في كل زمان ومكان.

تُرى بماذا يوحي له الصديق فيلتمان هذه الايام؟ وما هو دوره الموعود اميركياً في الفترة المقبلة؟

هو وليد جنبلاط يصعبُ التكهّن بحقيقة نواياه وان كانت متابعته تعطي الكثير من المؤشرات...
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر