Beirut
16°
|
Homepage
ماكرون وميقاتي... فكّ طلاسِم
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 24 أيلول 2021 - 13:33

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

لبنان ضمن المنطقة الجيو إستراتيجية المُتنافَس عليها بين فرنسا من جهة وبين إيران والصين من جهة أخرى. الأولى همّها الإقتصاد. الأخريان همّهما ثوابت الصراع مع العدو الإسرائيلي. زيارة ميقاتي إلى الإليزيه تدخل في هذا الإطار. شرق المتوسط على وشك التحول إلى منطقة نفوذ ومصالح.

البداية من مرفأ بيروت. إنفجار خلّف ضحايا بالآلاف وهدم نصف العاصمة بيروت سيتبين أن الفساد اللبناني مسؤول عنه. الأشخاص المسؤلون على أهمية تسميتهم وتحديد مسؤولياتهم أمرٌ ثانوي. تنحيةُ قاضٍ للإرتياب المشروع وتعيين آخَر تفصيل أيضاً. إنها ديماغوجية المزايدات السياسية ليس إلا. ماكرون يتحرّك في الجيو بوليتيك. الهمُّ الإنساني صادق في الإليزيه إنما المحفظة الفرنسية هي الهدف الإستراتيجي للرئيس الفرنسي.


الكل متفق أن لبنان مسروق من حكّامه. مناسبة لماكرون من أجل تحويل الفساد الداخلي إلى فرص فرنسيَّة. لا طريق أمام سيدر راهناً. الشروط الفرنسية للإفراج عن عشرة مليارات دولار ستبقى هي هي: إصلاحات بنيوية. حكومة ميقاتي لا تملك الوقت ولا القدرة.

الصين لا يهمها الإصلاحات البنيوية. من هنا تقدّمها في الشهية الإستثمارية على عرّابي سيدر. أساساً نظام لبنان عصيّ على أي إصلاح حقيقي. كلّن يعني كلّن ليست في حسابات الصين. زيارَتا ماكرون بعيد إنفجار مرفأ بيروت معطوفتان على زيارة وزير خارجيّتِه كانت على نحوٍ ما غضّ الطّرف والإعراض عن طوباويّة " كلّن يعني كلّن ". فرنسا تريد العودة مهما كلّف الأمر إلى منطقة نفوذ تعتبر أنها وليّة أمرها منذ مئة سنة تقريباً. الشاطئ اللبناني قالب حلوى فرنسا وأمواجه تعيد تعبيد طريق الحرير. الصين أصلاً ترعبِن على طرابلس وعلى عدّة إستثمارات موازية مثل الكهرباء والمواصلات. حزب الله يتماهى مع هذه المقاربة. فرنسا تريد لعب دور قوة إقتصاديّة موازية إنما شريكة مع الصين ومن خلالها مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

صهريج مازوت عجّل في خطوات ماكرون وحفّزه على اللقاء بميقاتي في أول زيارة إلى باريس لها دلالات كبيرة. ماكرون جهدَ لإتمام صفقة الحكومة الجديدة في لبنان ليفتح باب الأعمال مع بيروت. السيطرة الإقتصاديّة والثقافية الفرنسيّة على شرق المتوسط تمرّ عبر لبنان. فرنسا تضع كل ثقلها خصوصاً بعد نكسة صفقة الغواصات مع أوستراليا. المنافسة على أوجّها خصوصاً بعد تحوّل الناتو إلى لزوم ما يلزم. تركيا وإسرائيل تلعبان في المتوسط ومن الضروري إحباط لعبتهما. ستلعب توتال في المرحلة المقبلة دوراً محوريّاً تنقيباً.

عمليّاً ماكرون دخل الشاطئ اللبناني بموافقة إيرانيّة. أبرز الخاسرين بقايا 14 آذار وبالأخص الأحزاب المسيحيّة. مستبعدٌ عودة سعوديّة إلى المسرح اللبناني. الإتفاق أُنجِز على حسابها أيضاً وإعادة تموضعها سيكون صعباً في المرحلة المقبلة. ماكرون سيقول هذا الكلام إلى رئيس الوزراء اللبناني ويطمئنه أنَّ ليلة الدخلة ستتم بموافقة أميركية. موافقة بالإكراه.

فرنسا عبر شركاتها ستساهم في إعادة البناء إنما بعين المقاومة مسلطة عليها منعاً لتحوّل الإستثمار إلى عمليّة خطف سياسي. سيخرج الرئيس ميقاتي من الإليزيه بجعبة مليئة بوعود الإصلاح وسيكون صادقاً في محاولة إنجازها. الأهم أنه يعرف أن الجعبة الحقيقية تحمل وعوداً إستثماريّة.

لبنان مُقدِم على إستقرار نسبي. رفع الحصار عنه تمّ من فوهة صهريج مازوت. صهريج مازوت أيضاً عبّد طريق ماكرون ليدخل سالماً معافى إلى بلدٍ سيدرّ عليه فوائد جمّة لا شكّ أنه سيستثمرها في الإنتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا. لبنان يصنع رؤساء المنطقة من دون شك. على أمل أن يصنع رؤساءً لبنانيين يستثمرون في مصالح بلدهم. من هذا المنظور سيكون رئيس الجمهورية المقبل تقاطع مصالح بين فرنسا وإيران. كل ما عدا ذلك ترّهات سياديّة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر