Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
عبد اللهيان قبل اللهو في مكانٍ آخَر
روني الفا
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الخميس
07
تشرين الأول
2021
-
14:16
"ليبانون ديبايت" - روني ألفا
سفينة ديبلوماسيَّة مخرَت عباب بحر العرب. رسَت بقبطانها عبد اللهيان في بيروت. على عادته الإستكبار يصمت. يفوح من صمتِه إخفاقٌ في منع الإبحار الديبلوماسي. الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران باتت قوة إقليميَّة مقرِّرَة حتى قبل تذييل تَوقيعِها على إتفاقيَّة فيينّا. حلول المنطقة باتت في أيدي شعوب المنطقة على حدّ تعبير الزائِر. الزيارة أعادَت تصويب بوصلة إعادَة تموضع لبنان بين الدول التي تحررت من الحصار بكافة أشكالِه.
ولكن حذار. مخطئ من ينام على الإنجاز التحريري الجديد وكأنه أُنجِز بالكامِل ومن دون مخاطر محدقة. المشروع الإسرائيلي ينجِز في هذه الأثناء الخطة باء. أو عمل أمني يخربط إعادَة تشكّل المنطقة في محور المقاومة، أو إستنهاض بعض الداخِل لإجهاض الولادة الحديثة. مقاربة الحكومة اللبنانيَّة في هذا المجال يجب أن تتسِّم بالحَزم.
أفُق جديد ينفتِح أمام لبنان. خطّ حرير جديد بينه وبين الجمهورية الإسلاميَّة. فيه ما فيه من تنوّع للتعاون الإقتصادي في زمن بات فيه لبنان قادراً على عقد شراكات جديدة. إبرام هذه الإتفاقيات يجب أن يُدرَج ضمن أولويات صمود مجتمعنا.
إيران تمثّل ثالث أكبر إقتصاد في الشرق الأوسط. النفط والغاز نقطتا القوة. إتفاق يتَّسِم بالإستِدامة يجب أن يُبرَم في وقت قياسي لأن الحصار النفطي والغازي سيستمرّ بأشكال مختلفة ليس أقلّه عرقلة السماح الأميركي بإستدرار الغاز والكهرباء عبر مصر والإردن. غارة إسرائيليَّة على أنابيب الغاز العابرة في سوريا كفيلة بتأخير وصول أوكسجين الطاقة إلينا لسنوات. مع إيران حسابات الغارات ستخضَع لمحاذير يعرف تداعياتها العدو الصهيوني جيّداً على الأمن الإقليمي. نحن أمام شبكة أمان علينا إلتِقاط إشاراتِها في زيارة وزير خارجية إيران إلى بيروت.
جرأة إلغاء الوكالات الحصريّة في لبنان مطلوبة. ستكون بداية القضاء على أخطبوط الكارتيلات التي أفقرت اللبنانيين وحققت أرباحاً غير مشروعة على مدى نصف قرن. الإصلاح الحقيقي يبدأ صحيح من التدقيق الجنائي إنما من دون إلغاء الحصريّة سنعود إلى المربّع الأول.
زيارة عبد اللهيان جزء من مسار. هذا في غاية الأهمية. إيران تحدد الوجهة الإستراتيجية للمنطقة بأسرِها. محور مقاومة مقابل محور تطبيعي. الخطر يكمن في قدرة إيران على استقطاب مجموعة دول تشكّل قوة مضادة ثقافياً وإقتصاديّاً وأمنيّاً في مواجهة كل ما تمَّ تحقيقه في عهد الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب. تهويد المنطقة يقابله تعريبها وإعادتها إلى مفردات الصراع العربي الإسرائيلي.
في بند توقيع التطبيع بين دولة الإمارات وكيان العدو تمّ ذكر أن الأخيرة ستستعمل ما تيسَّر من نفوذها لحلّ مسألة " الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ". حذف مقصود لعبارة " الصراع العربي الإسرائيلي ". ما يطمح إليه العدو تَحديداً. التهويد يمر عبر إغتيال التّعريب.
ما يدعو لشيءٍ من الخيبة هو أن تكون إيران الفارسيّة الحضارة أكثر عروبة من خليج عربي لطالما تباهى بعروبته الحضارية. إيران التي تصلّي بالعربيَّة لغة القرآن المقدّس المنزلة في مقابل بعض خليج عربي يصلّي بالعبريَّة نصرَةً لتلمود يبثّ الأحقاد ويختار شعباً أو ما شاكَل يبيح له القتل باسم الله.
مرّة جديدة يبدو لنا بيقين لا يربو إليه الشكّ أن المناداة بِحياد لبنان في ظلّ كل ما يُحاك ضرب من نوستالجيا منسلخة ليس فقط عن واقع المنطقة إنما أيضاً عن مصالح لبنان الوجوديّة.
عبد اللهيان على وشك إحباط مؤامرة حياد لبنان. حياد قاتِل لصيغَة لبنان وعلّة وجوده.
ملاحظة أخيرَة. لبنان في داخل محور يستمدّ قوته ومناعته من قوة انتمائه إلى قوة المحور. ليس عليه الذوبان ولن. قوة مقاومته ستحوّله إلى أحد قادَة المحور. خارجه سيدخل لبنان ملعب مغامرات سياديّة غير محسوبة وقوة تدمير ذاتي إذا ما تشظّت قضَت ليس فقط على الدولة والمؤسسات إنما أيضاً على علّة وجوده بين الأمم.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا