Beirut
16°
|
Homepage
حرب "باردة" تشتعل بين أميركا والصين!
المصدر: العربية | الاثنين 18 تشرين الأول 2021 - 23:09

عندما قال كيفن رود، رئيس الوزراء الأسترالي السابق والخبير في الشأن الصيني، لمجلة إخبارية ألمانية مؤخرًا أن "الحرب الباردة بين بكين وواشنطن محتملة وليست ممكنة فقط"، فجرت تصريحاته جدلا أنحاء البيت الأبيض حيث حاول المسؤولون إخماد هذه المقاربات. لكن المسؤولين يقرّون بأن الصين تبرز كخصم استراتيجي أوسع بكثير مما كان عليه الاتحاد السوفيتي كتهديد تكنولوجي وتهديد عسكري ومنافس اقتصادي، وفقا لتحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وبينما أصر الرئيس جو بايدن في الأمم المتحدة الشهر الماضي على القول "لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم منقسم إلى كتل جامدة"، فإن إشاراته المتكررة هذا العام إلى صراع الأجيال بين "الاستبداد والديمقراطية" استحضر لبعض الإيديولوجيين شعارات الحرب الباردة.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن "التوترات المتصاعدة حول الاستراتيجية الاقتصادية، والمنافسة التكنولوجية والمناورات العسكرية تحت سطح البحر وفي الفضاء وفي الفضاء الإلكتروني تخفي تحتها شعار الحرب الباردة".


وفي الأسابيع القليلة الماضية، ترددت أصداءً لسلوك الحرب الباردة على الطراز القديم: فقد نفذت القوات الجوية الصينية طلعات جوية داخل منطقة حظر الطائرات في تايوان، وقامت بكين بتوسيع برنامجها الفضائي وإطلاق ثلاثة رواد فضاء آخرين إلى محطتها الفضائية وتسريع اختباراتها للصواريخ الأسرع من الصوت التي تهدف إلى هزيمة الدفاعات الصاروخية الأميركية؛ والإفراج عن مسؤول تنفيذي كبير في شركة "هاواوي" في كندا في عملية تبادل للسجناء.

وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أستراليا بتكنولوجيا الغواصات النووية وهذا يعني احتمال ظهور غواصات دون اكتشافها على طول الساحل الصيني, ولم يفلت المعلقون الصينيون من أن آخر مرة شاركت فيها الولايات المتحدة هذا النوع من التكنولوجيا كانت في عام 1958، عندما اعتمدت بريطانيا المفاعلات كجزء من الجهود لمواجهة ترسانات روسيا النووية المتزايدة.

وقبيل الإعلان عن صفقة أستراليا، كشفت صور الأقمار الصناعية عن حقول صواريخ نووية صينية جديدة لم توضح بكين وجودها. وبات المحللون الأميركيون غير متأكدين من نوايا الحكومة الصينية، لكن البعض داخل وكالات الاستخبارات الأميركية والبنتاغون يتساءلون عما إذا كان الرئيس شي جين بينغ قد قرر التخلي عن ستة عقود من استراتيجية "الحد الأدنى من الردع" الصينية.

وكانت الخلفية المستمرة للنزاع الإلكتروني وسرقة التكنولوجيا أحد العوامل وراء إعلان وكالة الاستخبارات المركزية هذا الشهر أنها أنشأت مركزًا جديدًا لمتابعة ملف الصين على حد تعبير مديرها، ويليام بيرنز، عندما قال إن الصين أهم تهديد جيوسياسي نواجهه في القرن الحادي والعشرين، وهي حكومة صينية معادية بشكل متزايد".

لكل هذا يقول كبار مساعدي بايدن إن "الحرب الباردة القديمة هي الطريقة الخاطئة لتأطير ما يحدث، وبدلاً من ذلك يجادلون بأنه ينبغي أن يكون من الممكن للقوتين العظميين التقاسم والتعاون بشأن المناخ واحتواء ترسانة كوريا الشمالية وحتى أثناء التنافس على التكنولوجيا والتجارة، أو التنافس على ميزة في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان".

وبحسب التقرير فإن "البيت الأبيض يكره وضع توصيف على هذا النهج متعدد الجهات، وهو ما قد يفسر سبب عدم إلقاء بايدن خطابا يوضح هذا النهج. لكن أفعاله حتى الآن تبدو بشكل متزايد مثل تلك الموجودة في عالم يتسم بالتعايش التنافسي أكثر حدة قليلاً من التعايش السلمي".

وقال أحد كبار مستشاري إدارة بايدن في مقابلة، شريطة عدم الكشف عن هويته: "هذا لا يشبه الحرب الباردة، التي كانت في الأساس منافسة عسكرية".

والبيانات التي تقفز من المحيط الهادئ في أجزاء من الثانية على الشبكات التي تهيمن عليها أميركا والصين التي لم تكن موجودة في الحرب الباردة الأكثر شيوعًا. ولم يرسم جدار برلين خطاً حاداً بين مناطق النفوذ والحرية والسيطرة الاستبدادية فحسب، بل أوقف معظم الاتصالات والتجارة. وفي العام الذي سقط فيه، 1989، صدرت الولايات المتحدة 4.3 مليار دولار من البضائع إلى السوفيت واستوردت 709 ملايين دولار.

لكن في مواجهة القوى العظمى هذه، كل هذه الخطوط غير واضحة حيث تقوم هاواوي والصين للاتصالات Huawei وChina Telecom بتشغيل البيانات عبر دول الناتو كما ان تطبيق TikTok المملوك للصين نشط على عشرات الملايين من الهواتف الأميركية، وحتى خلال الوباء والتهديدات "بالمقاطعة"، صدرت الولايات المتحدة سلعًا بقيمة 124 مليار دولار إلى الصين العام الماضي واستوردت 434 مليار دولار, وهذا جعل الصين أكبر مورد للسلع للولايات المتحدة وثالث أكبر مستهلك لصادراتها بعد كندا والمكسيك.

ويلاحظ مستشار آخر للسيد بايدن أن علم النفس مهم في سياسات القوى العظمى مثل الإحصائيات. وأشار المسؤول إلى أنه سواء أراد البلدان تسمية هذه الحرب الباردة أم لا، فإنهما يتصرفان في كثير من الأحيان كما لو أننا "منغمسون بالفعل في واحدة".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 10 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 7 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 3
"نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 12 200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر