يبدو أن الجنرال الروسي الأعلى في أوكرانيا قد أُقيل بسبب بطء وتيرة التقدم في دونباس، وسط تقارير تفيد بأنه كان مخمورًا وفقد ثقة فلاديمير بوتين به, وإذا تم تأكيد ذلك، فإن إقالة الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ "جزار حلب" لتدميره المدينة السورية في عام 2015، سيكون بمثابة تغيير كبير آخر للقيادة العسكرية الروسية، مما يشير إلى أن بوتين غير سعيد بكيفية تطور الحرب، وفقا لصحيفة "التلغراف" البريطانية.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، يوم السبت، إن الكرملين أقال مؤخرا عدة جنرالات، من بينهم الجنرال دفورنيكوف، وقائد القوات المحمولة جوا الكولونيل أندريه سيرديوكوف.

ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية لكنها تأتي بعد أسابيع من شائعات غير مؤكدة عن استياء بوتين من أدائه.

وعلى الرغم من قيادته للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا منذ نيسان، لم يُشاهد الجنرال دفورنيكوف (60 عامًا) علنًا منذ أكثر من شهر.

وخلال هذا الوقت، كان الانتصار الرئيسي للجيش الروسي هو التقدم ببطء نحو السيطرة على دونباس في سيفيرودونتسك، والتي كانت القوات الأوكرانية قد انسحبت منها يوم السبت، وفقًا لمصادر متعددة.

ومع ذلك، تعرض جيش موسكو لهجمات دامية من قبل المقاومة الأوكرانية، حيث لم يتمكن من السيطرة على العديد من البلدات على الرغم من أن المدفعية الروسية قد دمرت تقريبًا تلك المدن.

وقال صامويل راماني، الزميل المساعد في معهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن، إن الجنرال دفورنيكوف قد استغرق وقتًا طويلاً على الأرجح للسيطرة على دونباس، الذي كان هدف بوتين ذا الأولوية منذ فشله في السيطرة على كييف في آذار.

وتابع, "أعطي دفورنيكوف تاريخًا مستهدفًا في 10 حزيران للسيطرة على سيفيرودونتسك، وبعدما فاته الموعد النهائي، استخدم تكتيكاته الهجومية على غرار ما حدث في حلب".

كما وصف راماني إقالة الجنرال سيرديوكوف كقائد للوحدات المحمولة جواً في روسيا بأنها "خطوة مذهلة".

وقاد سيرديوكوف نحو 2000 جندي مظلي روسي في كانون الثاني عندما انتشروا في كازاخستان للمساعدة في سحق الاضطرابات. واعتبر الكرملين أن المهمة كانت نجاحًا كبيرًا وتم ترقية الجنرال سيرديوكوف.

واتُهم بوتين بالإدارة الدقيقة للعمليات العسكرية من الكرملين، مما أدى إلى إحباط الجنرالات الذين اشتكوا من عدم كفاءته. وانتشرت شائعات منذ أسابيع بأنه اختلف مع الجنرال دفورنيكوف على وجه الخصوص.

وفي مقابلة على موقع يوتيوب في وقت سابق من هذا الشهر، قال كريستو غروزيف، أحد الصحافيين البارزين في مجموعة الصحافة الاستقصائية البريطانية المفتوحة المصدر، إن الجنرال دفورنيكوف معروف بأنه يشرب الخمر بكثرة، وإن الضباط الذين عملوا معه في سوريا لم يثقوا به.

ولم تكن سمعة دفورنيكوف من سوريا عالية جدا داخل الجيش. وأوضحوا للجمهور أنه كان استراتيجيًا صعبًا، لكنهم كانوا يعرفون بالفعل أن قدرته على التنسيق بين أنواع مختلفة من القوات لم تكن عالية جدًا.