Beirut
16°
|
Homepage
علَّمَنا وائِل
روني الفا | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 27 تموز 2022 - 10:56

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

حاولتُ عشرات المرّات في يفاعي أن أطال بأطراف أصابِعي المستديرة الحديدية لكرةِ السلّةِ. عبارة عن فوهةِ يتدلّى منها كيس قماشٍ أحمَر مثقوب. كل ما عليك أن تفعلُه لتطالَها هو القفز نصف مترٍ فوق الأرض. ضِف على المسافة المقفوزة طول جسدِكَ وتمدّد يديك تجدُ نفسك متمسكًا بهذه الدائرة الفولاذية المثبّتَة على مربَّعٍ خشبيٍ كبير.

لا بالحلال نجحتُ ولا بالحَرام فلحتُ في إقناعِ عضلاتِ الفخذَين والبَطَّتَين بأنها قادرةٌ على رفعِ التحدّي. كأني أطمحُ بأن أطال القمر. رأسُ سعرِ عضلاتِ رِجلَيّ في كامل لياقتها القفزيّة لم يتعدَّ يومًا ثلاثين سنتمترًا فوق الأرض. أنا أصلًا من الأتباع الأوفياء لقانون الجاذبية ولا يروق لي منذ صغري كسرُ القوانين.


الباسكيت بول كما تُكَنّى بالإنكليزية لم تُختَرَعْ لأمثالي. تيقنتُ من ذلك بعد سنتَي مواظبة على التعرّق وساعات طوال من المحاولات البائسة. هناك أشياءٌ لا يمكنُ أن تقومَ بها اذا تخطّى وزنك كيس طحين إكسترا حجم جامبو إلا بشفاعة جميع القديسين. يمكنك إذا فَلَقَ حظُّكَ صخرةَ الرّوشَة أن تلعب ضمنَ عداد لاعبي الدّفاع. بقليلٍ من الرشاقة اليدوية قد تتمكن من محاصرة لاعب هجومي وتحبط محاولات تسجيله لسلّةٍ في مرماك.

هذه الأعاقة التي أحمّلُ جيناتي الوراثية تبعاتِها لم تمنعني من متابعة التمارين في نادي أبناء الخليج وهو الأعرَق في مدينة جونيه في ذلك الزمان لأحسِّنَ من أداء رَمياتي. أن يُقال بأنّي " شَوّيطٌ " كانَ يكفيني كجائزة ترضية عن عجزي" كَبس " السلّة كما كان يفعل العديد من اللاعبين في استعراض قوة غالبًا ما كانَ يُلاقى بالتصفيق الحاد.

حتّى احتراف الشَّوطة عن بعد وبالأخصّ شَوطَة " التلات نقط " كان أشغالًا شاقة بالنسبة لي. بعضُ الشوطات لم تكن تصل إلى نصفِ المسافة بسبب عضلات يَدَيَّ اللتين كانتا بحاجة إلى تمارين رفع الحديد لزيادة قدرتهما القذفية. وقت إضافي في نادي كمال الأجسام كان ضروريًا لإتمام المهمة. بالتأكيد كان آخر همّي. تنمية عضلات العقل كانت اولوية بالنسبة لي وما زالت على حساب تنمية كمال الأجسام. بين أن أكون كملجسمًا آثرتُ أن أكون كملدمَغًا. فشلتُ في الأول وما زلت في طور المحاولة في الثاني .

أشعر مع الفوز المشرف الذي حققه فريق لبنان لكرة السلة في بطولة آسيا وكأني وائل عرقجي الفريق. مع كل سلة حققها هذا الشاب أشعر ان لبنانيتي في لياقة بدنية ممتازة وأن بلدي لا بد سيعود أبهى وأرقى. من طابة تتقاذفها الأمم علّمنا وائل أن طابة لبنان قادرة على أن تلعب بالأمم بدل أن تلعب الأمم بِنَا طابة.

قيل ان لبنان خسر مستطعمًا بالإنتصار. كَمْ صحيح. عندما نستقتل في الملعب ونكون فريقًا واحدًا بعدة لاعبين نربح. عندما نكون لاعبين متعددين في فرق متعددة نخسر. تعلّمنا الرياضة في السياسة. عندما نتوقف عن تسجيل سلّات في مرمانا بأيدينا نبدأ بتسديد سلاتنا في مرمى الخصوم. أيها السياسون تعلّموا كيف يكون لبنان أكبر بلد آسيوي في آسيا. تعلّموا كيف يمكن لأصغر بلد في آسيا أن يكون أقوى بلد.

ليس غريبًا أن ننجز في كرة السلة في وقت نتسول فيه الرغيف والدواء. ليس غريبًا حبنا للحياة وسط حصار الموت وليس غريبًا أن أن تكون أحذية رايضيينا أكثر رشاقة من ضمائر مسؤولينا. قليلًا من مطاط هذه الأحذية في مواجهة مطاط أحذية بالية لم تمتنهن سوى الركض على الأبواب العالية.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 10 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
"بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 11 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 12 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر