Beirut
16°
|
Homepage
يوم اختفى حلفاء "حزب الله" على كوع الكحالة
المحرر السياسي | المصدر: ليبانون ديبايت | الاحد 13 آب 2023 - 7:06

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

في جلسة صيفيّة مسائية بمنطقة لبنانية لم يستطع مسؤول حزب حليف للمقاومة حصر المياه في فمه، فأدلى بكلام يكثر الحديث عنه سرّاً ويخفى عن العلن بخصوص العلاقة مع "حزب الله" وآفاقها.

قال المسؤول:" وصلنا إلى مرحلة لا يمكن تحملّها في العلاقة مع حزب الله، فطوال السنوات الماضية وتحديداً منذ الخروج السوري، نتلقى الضربات في مجتمعاتنا ونُخوّن ونُرشق بشتى أنواع الإتهامات بسبب مجاهرتنا بالعلاقة معه، وتتناقص حيثيتنا الشعبية وعند حاجتنا اليه نكتشف أنه -حزب الله- إمّا عقد صفقات مع خصومنا من تحت الطاولة أو يُفضل البقاء على الحياد في أفضل الأحوال".


وعن معنى الحاجة إلى الحزب، يشرّح هذا المسؤول معنى الكلمة قائلاً: " لا نريد أموالاً أو سلاحاً. جلّ ما نحتاجه مساعدتنا في الوزارات والإدارات التي يشرف عليها، أو على الأقل مساواتنا بخصومنا، وعدم الوقوف متفرجاً في يوم مفصلي كيوم الإنتخابات، لأننا وفي الفترة الممتدة من بداية التسعينات حتى 2005 كان بمقدورنا النجاح بسبب تواجدنا السياسي في منطقتنا ولكن منذ تلك الفترة شُنت علينا حرب إلغاء بسبب تحالفنا مع حزب الله فدفعنا الثمن وعندما أصبح بمقدور الحزب الوقوف إلى جانبنا منذ 2018 تصرّف وكأن شيئاً لم يحدث معنا طوال الأعوام الثلاثة عشر الماضية".

إمتعاض المسؤول في كلامه، يعكس إلى حدٍ كبير قناعة معظم حلفاء الحزب بأن التخلي عنهم في المحطات، قد يكاد يكون أمراً محتوماً ظهر بشكل جلي عقب حادثة الكحالة، فحلفاء "حزب الله" الذين لم يتركوا مناسبة للخروج والدفاع عنه في جميع المحطات غابوا عن السمع منذ مساء الأربعاء، ما يعني أن تقلّص البيئة الحاضنة يترافق مع خفوت الأصوات التي كانت حتى الأمس مدويةً في سبيل الدفاع عن الحزب وأحقّيته بنقل السلاح وفتح المعارك.

ويمكن فقط المقارنة بين ما حدث في شويّا عام 2021 يوم توقيف راجمة الصواريخ وما تبع حادثة الكحالة. فيومها خرجت حتى أصوات درزية مدافعة عن الحزب، أمّا اليوم فغاب السياسيون الدروز عن المشهد مع اكتفاء رئيس حزب التوحيد وئام وهاب بالدعوة إلى ضرورة المحافظة على الجيش، وشنّ العونيون هجوما على "حزب الله"، واختفت الأصوات السنيّة المؤثرة الحليفة له.

كيف وضع "حزب الله" نفسه بهذا الموقف؟ بُعيد انتخابات 2009 طوّر الحزب و"التيار الوطني الحر" تفاهم "مار مخايل" على قاعدة تعويم جبران باسيل في الحصص والخدمات والمواقع والوظائف، مقابل تولّيه مهمة المواجهة مع خصوم الحزب داخلياً للوصول إلى مرحلة يكون فيها "حزب الله" شيخ صلح بين المتخاصمين وبالتالي يصرف الجميع أنظاره عن موضوع السلاح ودوره. لكن منذ خريف 2019 تبدلت الصورة مع حدثٍ أول تمثل بتدخل "حزب الله" المباشر في ما يُعرف بثورة 17 تشرين والتعرض للمتظاهرين واتهامهم بالعمالة للسفارات.

ومع دخول البلاد في دوامة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الدولار جاء الحدث الثاني في مرفأ بيروت وتداعياته والإتهامات الإستباقية التي وُجهت للقضاة بتسييس التحقيق قبل صدور اي قرار ظني، والتهديدات التي نُقلت عن وفيق صفا، ثم جاءت أحداث عين الرمانة لتصب الزيت على النار أكثر.

الموضوع الإقتصادي يعدّ سبباً أيضاً في تقلّص البيئة الحاضنة سواء كانت درزية أو سنية أو مسيحية، فيوم كان اللبنانيون يبيتون لياليهم على محطات الوقود، كان الحديث يجري عن تهريب المحروقات إلى سوريا تحت أعين "حزب الله" وعبر معابر التهريب غير الشرعية.

حتى حادثة شويّا ورغم تطويقها، دقت أيضاً ناقوس الخطر، فقبل تلك الواقعة كان يتمّ إطلاق صواريخ متفرقة مجهولة المصدر لا يتبنّاها الحزب أو أي جهة حليفة، ولكن مع توقيف تلك الشاحنة أثناء عودتها وانكشاف الموضوع، طُرحت أسئلة كبيرة على من هم حلفاء الحزب المحليين، على قاعدة كيف يستخدم "حزب الله" بلدة معينة من دون تبليغ أحد، ولماذا طريقة الإستعلاء في التعاطي مع باقي مكونات الوطن؟ وماذا سيحدث لو ردّ الإسرائيليون بقصف البلدة التي لم يكن أهلها على علمٍ بما يحدث في خراج بلدتهم.

بعد الكحالة هل يمر الحزب بفترة حرجة؟ الجواب لا ولكن أصبح جلياً أن الحزب يواجه أحداثاً حرجة بين الفينة والأخرى من شويّا إلى خلدة وعين الرمانة وأخيرا الكحالة، فحتى اللحظة يمكن للحزب القول بأن سلاحه مشرّع بواسطة الحكومات اللبنانية المتعاقبة في بند ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.

ولكن المرحلة الحرجة تبدأ مثلاً مع رفض الأحزاب المسيحية الكبيرة المشاركة في حكومة تشرّع سلاح "حزب الله" ودوره، ومع الرفض المسيحي سيأتي رفض درزي لأن الحزب الإشتراكي الذي يرفض انتخاب رئيس للجمهورية دون غطاء مسيحي، لن يسمح لنفسه بالمشاركة في حكومة لا يحوز رئيسها السني على مباركة سعودية وعربية. هذا الرفض من شأنه أن يكون أكثر وقعاً على "حزب الله" من القرارات الدولية 1559 و 1701.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بشأن "المظاهر المسلحة"... بيانٌ من الجماعة الإسلامية 9 انتشال جثة... البحث مستمر عن مفقودَين في الرملة البيضاء 5 هل يخسر اللبنانيون دولاراتهم المخبّأة في منازلهم.. أيضاً؟ 1
"جاهد حتى الرمق الأخير"... أمل تنعي عاطف عون! 10 وسط حشود من انصار حسن مراد... مهرجان لِحزب "البعث" في الخيارة! 6 التيار أصبح نصف "القوات"! 2
قتيل و3 جرحى في حادث على طريق ضهر البيدر! 11 توضيحٌ سعودي بشأن الخمور والمنتجعات السياحية! 7 القوات اللبنانية: لبيك يا جنوب... تسريب خطير عن لسان نائب قواتي! 3
بعد انقلاب مركبة داخل نفق المطار... على السائقين "توخّي الحذر"! (صورة) 12 "معجزةٌ عظيمة"... أول ظهور لـ بن غفير بعد الحادث (فيديو) 8 طلبٌ "هام" من التحكم المروري إلى المواطنين! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر