Beirut
16°
|
Homepage
صراعٌ شرسٌ داخل قصر المختارة
المحرر السياسي | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 05 تشرين الأول 2023 - 6:59

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

على غرار صراعات النفوذ التقليدية التي كانت قائمة في بلاط الملوك ومضارب الأمراء بالقرون الوسطى. يشهد قصر المختارة صراعاً مماثلاً في خضمّ عملية الإنتقال السياسي من الأب إلى الإبن.

طيلة العقود الماضية لم تشهد دارة آل جنبلاط صراعاً علنياً على النفوذ يصل إلى هذه الحدّة وتحت أنظار النائبين، السابق وليد جنبلاط والحالي تيمور جنبلاط، بحيث ينظر الرجلين إلى قتال صديقيهما المقرّبين جداً دون ان يتحركا لرأب الصدع أو رسم خطوط حمراء أمامهما، في وقتٍ تحتاج فيه المختارة، ومعها الحزب التقدمي الإشتراكي إلى أقصى درجات الإنضباط والإلتزام بعيداً عن الطموحات الشخصية، ليصل مركب التوريث إلى شاطئ الأمان.


خشبة مسرح الصراع على النفوذ يقف عليها من جهة حسام حرب مستشار تيمور جنبلاط، ويقابله من الجهة الثانية وجدي أبو حمزة، الذي لطالما كان يفتخر في السنوات الأخيرة بكونه عين جنبلاط الدرزي والرجل القادر على تقديم من يريد وتحجيم من يريد في أعين البيك المعتزل.

ورغم أن التباينات داخل الإشتراكي ليست محصورة فقط في شخص الرجلين، غير أن صراعهما يُعدّ الأقوى والأكثر علانيةً وتأثيراً، فأبو حمزة الذي قاد منذ أكثر من عشر سنوات انقلاباً أطاح من خلاله بقريبه بهيج أبو حمزة من المختارة، يشعر أن عصر النفوذ بدأ بالإضمحلال مع تسلّم تيمور جنبلاط الزعامة، وتالياً إقصائه تلقائياً عن جنّة القرار داخل الإشتراكي.

حرب من جهته، عوده ليس طريّاً يُمكن كسره بسهولة، فالشاب الناجح في أعماله كما يُشار إليه يأتي من عائلة إشتراكية مناضلة، ويكفي أن الإشتراكيين ينظرون إلى والده الراحل رجا حرب، كواحدٍ من أبطال الجبل، بحيث كان القائد العسكري ل"جيش التحرير الشعبي" أثناء فترة الحرب الأهلية.

مع نهاية الإنتخابات النيابية الأخيرة خفت توهّج أبو حمزة، بحيث أصبح وجوده في الأوساط الدرزية، مرتبطاً أكثر بعودة وليد جنبلاط بين الحين والآخر من الإعتزال السياسي، ولكن الأسابيع الماضية مثّلت بارقة أمل له بفعل عودة الأب إلى إطلاق المواقف والتصريحات بفعل الأحداث التي تسيطر من لبنان إلى سوريا.

وكي لا يختفي ذكره وأثره، عمد منذ عام 2019 إلى اللعب على وتر رجال الدين، وتقديم نفسه أولاً على أنه الممر الإلزامي لهم للولوج إلى المختارة، فغايته الأساس كانت في الحرص على عدم ظهور شخصيات مماثلة لشخصية رئيس مؤسّسات العرفان، الشيخ الراحل علي زين الدين، حتى لو صبّت جميع علاقاته في مصلحة الإشتراكي، ثم الإستعداد للوصول إلى يوم كهذا اليوم، بحيث يمكن استخدام هذه الورقة من أجل الحفاظ على النفوذ في زمن القيادة الشابة الجديدة، التي تعمل بنهج عصري يحتِّم عليها عدم الإعتماد على الرعيل القديم، وذلك بهدف خلق ديناميكة جديدة علّها تساعد على إعادة استقطاب الشريحة الشبابية التي غادرت الحزب للإلتحاق بموكب التغيير.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بشأن "المظاهر المسلحة"... بيانٌ من الجماعة الإسلامية 9 انتشال جثة... البحث مستمر عن مفقودَين في الرملة البيضاء 5 هل يخسر اللبنانيون دولاراتهم المخبّأة في منازلهم.. أيضاً؟ 1
"جاهد حتى الرمق الأخير"... أمل تنعي عاطف عون! 10 وسط حشود من انصار حسن مراد... مهرجان لِحزب "البعث" في الخيارة! 6 التيار أصبح نصف "القوات"! 2
قتيل و3 جرحى في حادث على طريق ضهر البيدر! 11 توضيحٌ سعودي بشأن الخمور والمنتجعات السياحية! 7 القوات اللبنانية: لبيك يا جنوب... تسريب خطير عن لسان نائب قواتي! 3
بعد انقلاب مركبة داخل نفق المطار... على السائقين "توخّي الحذر"! (صورة) 12 "معجزةٌ عظيمة"... أول ظهور لـ بن غفير بعد الحادث (فيديو) 8 طلبٌ "هام" من التحكم المروري إلى المواطنين! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر