"ليبانون ديبايت"

رأى الخبير العسكري رياض قهوجي, أنه "بات واضحاً, أن الطرفين حزب الله والعدو الإسرائيلي لا يريدان فتح الجبهة الجنوبية فعلياً في هذه المرحلة", متطرّقاً إلى "كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن الوضع الميداني مرتبطاً بوضع غزة, فكلّما تصاعدت الأمور في غزة, الوضع سيستمر كما هو على في الجنوب".

وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال قهوجي: "لو كان هناك نيّة لحزب الله بفتح الجبهة بشكل حرب واسعة, لكانت فتحت منذ البداية, فقواعد اللعبة واضحة, أن تكون المناوشات مقتصرة على المناطق التي تقع على الحدود مباشرة".

ولفت إلى أن "الجانب الإسرائيلي في بداية المناوشات, إلتزم بقواعد اللعبة, إلا أن الأمر كما نلحظ تتطور يوماً بعد يوم, لا سيّما أن الإسرائيلي دخل بحرب غزة, بتراجع في هيبته وقوّة ردعه مع عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول".

وأشار إلى أن "هناك جزء كبير من المستوطنين يشككون بقدرة الجيش الإسرائيلي على حمايتهم والحفاظ على أمنهم, ومن هنا إسرائيل تعتبر ما يحصل معركة مصيرية في غزة", لافتاً أيضاً إلى أن "جزءاً من المستوطنين في الشمال يتحدثون بنفس الأسلوب وبأن الجيش الإسرائيلي غير قادر على منع حزب الله من إطلاق الصواريخ باتجاههم".

وأضاف, "هذا الأمر, يزيد الخشية بان الإسرائيلي قد يتحوّل من القبول بالتعايش مع وجود حزب الله على حدوده الشمالية, على رفض وجود حزب الله على هذه الحدود, أقلّه بخلق منطقة آمنة وهذا ما يجري الحديث عنه اليوم, ولا نعلم متى ستتحول إلى استراتيجية أو هدف".

واعتبر أن "الإسرائيلي يحاول اليوم التعامل مع الوضع بأسلوب التصعيد المتدرّج, فكلّما الحزب استهدف بنجاح قواعده العسكرية, آليته, وجنوده, فإنه يبادر بالرد مباشرة بطريقة تظهر غضبه, ويزيد من وتيرة الهجمات, لذا انتقل من المناطق الزراعية وبات يستهدف المناطق السكنية, وكل فترة يستهدف مناطق بالعمق تبعد عن المناطق الماحذية للحدود".

وشدّد على أن "هناك إمكانية بنسبة 50% بأن تتدهور الأمور, طالما أن الإشتباكات مستمرة يومياً على الحدود, والإسرائيلي بلحظة ممكن أن يعلن فتح الجبهة".

وتطرّق إلى "الضغوط الدولية وخاصة الأميركية لمنع تطور الأمور وفتح الجبهة الجنوبية, لكن علينا أن نتذكّر أنه قد يكون فتح الجبهة اللبنانية وسيلة للإسرائيلي للهرب من عجزه بتحقيق أهدافه كاملة في جنوب الأراضي المحتلة".

ورأى أن "السيناريوهات عديدة, طالما أن هناك تبادل لإطلاق النار, وطالما الجبهة مفتوحة وهي عرضة للتدهور والإنزلاق بأي لحظة, فلا شيء يمنع لهذا الأمر أن يحصل, والقلق موجود".

وتحدّث قهوجي, في الختام عن "الفرصة الوحيدة, وهي وقف إطلاق النار, من خلال إتفاق يتعلّق بالأسرى, على أن تبدأ هدنة لو لمدّة قصيرة, وهذا الأمر سيؤدي حتماً إلى وقف المواجهات في الجنوب, وقد يتحوّل هذا التوقّف إلى توقّف دائم, حتى لو عاد الإسرائيلي واستأنف عملياته في غزة, قد لا نشهد إستئناف للعمليات من جانب حزب الله".