"ليبانون ديبايت"

لا تزال الرسائل الديبلوماسية تتوالى عبر الموفدين أو عبر المواقف الإقليمية والدولية، التي تُجمع كلها على اعتبار لبنان غير معزولٍ عن ساحات المنطقة المشتعلة، وهو ما يقرأ فيه وزير خارجية سابق، محاولات استكشاف وتحضير للمسرح اللبناني بانتظار حلول مرحلة التسوية بعد الهدنة في غزة والتي لن تتأخر.

وعلى طريقة المفارز السبّاقة التي تسبق أي حدث أو زيارة لمسؤول كبير، تأتي طحشة الموفدين التي يتوقع وزير الخارجية السابق، أن تستمر حتى نهاية شباط الجاري، ويقول ل"ليبانون ديبايت"، إن ما هو ثابت أن ما من حرب موسّعة في لبنان، لأن الهدف ليس الحرب بحد ذاتها، ذلك أن "الحرب هي وسيلة لفرض موازين قوى لطرح نوعٍ من الحلّ السياسي، فالحرب هي أداة السياسة".

وفي النتيجة، لا بدّ من إيجاد آلية حل سواء كانت صغيرة أم كبيرة، حيث يلاحظ الوزير نفسه، أن الكل في الخارج، يتطلع إلى حجز مقعد له فيها لأسباب مختلفة، أحدهم لأسباب سياسية وآخر لأسباب إقتصادية وثالث لأسباب نفطية ورابع لأسباب أمنية، ففرنسا يهمّها أن تكرّس نقطة نفوذ لها في الشرق الأوسط، بمعزلٍ عن الطريقة، ولكنها عاجزة عن تجاوز الألغام الأميركية، فيما همّها أيضاً، النفط على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ولا سيّما الغاز الذي تحتاجه.

أمّا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، يضيف الوزير، فإن أولويتها تبقى البحر الأحمر وعدم توسّع الحرب القائمة فيه لتهدد إمدادات النفط العالمي وطرق التجارة العالمية، ولكن من دون أن يعني هذا الأمر، أن للموفدين الذين يزورون بيروت، نظرةً واضحة لكيفية سير الأمور، إنما في النهاية ستذهب إلى تسوية معينة، وكل طرف يحاول حجز مقعدٍ له في المنطقة، ولكن هذا لا يعني أنهم يدركون ماذا يريدون، فلا الخماسية قادرة على الإتفاق على مسارٍ معين، ولا وزير الخارجية عرض وجهة نظر إدارته، خصوصاً أن ما من موفد قدم اقتراحات أو مشروع حل، إنما الجميع أتى من خلفية حجز مكان له عند حصول أي حلّ.

إلاّ أنه في المقابل، لا يرى الوزير السابق أن هناك جدية في لبنان بعملية التفاوض ذلك أن "القرار في النتيجة هو لدى حزب الله، في ظل توزيع أدوار بينه وبين الرئيس نبيه بري، الذي ييقى في الواجهة، كي لا يُحرج الحزب وليبقى له هامش المناورة، فالتفاهم كلّي بين بري والحزب، حول ربط لبنان بانتهاء حرب غزة.