أُعلن، أمس الأربعاء، عن نجاح أول طائرة مقاتلة تركية محلية الصنع، يطلق عليها اسم "قاآن"، والتي تعني الملك الأعظم باللغة المحلية، في إكمال رحلتها الأولى، وذلك في قاعدة أكينجي الجوية بالقرب من أنقرة.

وتعليقاً على نجاح تحليق طائرة قاآن الحربية، شدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن "تركيا تجاوزت مرحلة مهمة للغاية في طريق إنتاج طائرات مقاتلة من الجيل الخامس".

وأضاف، "تركيا تجاوزت اليوم مرحلة مهمة للغاية في طريق إنتاج طائراتها المقاتلة من الجيل الخامس".

وأكد أن "المقاتلة التركية عانقت الأجواء اليوم رغم محاولات تقويض المشروع"، معرباً عن شكره لـ"جميع المساهمين في تطوير المقاتلة التي تمنح الأمان للأصدقاء وتبث الرعب في قلوب الأعداء".

وغرّد الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية التركية، تيميل كوتيل، أن الرحلة الأولى لطائرة قآن الحربية التركية قد استغرقت نحو 13 دقيقة، وأضاف أن الطائرة سجلت سرعة 230 عقدة ووصلت إلى ارتفاع 8000 قدم، فما هي طائرة "قاآن"؟ وما هي مميزاتها؟

وفقاً لموقع "defense news" العسكري المتخصص، فقد بدأت تركيا برنامج تطوير الطائرات المقاتلة في كانون الأوّل 2010، إذ تم توقيع عقد التصميم المفاهيمي بين الحكومة وشركة الطيران التركية "TAI" المنتجة في آب 2011، وتبع ذلك عقد التطوير في آب 2016.

وهدف ذلك البرنامج إلى إطلاق طائرة مقاتلة من الجيل الخامس لتلبية متطلبات القوات الجوية التركية بعد ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، لتحل محل أسطول البلاد من طائرات "F-16".

وحسب المخطط، تهدف تركيا إلى أن تصبح واحدة من الدول القليلة التي تمتلك سلسلة القيمة الكاملة لتصنيع الطائرات المقاتلة المتقدمة، والتي تغطي كل شيء، بدءاً من التكنولوجيا والبنية التحتية والموارد البشرية وقدرات التصنيع.

يبلغ طول جناحي طائرة قاآن الحربية التركية حوالي 46 قدماً، بينما يبلغ طولها 69 قدماً، وقد تم تجهيزها بمحركين؛ إذ يتم تشغيل النموذج الأولي بواسطة محركين توربينيين من طراز "F 110-GE-129" من إنتاج شركة جنرال إلكتريك، سيتم استخدامها في دفعات الإنتاج المبكرة.

بينما تعمل تركيا حالياً على تطوير محرك توربيني مروحي محلي لطائرة قاآن من قِبَل شركة "TRMotor" المحلية.

وتحتوي مميزات طائرة قاآن التركية محلية الصنع على معظم خصائص طائرة الجيل الخامس القياسية، مثل إمكانية المراقبة المنخفضة، وأماكن الأسلحة الداخلية، ودمج أجهزة الاستشعار، وروابط البيانات المتقدمة وأنظمة الاتصالات. ومن المقرر أن تظل الطائرة في الخدمة حتى سبعينيات القرن الحادي والعشرين.

في كانون الأول 2022، قال رئيس شركة "TAI" إن "التسليم الأولي لطائرة قاآن سيكون في عام 2028. وبعد عام 2029، سيكون هدف الشركة هو إنتاج طائرتين شهرياً، أي بإجمالي 24 طائرة سنوياً، وذلك وفقاً لموقع "defensenews".

وكانت أوكرانيا أوّل دولة أجنبية عبَّرت عن رغبتها في امتلاك الطائرة التركية، إذ أعرب السفير الأوكراني لدى تركيا، فاسيل بودينار، عن اهتمام بلاده بالطائرة.

تبشر رحلة طائرة قاآن الحربية التركية الناجحة بخطوة واعدة إلى الأمام بالنسبة لتركيا، خاصة بعد فشلها في الحصول على صفقة طائرات"إف-35" الأمريكية، وذلك في أعقاب اقتناء أنقرة لمنظومة الدفاع الجوي الروسي الصنع "S-400"، التي وصفها المسؤولون الأمريكيون بأنها "منصة جمع معلومات استخباراتية روسية"؛ إذ يمكنها جمع البيانات وتهديد طائرات F-35 قيد التطوير إذا ما حصل تركيا على هذا النوع من الطائرات المتطورة.

مع ذلك يشير الخبراء إلى أن أمام طائرة "KAAN" عقداً من الزمن؛ لكي تشغل في أسراب سلاح الجو التركي بأعداد كبيرة.

ونتيجة لذلك، تبحث تركيا حالياً عن تطوير أسطولها الجوي بنوعين من الجيل الرابع، حتى توفر طائرات قاآن بالعدد الكبير الذي يعتمد عليه.

ففي شهر تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي، يشار جولار، أن أنقرة تُجري محادثات لشراء 40 طائرة يوروفايتر تايفون، كما أعلنت الولايات المتحدة في أواخر كانون
الثاني الماضي أنها ستفرج عن 40 مقاتلة جديدة من طراز F-"16" لتركيا".

وفي تشرين الأول 2021، طلبت تركيا شراء مقاتلات من طراز "Lockheed Martin F-16" بقيمة عشرين مليار دولار.