Beirut
16°
|
Homepage
إستدارة عون... مراجعة ذاتية أم مناورة رئاسية؟
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 23 شباط 2024 - 7:00

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

منذ تغييب أي إشارة في ذكرى تفاهم "مار مخايل"، تراكمت المواقف من قيادة "التيار الوطني الحر"، التي تُلمِّح إلى التحضير للتنصّل والخروج من هذا التفاهم، من دون أن تظهر الأسباب الحقيقية التي دفعت هذه القيادة إلى المواجهة المباشرة مع حليفها، في وقت كَثُرَت فيه التفسيرات والتحليلات لجهة ما إذا كانت هذه الإستدارة مراجعة ذاتية، أم تأتي في إطار الضغط على "حزب الله" في الملف الرئاسي وطموحات النائب جبران باسيل.

وفي هذا السياق، قالت أوساط نيابية مسيحية، إن المسيحيين، وفي كل مرة غُيِّبَت فيها الدولة، كانوا في موقع المواجه لمن يغيِّب الدولة، بدءاً من الوضع الفلسطيني الذي استباح السيادة اللبنانية بين عامي 68 و82، فكان الرأي العام المسيحي، وكانت القوى المسيحية موحدة في مواجهة من غيَّب ويغيِّب الدولة وينتهك السيادة، ويحول دون أن يكون هناك دولة طبيعية، واستقرار وازدهار في لبنان. وكذلك، عندما احتلّت سوريا لبنان، وقفت القوى المسيحية بغالبيتها العظمى، أي القوى المسيحية الممثِّلة لشارعها والرأي العام المسيحي، وقفوا في مواجهة من يحتل لبنان ويغيِّب الدولة، ويحول دون أن يكون هناك دستور وقوانين وعدالة وحرية.


إلاّ أن الإستثناء الوحيد حصل مع "حزب الله" في العام 2005، ومن خلال ما تراه الأوساط النيابية المسيحية، في وثيقة "تفاهم مار مخايل"، هذه الوثيقة التي أدّت إلى أن يكون هناك فئة مسيحية وازنة هي "التيار الوطني الحر"، بتحالفٍ مع فريق يغيِّب الدولة، وهو ما لا يختلف عن الواقع الفلسطيني، ولا واقع النظام السوري في لبنان، لأن مؤدّياته وترجماته هي نفسها، ولكن الفارق الوحيد كان أن القوى المسيحية هذه المرة، بدلاً من أن تكون كالمرات السابقة موحّدة في مواجهة من يغيِّب الدولة ويمنع العدالة ويحول دون الإستقرار والإزدهار، إنقسمت وذهبت فئة من المسيحيين لتتحالف مع الواقع الإنقلابي على الدولة وعلى الدستور.

وما سمعته هذه الأوساط النيابية المسيحية بالأمس من الرئيس ميشال عون، يبشِّر بالخير، وفق رأيها، إذ يبدو وكأن هذا الفريق أجرى مراجعة لتحالف "مار مخايل"، وما استجرّه من أضرار جسيمة على البنيان اللبناني، وقرّر العودة إلى الدولة، وإلى الدستور، وكما إلى المنطلقات والمرتكزات الأساسية لقيام دولة، أي قرّر أن يكون ضد "وحدة الساحات" وضد حرب غزّة، وتوريط لبنان بحرب غزة، وقرّر بأن يكون القرار في هذا الشأن هو قرار لبناني.

فالقرار إيجابي، تتابع الأوساط نفسها، وتشير في الوقت نفسه، إلى أن كل الآمال أن تكون هذه المواقف نابعة من مراجعة سياسية، وأن تؤدي هذه المراجعة السياسية إلى إنهاء تفاهم "مار مخايل" بشكل نهائي، وأن تصبح القوى المسيحية الوازنة برمّتها موحّدة، التي وقفت ضد الدولة البديلة أي الدولة الفلسطينية، وضد الإحتلال السوري، أن تقف اليوم ضد الدويلة، وهذا ما يعطي قوة للبنان، لأنه عندما كان المسيحيون موحّدين نجحوا بإسقاط الدولة الفلسطينية ودحر الإحتلال السوري، وعندما يتوحّدون مجدداً بإمكانهم تحرير الدولة اللبنانية ممّن يخطفها، أي الدويلة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"أخطر أيام الحرب"... فارس خشان يكشف عن "فصيل جديد" سيُزيل اسرائيل: يا "سيف الله" المدمّر! 9 تفاصيل "مثيرة" كشفها مقتل سوري في الدورة... شارع عقيل خارج "الدولة"! (فيديو) 5 المنخفض الجوي وصل لبنان... وتحذيرٌ لمناطق ستنال حصّة الأسد! 1
صراخ نساء وأطفال وسط البحر اللبناني القبرصي: ناجٍ من الموت يروي التفاصيل وموقف كبير للجيش! 10 "صرلك سنوات بتقول ما بينعاش مع المسلمين"... تسجيل صوتي "مسرّب" لِسعيد! 6 "الزواج من الشيعة حرام".. الشيخ حسن مرعب يقصف جبهة وليد اسماعيل: ملايين المسلمين أولاد زنا؟! 2
"امطارٌ وبرق ورعد"... منخفض جوي جديد يسيطر على لبنان! (فيديو) 11 إليكم مواعيد دفع رسوم السير لسنة 2024 7 ساعات قليلة حاسمة... تنازل إسرائيلي متوقّع؟ 3
جماعة خطيرة تُهدّد مسيحيي لبنان… مُخطّط مشبوه لـ 11 شهرًا قبل "الضربة القاضية"! 12 خفايا جريمة "السواطير" التي هزّت طريق الجديدة تُكشف للمرة الأولى… ومشاهد "بوليسية" لتوقيف القاتل! 8 إعلامية لبنانية في ذمة الله 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر