"ليبانون ديبايت"
توقّع الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن "تستمر إسرائيل في استغلالها لهذا الوقت الضائع على خلفية الإنتخاباب الرئاسية الأميركية, والدعم الأوروبي التي تحظى به, إضافة إلى واشنطن, وتواصل عملياتها العسكرية, وقد تحصل مفاجآت من العيار الثقيل في مناطق لا تخطر على بال أحد".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت", قال العريضي: "قرار الحرب متّخذ في تل أبيب, ومغطى أميركياً وأوروبياً, ومن يقول عكس ذلك هوة مخطأ, فحتى الساعة لم تتمكّن باريس من لعب أي دور من تحييد لبنان عن هذه الحرب".
وتوقّع العريضي, "مفاجآت من العيار الثقيل أيضاً, على مستوى عمليات الكوماندوز والإغتيالات السياسية, وقصف مناطق مأهولة ومنشآت مدنية وحيوية وبالتالي البعض يسأل, هل ندخل الحرب الشاملة وكأننا نلعب في "الكلّة", فما يجري اليوم هو حرب حقيقية ممتدة من الجنوب إلى غزة, إلى سوريا والجولان, وقد تنفجر في غور الأردن وفي أي منطقة عربية, لأن الأوضاع خرجت عن مسارها".
وأضاف,"هناك هيكلة لوضع المنطقة جيوسياسياً, ولبنان سيدفع أثماناً باهظة وهو الحلقة الأضعف, وعلى هذه الخلفية فإن قصف القنصلية الإيرانية في دمشق, تذكرني بما جرى في محطات سابقة قبل الإجتياح الإسرائيلي من مقتل السفير الإسرائيلي في لندن, إلى تفجير مقر السفارة الأميركية في عين المريسة, ما يعني أن التاريخ يعيد نفسه, وبأشكال متعدّدة, كي يكون لإسرائيل ذريعة, تقوم من خلالها بأعمال أو اجتياحات جديدة, ولكن من الطبيعي ذلك لن يكون مجرد نزهة, فحزب الله لديه القدرة على المواجهة".
وقال: "البعض نسي أن هناك 100 ألف نازح في عمق الجنوب والمناطق اللبنانية, ولولا المتابعة الحثيثة من مجلس الجنوب ورئيسه هاشم حيدر, والمعنيين وحزب الله والمنظمات الأهلية, لكانت الأمور كارثية في ظل هذا الوضع الإقتصادي الصعب".
وتابع, "لبنان يعيش على إيقاع مليوني نازح سوري, و100 ألف مهجرين من منازلهم في الجنوب, إلى فلسطينيي المخيمات, وبمعنى آخر أن برميل البارود قد ينفجر في أي توقيت في لبنان, ويحصل ما لا يحمد عقباه إذا لم نتمكّن من حلول سياسية وتسوية قد تأتي لخلاص هذا البلد".
وحول الإستحقاق الرئاسي, واللقاءات التي ستحصل بعد الأعياد, قال العريضي: "لديه معلومات ومعطيات بأن اللجنة الخماسية مستمرة في دورها, وكذلك مبادرة كتلة الإعتدال الوطني, وقد قال لي أحد أبرز أعضائها النائب وليد البعريني, أننا لا نريد مناصب ولا مواقع سياسية, نريد خلاص البلد, ونحظى بدعم أكثر من 100 نائب, ومن اللجنة الخماسية, ورئيس المجلس, وشريحة كبيرة من اللبنانيين, والمبادرة مستمرة, وثمة لقاءات تحصل بعيداً عن الأضواء".
أما من سيكون رئيساً للجمهورية؟ اعتبر العريضي, أن "ذلك رهن إمكانية تمرير التسوية في الوقت الضائع, إما فصلها عن الجنوب وغزة, أو التوافق الدولي والإقليمي لتمريرها, لأن المنطقة ولبنان مقبلان على محطات صعبة, ويجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية".
ورأى العريضي, أن "الأسماء لم تتبدل ولم تتغيّر حتى الساعة, فهناك سباق محموم من القيادات الأمنية, وتحديداً قائد الجيش العماد جوزاف عون, ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري, حيث يحاول البعض تلونه بأنه مدعوم من النائب جبران باسيل, والحاج وفيق صفا, للتشويش عليه وعلى دوره, فيما أن بكركي لا زالت على نفس اللائحة, وفي طليعتهم النائب نعمة افرام, وصولاً إلى الدكتور حبيب الزغبي".
وخلُص إلى القول: "الأيام القادمة قد تشهد مفاجآت رئاسية وسياسية في حال تم التوافق الدولي والإقليمي على تمرير إنتخاب الرئيس, وإلا وبصراحة متناهية, لا رئيس حتى فترة طويلة".
|