Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
جعجع "يحشر نفسه" بين الأميركيين والسعوديين
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
22
نيسان
2024
-
7:10
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
حين أخذ الإشتباك يشتدّ بين الأميركيين والسعوديين فوق التراب اللبناني، فضّل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الثانية على الأولى. ذهب للتموضع إلى جانب الرياض. وفعل جعجع لا يأتي بالضرورة من خلفية اقتناع بصوابية السياسة السعودية، إنما وبكل بساطة لأن مصالحه تتطابق ومصالح الرياض الآن. ولأن الولايات المتحدة لا ترى جدوى (اليوم) من زعزعة الإستقرار في لبنان، لأسباب تخصّ "إسرائيل" بالدرجة الأولى، يجد جعجع أن وضع الملف اللبناني على "فوهة بركان" يمكن أن يؤدي إلى تعزيز شروطه، علّه يقبض الثمن في أي تسوية بات الوصول إليها أكثر من واقعي.
على هذا النحو، "نبش" جعجع قضايا تزعج الأميركيين. ذهب إلى تسعير الخطاب المذهبي بعد حادثة مقتل المسؤول في "القوات" باسكال سليمان. وفي مقابل تحقيقات الجيش ومديرية المخابرات التي أكدت أن الحادثة جنائية، مضى رئيس "القوات" وزوجته ومن معهما صوب إضفاء الصبغة السياسية عليها، فيما هو وقف خلف إصدار الأمر لشبابه بالنزول "على الأرض". إفتعل حملة وقاد سمفونية، تسببت بإزعاج قيادة الجيش وبكركي، وأخيراً الأميركيين الذين تواصلوا مع معراب من خلال السفارة في عوكر طالبين 3 أمور سريعة: الهدوء، سحب الناس من الشارع وتبنّي رواية الجيش.
على مضض، وافق جعجع على شرطين دونما القبول بالثالث. أبقى على روايته المضادة للجيش، ما دفع بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى التدخل مباشرة طالبةً منه سحب أي خطاب أو موقف يتعارض وموقف الجيش من القضية.
أبدى جعجع انزعاجه لموقف السفارة في اثناء استنفاره لمقتل سليمان. وفيما كان يتردّد أن تصرفات جعجع تندرج من ضمن توجهات سعودية، كانت الولايات المتحدة تعبر عن رفضها لأي تبنٍ من خلال رفض إصدار أي بيان إدانة لمقتل سليمان يحمل ولو إشارة صغيرة على كون العملية ذات بعد سياسي حين كانت "القوات" تدعي انها جريمة سياسية، فيما الأميركيين الذي ساروا خلف تحقيق الجيش، اعتبروها جنائية، وأبدوا انزعاجاً كبيراً من تصرفات جعجع والسعوديين في آن. ولكي تكتمل حلقة من القصة، عاد السفير السعودي وليد بخاري إلى بيروت في ما بعد مفتتحاً "مشكل" مع السفيرة الأميركية عنوانه "دور اللجنة الخماسية" ما يؤشر إلى تلقيه توجيهات من بلاده.
في النتيجة، إنصاع جعجع وتراجع خطوة إلى الوراء وأعاد تصويب موقفه من الجيش، لكنه "شال واحدة" للأميركيين، وفي ما بعد بدأ هجومه الإرتدادي.
مخالفاً موقف حزبه إبتداءً من قضية النازحين السوريين، شنّ جعجع هجمة على هؤلاء مطالباً بإعادتهم. إنطوى موقف جعجع عن نزعة مسيحية، وشكّل إزعاجاً إضافياً للأميركيين، الذين تخلو خططهم الحالية، أي إشارات تقود إلى رغبة في إعادة النازحين إلى سوريا أو قبول تقديم أي نوع من الإعتراف بـ"النظام" ودوره هناك. ببساطة، تحتاج أي إعادة إلى "فتح حديث" مع الرئيس السوري بشار الأسد. الأميركون اليوم ليسوا في صددها الآن. أين جو بايدن وإدارته من الأسد؟ هنا بالضبط لم يفُهم ما إذا كان جعجع يورّط نفسه أم يحرج الأميركيين أو الإثنتين معاً!
للمرة الثانية إذاً وفي أقل من شهر يُخالف جعجع التعليمات. قبل ذلك، كان وفريقه، من مسؤول أمنه إلى جهاز التنشئة لديه وصولاً لجهاز الإعلام والتواصل "يفتحون" ملفات ويغلقون أخرى. ومع كل فتح وإغلاق تغرق "القوات" أكثر، ويغرقون معهم أنصارهم عبر مواقع التواصل. أبرز التناقضات تلك التي إرتبطت بمقاربة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق ومن ثم الردّ الإيراني عليه. حينما وقع الهجوم أتى الإيعاز من جهاز التنشئة بـ"التهليل" عبر مواقع التواصل. جزموا أن طهران لن ترد. ردت طهران. قالوا إنها لن تحدد توقيتاً، حددت توقيتاً. أسرعوا صوب توصيف الرد بأنه مسرحية. أتى الردّ من جوزيف فوتيل القائد الأسبق للقيادة المركزية الأميركية، ومنسق المجلس القومي الأميركي جون كيربي وأخيراً "واشنطن بوست"، بأن ما حصل كان ضربة حقيقية وليست مسرحية، وإن إيران ضربت مواقع فعلاً. قالوا إن إيران أبلغت بتوقيت الضربة، ليأتي بعد يوم تصريح مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي نافياً أي إخطار إيراني مسبق.
بدلاً من الإنسحاب، إنتقل القواتيون إلى تبني "سردية" أسوأ. في بداية الحديث عن رد إسرائيلي، جزموا أن إسرائيل سترد. أتى الرد الاإسرائيلي هزيلاً وكان أقرب إلى مسرحية باعتراف الجميع. بدلاً من الهدوء، إنبرى "القواتيون" إلى تصوير الهجوم على أنه "خطوة كبيرة". في مرحلة ثانية، حملوا على إيران بذريعة أنها حددت زماناً للرد مقابل تجاهل أن الإسرائيليين أنفسهم حددوا زماناً وتوقيتاً. "القوات" التي عممت نظرية أن "حزب الله" بدأ الحرب في الجنوب ولماذا نقف إلى جانبه، كانت أسرع من وقف إلى جانب إسرائيل حين قامت باستهداف "القنصلية".
بشكلٍ أسوأ من كل ذلك، كان مسؤول جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور يعمق من الأداء القواتي السيء. في ظهور إعلامي قبل أسبوع، أعاد إطلاق نظرية "حل الدولتين" في لبنان بوصفها رأياً خاصاً إبتكره بنفسه ولا يمتّ بصلة لمعراب. كان فعلاً يُغرق "القوات" ويعبرّ عن وجهة نظر أساسية، بدأت من "نفق" نهر الكلب عام 2019، يوم أوعزت ببناء جدار يفصل شمال النفق عن جنوبه.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا