"ليبانون ديبايت"

مرة جديدة تستغل من تسمي نفسها قوى المعارضة "الدم" للوصول إلى مآربها السياسية, فكما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وباقي الإغتيالات في تلك الحقبة، يحاول حزب القوات اللبنانينة أن يستثمر إلى أبعد حد في موضوع مقتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان.

إلا أن الفارق أن نتائج التحقيقات أثبتت أن مقتل سليمان ليست له أبعاد سياسية كما تحاول القوات أن تصوره، فقط من أجل استدرار العطف الجماهيري والإيحاء بأن أحد ما يحاول الإنقضاض على مسميات السيادة والاستقلال.

وها هي معراب اليوم تنبري لتزعم المعارضة وتدعو إلى لقاء اسمته "وطنياً" حيث نصّت الدعوة على أنه لقاء تضامني وطني في معراب، وأوحت أن أحزاباً وكتلاً ونواباً وشخصيات هم من وجه الدعوة إلى لقاء تضامني وطني يعقد في معراب تحت عنوان "1701 دفاعا عن لبنان"، خصوصا بعد تفاقم مسلسل القتل والإغتيال وتفلّت الحدود والإمعان في تفكيك الدولة وانتشار السلاح غير الشرعي وزجّ لبنان في أتون الحروب الإقليمية.

وإذ تنطلق الدعوة من مطلب يستهدف شرعية المقاومة لدى حزب الله حيث تصوّب على ما أسمته مسلسل الإغتيالات لتلصق التهمة بسلاح الحزب، رغم أن التحقيقات التي أثبتت أنها ليست جرائم سياسية بل جنائية بحت.

واستغلال الدم اليوم إنما هدفه حلم رجل معراب بالزعامة الحقيقية للمعارضة والتي لا تستوي عند كثيرين لا سيّما عند حزب الكتائب الذي قد يشارك في اللقاء ضمن مبدأ وحدة المعارضة لكنه بالتأكيد لن ينصهر في أجندة جعجع والدليل التمايز بين الحزبين في مواقف تشريعية، لكن موقفه النهائي يتبلور مساء اليوم بعد اجتماع لقيادة الحزب والنواب.

وإذا كان البعض يعترف بأن كتلة القوات اللبنانية هي الأكبر في المجلس ككتلة معارضة إلا أن لا زعامة للمعارضة كما يؤكد النائب أشرف ريفي لـ"ليبانون ديبايت" فهو سيشارك في اللقاء إلا أن ذلك لا يعني أن كل التكتل جسم واحد بل أجسام متعاونة من أجل المعارضة.

والأمر نفسه ينطبق على النائب أديب عبد المسيح فهو ليس بنائب حزبي كما يقول لـ"ليبانون ديبايت" إلا أنه يتحدّث عن خيارين ـمامهم كنواب معارضة ـن لا يلبوا دعوة معراب ويبقون معارضة منفردة ـو الدخول في وحدة المعارضة التي سيشكلها اللقاء، وبالتالي لا يعني ذلك أن الزعامة ستكون لأي طرف بل وحدة المعارضة هي الأساس، وهو يذكر بأنه شارك في جناز باسكال سليمان لأنه اعتبر المناسبة وطنية ويعترف أن اللقاء السبت هو استكمال لما بدأ مع مقتل سليمان.

ولحزب الوطنيين الأحرار الممثل بالنائب الوحيد كميل دوري شمعون رأيه بأنه من المفترض أن يكون للمعارضة رأيها الموحد في هذه المرحلة الصعبة، أما عن محاولة تكريس زعامة المعارضة بيد القوات فيوضح أنها تملك أكبر تكتل معارض، فالأمر بالتالي لا يتعلّق بالسعي للزعامة بقدر ما هو واقع على الأرض.

لقاء معراب اليوم ليس لقاء يتداعى إاليه أفرقاء المعارضة بل هو لقاء حددت موعده وجدول أعماله زعامة معراب ودعت بقية الأطراف "للبصم العمياني" على توصياته المعدة مسبقاً والتي تحاكي في بعض جوانبها هواجس هؤلاء من حزب الله تحديداً فالإتفاق على مبادئ وطنية بقدر ما هو إتفاق على خصومة الحزب وكيفية مواجهته, أما الموضوع الوطني فهو شيئ آخر لم يفقهه معدو اللقاء.