"ليبانون ديبايت"

الجبهة الجنوبية اللبنانية، هي الجبهة الثانية والأساسية بعد جبهة غزة، وهذا ما يتكشّف بشكلٍ مضطرد في الآونة الأخيرة، مع احتدام وتيرة العمليات على هذه الجبهة التي اشتعلت بطريقة غير مسبوقة، وذلك منذ الرد الإسرائيلي غير المعلن على إيران، حيث أن الرسالة على هذا الردّ كانت من خلال المواجهة النوعية بأسلحة جديدة لم تستخدم في السابق، ما أكسب هذه الجبهة طابعاً تصعيدياً بشكل متدرج ولكن من دون أي عودة إلى الوراء.

وعليه، فقد عادت هذه الجبهة لتكون في الطليعة بوجه إسرائيل، حيث أن المواجهة تسير بطريقة غير معزولة عن أي مسار تفاوضي يدور حالياً، حيث أن الوقائع على الأرض تشي بمشهد مختلف انهارت فيه قواعد الإشتباك القديمة، وبدأت ترتسم فيه ملامح مشهد جديد ومرشّح لأن يدوم لفترة طويلة.

لكن الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، لم يجد تحولاً في مسار العمليات العسكرية على الرغم من كثافة النار أخيراً، ويقول ل"ليبانون ديبايت"، إن التصعيد في الجنوب، ما زال ضمن القواعد الأساسية، أي أن "حزب الله" يردّ على أي قصف بقصفٍ مضاد من دون الذهاب إلى عملية عسكرية واسعة.

وبالتالي، يرى المحلل قصير، أن الحزب يرسل رسائل واضحة للعدو، أنه قادر على التصعيد وعلى تطوير عملياته كمّاً ونوعاً.

ورداً على سؤال حول العلاقة ما بين الجبهة الجنوبية والخطة الفرنسية للتهدئة وموقف الحزب في ظل معلومات عن ربط أي بحث بالتهدئة بوقف النار في غزة، يؤكد قصير أن الحزب يربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان، بوقف إطلاق النار في غزة، ولا يعطي الحزب أجوبةً حاسمة حول ما بعد ذلك، وهو ينتظر ماذا سيحصل في غزة.

وعن طبيعة الردّ بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير عبر القصف التدميري وعمليات الإغتيال، يقول قصير إن "حزب الله" مستعد للتصعيد والمواجهة في حال قرر العدو توسعة العدوان.