"ليبانون ديبايت"

على الرغم من أن "حزب الله" يربط التصعيد على الجبهة الجنوبية باستمرار الحرب في غزة ودخول إسرائيل إلى مدينة رفح، فإن المحلِّل العسكري الإستراتيجي العميد ناجي ملاعب، يكشف بأن وقف إطلاق النار في غزة لن ينسحب على جبهة لبنان.

ويؤكد العميد ملاعب ل"ليبانون ديبايت"، أن انعكاس فشل المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" في مصر، يُبقي على الإستراتيجية الأساسية على الجبهة الجنوبية والمعتمدة من قبل "حزب الله"، وذلك منذ بدء الحرب في غزة، علماً أنه خلال الهدنة السابقة، قد التزم بوقف النار وأوقف العمليات.

ولكن مع بقاء احتمال التوصل إلى هدنة جدية قائماً، فإن العميد ملاعب لا يجزم بأن الهدوء سيعود إلى الجبهة الجنوبية، وذلك على مستوى المواقف الإسرائيلية المعلنة التي تتوقع "صيفاً ساخناً" في جنوب لبنان، ذلك أن إسرائيل لا تربط من جهتها بين غزة وجنوب لبنان، بينما في المقابل، فإن "حزب الله" فقط، هو الذي يربط بين الجبهتين.

وفي هذا المجال، يوضح ملاعب بأنه، وبصرف النظر عن حصول اتفاق هدنة في غزة أو عدم حصوله، فإن إسرائيل لن تلتزم بأي هدنة جنوباً وسوف تستغل الدعم الأميركي لها، ولن تلتزم بهدنة في الشمال وستقوم بتوسيع عملياتها ضمن مدى محدّد عبر تسخين جبهة جنوب لبنان، إنما ضمن مسافة جغرافية محدّدة لا تصل فيها إلى مرحلة الحرب الشاملة.

لكن ما تقدم لا يلغي وجود مخاوف، يكشف عنها العميد ملاعب، من احتمال حصول أي خطأ استراتيجي قد يفجِّر الوضع على الجبهة الجنوبية وتقع حرب شاملة، حيث يشير إلى أن إسرائيل لن تنتظر، لأنه، ووفق تقديرات إسرائيلية، فإن توسيع الحرب من قبل الحزب، قد يؤدي إلى سقوط 30 ألف قتيل في إسرائيل لأن بنك أهدافه "قوي".

وبالتالي، يرى ملاعب أنه إذا بقي الميدان مفتوحاً في الجنوب واستمرت المعادلة على حالها اليوم بمعنى "تسخين الجبهة وليس أكثر"، فإن إيران ستدخل على الخط، كون مصلحتها تقتضي تسوية الوضع في الجنوب مع الإدارة الأميركية الحالية ومع الحزب الديمقراطي، ولن تخاطر باحتمال انتظار وصول الجمهوريين إلى الحكم في الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، يتحدث ملاعب، عن دور أميركي ـ إيراني في لجم أي تصعيد إسرائيلي في المنطقة، إذ أن الإتصالات موجودة بين الأميركيين والإيرانيين، وستؤدي إلى اعتراف أميركي بنفوذ إيراني في المنطقة قبل الإنتخابات الأميركية. إلاّ أن ملاعب يُعرب عن أسفه للوسيلة التي اعتمدتها إيران للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، وهي وسيلة تهديم الدول، إذ لا تستطيع إقامة دويلة ضمن دولة إذا كانت الدولة الأساسية "قائمة بمؤسساتها"، ولذلك، فإن الوضع الحالي من فراغ رئاسي وتحلّل للمؤسسات مرشّح لأن يطول.