"ليبانون ديبايت"

لا يختلف اثنان على أن الساحة اللبنانية وليس فقط الجبهة الجنوبية، على برميل بارود ينتظر لحظة الصفر للإنفجار الواسع الذي يتخطى حدود هذه الساحة إلى ساحات المحور، التي اتحدت منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، تحت عنوان مساندة جبهة غزة بوجه العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة والتدمير التي يتعرض لها القطاع، المستمرة منذ أشهر، من دون أن يتدخل أي طرف فاعل من وراء البحار لوقفها ولمنع امتداد شرارتها إلى لبنان.

وبعد عمليتي اغتيال في بيروت وفي طهران بفارق زمني بسيط، لم تعد عملية ضبط إيقاع المواجهات على الجبهة اللبنانية أو الإقليمية، ربما مُمكنة أو متاحة، على الأقل في الأيام المقبلة، من قبل واشنطن، التي لا تزال تمتلك القرار بإقفال الباب أمام الحربٍ الإقليمية الشاملة.

وما سيقرر ملامح المشهد المقبل في المنطقة وليس فقط في لبنان، هو الردّ الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في قلب طهران، والذي سيتلازم مع رد "حزب الله" على اغتيال القيادي فؤاد شكر في غارةٍ إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

فهل من الممكن تطور الوضع بشكلٍ دراماتيكي على جبهة جنوب لبنان، من ضمن هذا الرد الأولي للحزب على اغتيال شكر؟ في معرض الإجابة عن هذا السؤال، يقول الكاتب السياسي والمحلل قاسم قصير ل"ليبانون ديبايت"، إن المرحلة صعبة وخطيرة، ذلك أن التصعيد حتمي مع العدو الإسرائيلي، ولن يتأخر ردّ "حزب الله" على اغتيال شكر.

إلاّ أن هذا التصعيد لا يعني بالضرورة، أن أي ردّ سينفذه الحزب سيؤدي إلى حرب كبرى، برأي المحلل قصير، الذي يكشف بأن "الردّ سيأتي من كل الساحات" على عمليات الإغتيال الإسرائيلية الأخيرة، فيما الحرب الموسعة والشاملة، لا تزال مرتبطة بحجم الردّ هذا، وبكيفية تعاطي إسرائيل وإدارة الرئيس جو بايدن معه.

ومع التزامن في عمليتي اغتيال شكر وهنية، فإن قصير يقدّر أن يكون هذا الردّ على صعيد المحور، إنما على أن تقوم كل ساحة فيه، بدورها الخاص، وبحسب ظروفها الميدانية.

فوحدة الساحات تأكدت خلال المرحلة الماضية بعد السابع من تشرين الأول الماضي، إذ يعتبر قصير أن هذه الساحات تقف اليوم على مشارف اختبار كبير، من إيران إلى العراق واليمن وفلسطين، بالنسبة لتحديد كيفية الترجمة العملية لمعادلة وحدة الساحات.

ولا شك أن المعركة باتت مفتوحة، كما يقول قصير، ذلك أنه لم يعد هناك من قواعد محددة للإشتباك، بعد وصول المواجهة إلى مكان آخر وإلى مستوى جديد من الصراع والمواجهة.