Beirut
23°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
خاص
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
سقوط فكرة إبعاد "حزب الله" عن الحدود
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاثنين
19
آب
2024
-
7:13
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
إختار "حزب الله" توقيتاً دقيقاً ومدروساً لنشر فيديو "جبالنا خزائننا"، حيث تظهر فيه منشأة "تحت الأرض" تحمل اسم "عماد 4"، لها ما قبلها من نماذج مشابهة، والأكيد أن لها ما بعدها، من المعلوم أنها تبدأ برقم 1 ومن غير المعروف عند أي عدد تنتهي.
أتى الفيديو في لحظة "سخونة دبلوماسية"، في أثناء جولات تفاوض منعقدة في العاصمة القطرية، تبحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة، ما ينسحب طبعاً على جنوب لبنان، وتزامناً مع زيارة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت وقبيل زيارة وزيري خارجية فرنسا ستيفان سيغورنيه ومصر. وفي ظل المحاولات الغربية المستمرة لا سيما الأميركية منها، لإعادة ضخّ الروح في الطرح القائل بإيجاد ترتيبات عند الحدود مع فلسطين المحتلة بما يضمن إبعاد المقاومة كيلومترات إلى وراء نهر الليطاني. وأتى النشر أيضاً في ظل "تسخين الميدان"، والمناورات التي يقوم بها العدو منذ أيام، من خلال عمليات القصف الجوي التي يستهدف خلالها الواجهات الأمامية لبعض القرى وأيضاً في ظل انتظار الرد المتوقع من المقاومة والقلق الذي يسببه للعدو.
إذاً المقاومة استفادت من كل ذلك، وأوجدت الوقت المناسب لتوزيع الرسائل في كل الإتجاهات. قسمٌ منها ارتبط بنواحٍ ردعية – دفاعية، وقسمٌ آخر يرتبط برسائل ذات أبعاد هجومية واضحة.
تقول المقاومة بين سطور المشاهد ومن خلفية الآيات القرآنية المستخدمة، إنها حاضرة وجاهزة لأي تطور، كما أنها تضع في تصورها إرتفاع احتمالات التصعيد في حال انتهاء جولات التفاوض الجارية حالياً إلى نتائج سلبية.
لم يكن مقدراً للفيديو أن يُنشر. ومن الواضح أن المقاومة تخلّت عن جزء من "استراتيجية المفاجآت" لمصلحة تدعيم الردع ورفع مستويات الجهوزية الهجومية. الكشف عن هذا الحيّز المهم الذي يرتبط أساساً باستراتيجية سرية تعد جزءاً أساسياً من العقيدة القتالية المبنية منذ عام 2006 والمجهّزة للحرب الكبرى، يفرض أن الحزب بات يمتلك ما هو أهمّ بكثير.
جاء النشر في سياق هجومي دفاعي وفي نفس الوقت يخدم فكرة الردع، في ظل حديث إسرائيلي مستمر حول احتمالات توسّع المعركة.
كشف المقاومة لهذا الجانب من قدراتها، يصب في سياق تأكيد الجهوزية للرد على اغتيال القيادي الكبير الحاج فؤاد شكر أو الإنتقال من مرحلة القرار إلى التنفيذ، ويوصل رسالةً واضحة حول استعداد المقاومة للذهاب بعيداً في المعركة.
كانت المقاومة في جو أن يقوم العدو الإسرائيلي، في أوقات معينة، بعمليات قصف إستباقية عبر سلاح الجو من ضمن بنك أهداف محدد مسبقاً، بما يضمن تدمير جزءٍ من القدرات الصاروخية لديها، لذلك وضعت وأنجزت خططاً للتعامل مع أي طارئ.
في اعتقاد تل أبيب أن شنّ عمليات قصف من هذا النوع سيؤدي إلى شل الجزء الأكبر من قوة المقاومة المستندة إلى القدرات الصاروخية –وفق اعتقاد إسرائيل- وبالتالي يؤمن جزءاً من الحماية لعمقه، ويؤدي أيضاً إلى إخراج جزء من القدرة النارية التي تمتلكها المقاومة عن العمل، مما قد يشلّ أي خطط تقدم برّي محتملة.
في إشارة إلى الردّ على هذه الاستراتيجية، بيّنت المقاومة أن قوتها الصاروخية مضمونة ومحمية وعصيّة على الشلّ أو التعطيل، كما أن منشأة "عماد 4" تتمتع بظروفٍ تحوّلها إلى قاعدة لوجستية تؤمن مهام الإدارة الحربية المستمرة، وتشكل أيضاً قاعدة تحّكم وسيطرة، وفي استطاعتها من خلال هذه المنشأة أو غيرها، التحكم في عمليات حربية وتوجيه قوات على مسارات والتحكم بالمسيّرات، بما يعني أن "حزب الله" قادر على نقل عملياته إلى باطن الأرض بطريقة مدروسة تقيه الأخطار.
في سياق تكليف الجيش الإسرائيلي لوحدات قتال خاصة بناء خطوط دفاع معززة في المستعمرات الأمامية القريبة من الحدود مع لبنان، يوحي بأنه يخشى من احتمال تسلل أو تقدم مجموعات من المقاومة إلى داخل الجليل ونقل الإشتباك إليه، لا سيما وأنه يعتقد أن المقاومة قامت وتقوم بتجهيز المسرح من خلال زيادة وتيرة استهداف واجهات وعمق المستوطنات القريبة من لبنان، وزيادة استهداف وسائط الجمع الحربي عند الحافة وأيضاً الإستمرار في اتّباع استراتيجية "فتح الثغرات" في الجدار الفاصل.
عملياً، توفّر "عماد 4" ومثيلاتها مهمة توفير الغطاء الناري المناسب لتغطية تقدم أي قوة مشاة برية في موازاة استخدامها لتوجيه ضربات نحو العمق.
تشكل منشأة "عماد 4" قاعدةً عسكرية في باطن الأرض يمكن استخدامها عند الحاجة في مجال إدارة الأعمال الحربية. ومن خلال التقنيات المتوفرة فيها، كالطاقة والإنارة وأجهزة الإتصال والتواصل والجمع الحربي وفق ما بيّن الفيديو، توفّر مجالاً لاعتماده كـ"قاعدة" سيطرة وتحكّم بديلة.
تتوزّع داخل المنشأة متفرّعات تُظهر بشكل واحد، إرتباط النفق بمجموعة أنفاق، من غير المعلوم أين تبدأ أو أين تنتهي، وتفتح الباب على مصراعيه لا سيما في ظل حديث تل أبيب الدائم عن احتمال بلوغ الأنفاق منطقة الجليل أو احتمال استخدامها للتقدم من جانب الحزب. أيضاً تشكّل هذه الأنفاق نواةً أساسية يمكن للمقاومة استخدامها في سياق تأمين حماية حركتها عند الحاجة.
يتزامن نشر المشاهد مع عودة الضغوطات على الحكومة اللبنانية وأطراف أخرى بشأن العمل على إبعاد "حزب الله" عن الحدود، إلى ما يشبه الوتيرة السابقة نفسها، معزّزة هذه المرة بلغة التهديد بارتفاع التصعيد، في محاولة من قبل بعض الدول وعلى رأسهم الأميركيين، التوصل إلى نتائج تؤدي إلى إبعاد المقاومة مسافات معينة عن الشريط الحدودي، فيما البعض منهم يعتقد أنه وباستخدام الضغط الأقصى الذي يتزامن ربما وعمليات حربية، يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف. الكشف عن هذه المنشأة عبر نشر فيديو، باستطاعته إخراج قضية إبعاد الحزب إلى شمال نهر الليطاني من التداول، أو عملياً سقوطها كلياً أو توفير ظروف سقوطها، ببساطة، لأن ما هو مطروح الآن لم يعد واقعياً أو أنه يتصل بوجود الحزب عند الحدود أو على مقربة منها أو فوق الأرض، إنما بات الحزب، بالدليل، موجوداً في باطن الأرض.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا