منذ كانون الاول الماضي، لا تزال إسرائيل تواصل غاراتها الجوية على مناطق مختلفة في سوريا، مستهدفةً العاصمة دمشق وبعض المناطق الجنوبية، في وقت تزداد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية بشكل ملحوظ.

ففي أحدث تلك الغارات، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس عن "هجوم على مقر لحركة الجهاد في دمشق"، مؤكداً أن الغارة استهدفت منشأة تابعة للحركة في العاصمة السورية.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن الغارة استهدفت شخصية فلسطينية في منطقة مشروع دمر الواقعة على مشارف دمشق. يأتي ذلك بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي، في يوم الثلاثاء الماضي، عن شن غارة أخرى في الجنوب السوري، حيث أوضح أن الهجوم استهدف "أنظمة رادار ومراكز قيادة ومستودعات أسلحة تمثل تهديداً لإسرائيل".

من جهته, قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" في الأراضي الفلسطينية، محمد الحاج موسى، أن المبنى الذي استهدفه الجيش الإسرائيلي في دمشق كان فارغًا وقت الهجوم.

وأضاف الحاج موسى، في تصريح لشبكة "سي إن إن"، "المبنى المستهدف كان منزلًا لأحد عناصرنا وكان فارغًا، لذلك لم تكن هناك أي إصابات".

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية، حيث استهدفت مواقع سابقة للجيش السوري، بالإضافة إلى قواعد بحرية وجوية كانت تستخدمها القوات الإيرانية وفصائلها المسلحة.

وتواصل إسرائيل تهديداتها، مشددةً على أنها "لن تسمح بتمركز تشكيلات مسلحة أو جماعات متطرفة في جنوب سوريا"، في إطار سعيها لحماية حدودها ومنع أي تهديدات محتملة.

وقد شهدت الأشهر الأخيرة توغلات إضافية للجيش الإسرائيلي في مناطق حدودية سورية مختلفة، بما في ذلك احتلال المنطقة منزوعة السلاح المحاذية لهضبة الجولان المحتل. هذا التوسع العسكري الإسرائيلي يتزامن مع التصعيد المستمر في الهجمات الجوية، والتي تُنَفّذ بشكل دوري ضد مواقع مرتبطة بإيران، إضافة إلى فصائلها المسلحة مثل حزب الله.

وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، تستمر إسرائيل في تنفيذ الغارات على الأراضي السورية، التي تهدف إلى تقويض قدرات الجماعات المسلحة في المنطقة، وذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمنها القومي ومواجهة أي تهديدات على حدودها الشمالية.