Beirut
16°
|
Homepage
الجيش اللبناني يُكابش روسيا في الجرود
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 26 نيسان 2017 - 7:43

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

نجح حزب الله والدولة السّوريّة من تنظيف ما يقارب الـ85% من الخطِّ الحدوديّ السّوريّ اللّبنانيّ وفقاً لنموذجين، عسكريّ وسلميّ، إذْ استكمل في التّفاوض ما بدأه العسكر، وأنتج استعادةً للسيطرة على قرى ريف دمشق الجنوبيّ الغربيّ (من سرغايا حتّى وادي بردى) بدعمٍ روسيٍّ وتفويضٍ قطريّ وتفاوض إيراني، لتصبح المنطقة المؤمّنة تمتدّ من تلكلخ (على حدود عكار) حتّى القصير (على حدود الهرمل)، فيما بقي الجزء الشّماليّ الغربيّ من جرود القلمون والشّماليّ الشّرقيّ من جرود عرسال يرزح تحت سيطرةِ مجموعاتٍ إرهابيّة.

يوم أمس الأوّل بدا لافتاً أنَّ الجيش اللّبنانيّ أعاد تنشيط ضرباته الأمنيّة والعسكريّة على حدٍّ سواء. وبعد أيّام محدودة من إسقاط خليّةٍ إرهابيّة في عرسال مؤلّفة من 10 أشخاص يقودها القياديّ في داعش "حسن ملّيص"، استكمل الإنجاز بشنِ ضرباتٍ ناريّةٍ مُحكَمة استهدفت تنظيم داعش. وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانيّة، أنَّ الهجمات تمّت على مرحلتين، الأولى بدأت عبر صواريخ جو أرض أطلقتها مروحيّات استهدفت تجمّعاً كبيراً للمسلحين، واستتبع ذلك بوابلٍ من القصف المِدفعيّ العنيف بقذائف 155 ملم زاد من دقّة الإصابات المُؤكّدة.


وإذ سُرّب أنَّ القصف استهدف "اجتماعاً أمنيّاً حضره أبو مالك التلّي (رغم انه امير جبهة النصرة لا داعش)"، قالت مصادر ميدانية إنَّ "إمكانيّة تأكيد ذلك صعبة، وما يمكن تأكيده هو حصول استهدافٍ لتجمّعٍ كبير من الإرهابيين"، مؤكدةً أنَّ الضربة "حصلت بناءً على توفّر معطيات أمنيّة ناتجة عن رصدٍ ومتابعة دقيقتين وبأساليب جديدة" وهو ما سمح بتوجيه الضربة في لحظةٍ مواتية حُدِّدَت ساعة صفرها بعد انتهاء صلاة العشاء ليتمَّ الإطباق النّاريّ من خلال غارةٍ جويّةٍ مروحيّة تمكّنت من تحقيق إصابةٍ مباشرة أكّدت بوابلٍ مدفعيٍّ كثيف حقّق الغاية من العمل بدقّة".

ولا يمكن فكّ تكثيف الجيش اللّبنانيّ لنشاطه العسكريّ على الحدود عن ارتباطه بالجوّ الإقليميّ العامّ، إذ تواتر لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ مركز حميميم الروسيّ للمصالحة في سوريا يعمل على تحديث نموذجٍ ثانٍ من صفقة القُرَى الأربع وتنفيذها في الجزء الجردي المُرتبط بين لبنان وسوريا بغية إخراج الإرهابيين من المناطق التي يُسيطرون عليها. المسوّدة هذه، على ما علم موقعنا، تخصّ المُسلحين دون المدنيين (النازحين)، وتشمل إرهابيي جبهة النصرة عبر إقناعهم بالانتقال إلى إدلب بينما يقبع داعش في المُستوى الثّاني من المسودة مع طرح "تسفيرهم" إلى الرقة.

ويمكن التماس حاجة لـ"النصرة" تتقاطع مع نوايّا قطريّة - روسيّة - سوريّة تصبُّ في خانةِ إخراجِ المسلحين من هذه البُقعة وتبريد خطوطِ القِتال معهم، لكن يبدو أنَّ الجيش اللّبنانيّ يتحفّظ على هذا الحلّ. تحفظ الجيش ينطلقُ من تراكم الأحداث في الفترة الماضية والندوب التي أحدثتها الاعتداءات المتكرّرة عليه، فليس من السّهل أنْ يتخلّى عن اقتصاصه من العناصر الإرهابيّة، نيّة لا تخفيها مصادر متابعة، كاشفةً أنَّ قيادة الجيش ردّدت على مسامعِ المعنيين كلاماً لا يقبل التّعديل، مفاده أنّها "ستستمر في ملاحقة الإرهابيين وضربهم وقتلهم، وهي لن تسمح بإخراجهم ولن تقبل أنْ تُجرَى أي صفقةٍ على حسابها وحساب جنودها" كذلك هي "لن تقبل بأنْ يمرّ أحد منهم داخل الأراضي اللّبنانيّة ولا ترى من حلٍّ إلّا قتلهم أو اعتقالهم".

نيّة قيادة الجيش تعاكس النوايا الروسيّة - السّوريّة في إبرام تسويةٍ تخرج قَتَلَةَ الجنود من الجرود دون دفعِ الثّمن أو معرفة مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش، ودون أنْ يَشْمَل ذلك الإرهابيين في عرسال الذين سيُتركون كالشوكة في الخاصرة اللّبنانيّة. من هنا، يمكن قراءة تعزيزِ الجيش لعملياتِهِ العسكريّة على جبهة الجرود متّخذاً بشكلٍ منفرد القرار بالمواجهة، وكأنّه يوصل رسالة إلى كلّ من يعنيهم الأمر "إقليميّاً" بأنّه سيّد نفسه على جبهةٍ اختارها لمعموديّة صَهرِ الحديد بالنار دون هوادة، ولا يمكن لأيّ مشروع إخلاء أنْ يقدّم أو يؤخّر على توجّهاته العسكريّة التي حاك خيوطها بالدّم.

ويتزامن ترتيب الجيش العسكريّ مع إعدادٍ واستطلاعٍ يقوم به حزب الله على جبهة عرسال يوحي بأنّه يتحضّر للانقضاض على بقايا الإرهابيين انطلاقاً من الجهة السّوريّة، ما قد يوفّر للجيش اللّبنانيّ هامشاً أكبر من المُناورةِ واقتناص الأهداف والمناطق.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين والهيكل سيسقط"! 9 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 6 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 2
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 11 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 7 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 3
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 12 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 8 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر