مختارات

الخميس 01 تشرين الأول 2015 - 07:41 الديار

ما سرّ الصحوة الجنبلاطية تجاه عون؟

placeholder


فجأة وبدون مقدمات قرر وليد جنبلاط ان ميشال عون تعرض للظلم في السياسة وانه جرى تهميشه وضربه والتنكيل به في الكثير من المحطات والاستحقاقات، وفجأة ايضاً رغب جنبلاط بالتدخل لصالح عون عند تيار المستقبل لانصافه وتحقيق بعض مطالبه ورفع شيء من المظلومية عنه. والدور الذي لعبه وليد جنبلاط في موضوع الترقيات الامنية لم يعد سراً وان كان بوجهه لا يخدم المصالح العونية وحدها بقدر ما يعيد ترتيب الوضع الداخلي والانتظام لعمل مجلس الوزراء والنواب. ارتأى وليد جنبلاط ورئيس المجلس نبيه بري ان الترقية الامنية هي مفتاح الحل والمدخل لتفعيل عمل المجلس النيابي والحكومة وان لا حل يرضي عون الذي سدت في وجهه كل المنافذ ولم يعد لديه ما يخسر فقرر ان يواجه الجميع بحراك في الشارع وتعطيل لعمل المؤسسات.

فجنبلاك كما تقول اوساط سياسية لعب دوراً اساسياً عندما حصل التشنج في المواقف بعدما اعترض السنيورة على التسوية بحجة المحافظة على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء، ومن خلال موفده الوزير وائل ابو فاعور تبلغت الرابية ان عقدة السنيورة وجدت حلاً لها، وكذلك نشطت الاتصالات على خط بكفيا وعمشيت بالنائب سامي الجميل والرئيس ميشال سليمان لاقناعهم بالسير بالتسوية.

في هذه الحركة الجنبلاطية والالتفاتة لحقوق الرابية لا يمكن لأحد ان يصدق ان جنبلاط يمكن ان يقترب من زعيم الرابية من دون اسباب موجبة وان يعمد وليد جنبلاط لتقديم خدمات مجانية وبدون ثمن كرمى لعيون عون، وليقر جنبلاط بان زعيم المستقبل اساء التصرف مع الرابية وبان عون تعرض لظلم لحق به في الرئاسة والتمديد لقيادة الجيش بدون اي مقابل. فيما الواقع ان لدى جنبلاط قراءة للواقع والاحداث جعلته يأخذ هذه الطريق والمنحى باتجاه الرابية، تضيف الاوساط، فجنبلاط يرغب بتهيئة مناخات التهدئة بعد حراك الشارع وتفاقم الازمات السياسية وبعد تعطيل المجلس والحكومة، ويعتبر جنبلاط ان الحل الوحيد او الممر الإلزامي لاية تسوية هو ميشال عون الذي يتجه نحو التصعيد وتحريك الشارع، كما ان الربط لا يكون إلا عبر جنبلاط بعد تأكيد حسن نصرالله تماسكه ورفضه لكسر عون وعزله، عدا ذلك فان جنبلاط بات يقرأ التطورات السورية قراءة مغايرة فلا نظام بشار الأسد سيسقط ولا حرب «داعش» تسجل انتصارات وبالعكس فان دخول الدور الروسي على الخط سيغير الكثير من المعادلات. وفي السعودية لا يبدو ان ثمة اشارات تؤكد انخراط السعودية في المعركة، وبالعكس فان حلفاء السعودية يشعرون بانها تخلت عنهم لصالح حرب اليمن.

والترقيات الامنية برأي الاوساط هي ربما اختبار حسن نوايا من الاخصام في السياسة تجاه الرابية من اجل التموضع الجديد وحجز موقع في الخريطة المقبلة، ومع انها لا تقدم ولا تؤخر كثيراً إلا انها ضرورية وتعويض ليس بذات الاهمية لزعيم التيار الوطني الحر الذي يتربع على اكبر كتلة نيابية وتمثيل شعبي دون القدرة على تغيير فاصلة بالمعادلة بدون موافقة الحلفاء. وعليه تقول الاوساط فان جنبلاط قرر الاقتراب من الرابية وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية وتطورات الوضع اللبناني، بدون ان يعني ان جنبلاط او عون بصدد الارتماء باحضان بعضهما البعض، فالعلاقة لطالما اتسمت بالبرودة وبالطلعات والنزلات الجنبلاطية، والمفارقة في هذه المسألة كانت انه حين يسأل جنبلاط عن علاقته بالعماد عون يؤكد «ان لا مشكلة لكي تحصل مصالحة مع الرابية»، تماماً كما عندما يتم حشر العونيين في السؤال نفسه، حيث يتبين ان لا خلافات جوهرية وأساسية ورغم ذلك فان الطريق بين الرابية والمختارة كانت دائماً والى حد ما وعرة على سالكي محاولات تقريب وجهات النظر.

يتحدث العونيون عن مناورات «جنبلاطية» ومحاولات التفاف ينفذها الوزراء الاشتراكيون الذين يظهرون اقرب الى وزراء الحلف الآخر في مجلس الوزراء. في اوقات سابقة كان من الصعب إخفاء معالم الامتعاض البرتقالي من أداء الزعيم الاشتراكي وتقلباته السياسية، الانتقاد خرج الى العلن من المجالس الخاصة ومحيط الرابية وجعل نواب الاصلاح والتغيير طرفاً ينتقدون جنبلاط في الاعلام من دون تردد اومراعاة الخطوط الحمراء، حلقة الشكوى العونية لطالما توسعت من السياسة الى العودة في الجبل الى ممارسات الاشتراكيين الاستفزازية والى مواقف البيك وتحولاته السريعة. لا ينفك عونيون في الاشارة عند الضرورة «ان من الصعب وضع اليد مع بيك المختارة»، بالنسبة الى الاشتراكيين فان التهديدات العونية بفتح الملفات غالباً ما يكون الهدف منه إثارة حساسية المختارة.

الشعور السابق لدى الرابية ان ثمة «سيبة ثلاثية» بالإشارة الى الحريري - سلام - جنبلاط تتناغم مع بعضها في السياسة والملفات الساخنة. الحقيقة لا ينكرها العارفون في العلاقة كما الحذر المفقود بين الزعيم الذي أطلق ذات يوم تسمية «تسونامي عون» وبين جنرال الرابية الذي وإن أعجب بالتحولات السريعة للزعيم الاشتراكي وبعودته الى الخط السياسي، إلا ان الخشية تبقى موجودة من إنفلات جنبلاطي جديد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة