في الجلسة السابقة، بدأ الفلسطيني فريد حمد «الرواية ـ الفضيحة» التي أدّت إلى تهريب المطلوب شادي المولوي من طرابلس إلى مخيّم عين الحلوة، على متن سيارة حمد وبطلبٍ من صهره فادي زيدان، ابن شقيقة هيثم مصطفى الملقّب بـ «هيثم الشعبي».
حينها، لم يستطع الموقوف أن يكمل تفاصيلها إثر سقوطه أرضاً أثناء استجوابه. بالأمس، عاد الموقوف إلى قوس «المحكمة العسكرية» بحالة أفضل مما كان عليه. واستذكر اليوم الذي طلب منه زيدان أن يقلّ «مطلوباً عادياً» من طرابلس إلى المخيّم برفقة زوجته وأولاده وحماته مقابل 100 دولار أميركي كونه يعمل كسائق تاكسي، وكان قد أقلّ خلال الأيّام الثلاثة السابقة عدداً من الأشخاص من طرابلس وبطلبٍ من صهره.
وبالفعل، ما إن وصل الرجل إلى أحد الأفران في طرابلس حتى اتصلت زوجته ك. زيدان بشقيقها ليشير إليها بالانتظار قبل أن يأتي شاب على متن دراجة ناريّة ليلحق به فريد ثمّ يلتقي بالشاب الذي سيقلّه.
وفي الطريق إلى صيدا، عرّف الرجل على نفسه بأنّ اسمه محمّد سلامة وكان يملك محلاً لبيع الهواتف تضرّر خلال أحداث طرابلس ليقوم بإقفاله.
في بادئ الأمر، شعر فريد أن وجه «سلامة» (الاسم الوهمي) مألوف، إلا أنّ كلام الأخير والحديث عن حياته الشخصية باقتضاب، أزاح الشكّ الذي اختلجه.
ثمّ وصلت السيارة إلى أحد الحواجز في داخل صيدا، ليتمّ اقتياد حمد إلى داخل مقرّ الحاجز لطلب النشرة ويتبيّن أنّه صادر بحقه وثيقة اتصال بإطلاق النّار.
وخلال هذا الوقت، طلب العناصر من الرجل الموجود داخل السيّارة أن يقوم بركنها على يمين الطريق. وسرعان ما ترجّل شادي المولوي، المصاب في رجله، من الخلف وجلس مكان السائق. ولكنّ العناصر لم يعمدوا إلى اقتياد حمد إلى المخفر إلا بعد أن أتى الضابط المسؤول عن الحاجز، الذي بدوره أمر شادي المولوي أن يقود السيّارة بعدما سأله إن كان متمكّناً من قيادة السيارات لأنه سيتمّ توقيف حمد. والأخير لم يتعرّف على الهوية الحقيقية للرجل إلا في مركز الأمن العام حيث تمّ التحقيق معه.
والمفارقة الغريبة أن شادي المولوي لم يكن متنكراً ولا غيّر ملامح وجهه على غرار ما فعل خالد حبلص، وذلك بتأكيد رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن خليل إبراهيم الذي سبق له أن شاهد فيديو مأخوذ من إحدى الكاميرات المثبتة بالقرب من الحاجز أثناء توقيف حمد.
وهذا الأمر يطرح الكثير من الأسئلة، فكيف لا يعرف عسكريون، وأحدهم برتبة ضابط، بأن من تحدث معه وطلب منه قيادة السيارة هو واحد من أهم المطلوبين الخطيرين، لا سيّما أن الحاجز ليس في منطقة نائية وإنما في صيدا وبالقرب من مخيّم عين الحلوة الذي يعتبره البعض مكاناً آمناً يلجأ إليه الكثير من المطلوبين؟
وهل تمّ التدقيق بهويّة شادي المولوي، خصوصاً أنه يتواجد في سيارة جميع من فيها على صلة قربة بين بعضهم البعض ما عداه؟ وهل تمّت معاقبة الضابط الذي أمر أن يقوم المولوي بقيادة السيارة ويفلت مطلوب كهذا من بين يدي الدولة؟
هذه الأسئلة لم يسألها أحد داخل «العسكريّة»، حيث تمّ استجواب حمد الذي أكّد أنّه لم يعلم أن الرجل الذي أقلّه كان شادي المولوي وإلا لما كان فعل، وأنكر أن يكون قد أخذ عائلته معه للتمويه «لأنني لا أعرّض زوجتي وأولادي للخطر كرمى لأي كان». كذلك نفى أن يكون على علاقة مع خال زوجته «الشعبي» أو له ارتباطات بأي من التنظيمات الإرهابية.
وقد ترافعت وكيلة الدفاع عن حمد المحامية عليا شلحة التي أكدت أن موكلها لم يتدخّل بأي من الأعمال الإرهابية التي قام بها المولوي ليتمّ اتهامه بمادتي الـ5 و6 من قانون الإرهاب، مطالبةً بالاكتفاء بمدّة توقيفه باتهامه بالمادة 222 (نقل مطلوب).
فيما حكمت هيئة «العسكريّة» ليلاً على حمد بالسجن سنتي حبس، فيما حكم على من «الشعبي» وزيدان وزوجة حمد بالأشغال الشاقة المؤبّدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News