لا يملك «تيار المستقبل» حتى الآن تصوراً حاسماً حول مصير الحوار الثنائي بينه وبين «حزب الله»، حتى أن الفريق المحاور لا يعلم ما إذا كان سيذهب الى الجلسة العشرين في 27 من الشهر الجاري، أم أن هذا الحوار ستطوى جلساته، وذلك بانتظار قرار من الرئيس سعد الحريري الذي من المفترض أن يكون على اتصال مباشر مع اجتماع «كتلة المستقبل» اليوم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى تماس مباشر مع سلسلة اجتماعات جانبية من المفترض أن تعقد للبحث في ما آلت إليه الأمور بعد الخطاب العنيف لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والرد الأعنف من قبل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وفيما دخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط اتصالات التهدئة، بعد عودته أمس من زيارته إلى كل من رومانيا وسويسرا، فإن قيادات «المستقبل» حاولت التخفيف من وقع كلام المشنوق بإعطائها تفسيراً مختلفاً لكلام وزير الداخلية، وهو ما كشف عن ارتباك واضح في أوساط «المستقبل» الذي بذل قياديون فيه جهوداً كبيرة خلال اليومين الماضيين لوقف الانزلاق في الاشتباك مع «حزب الله»، وهو ما أوحى بوجود اتجاه قوي داخل «المستقبل» للملمة آثار خطاب المشنوق.
في المقابل، فإن بعض صقور «تيار المستقبل» يعتبرون أن 19 جلسة من الحوار الثنائي لم تسفر عن أية نتيجة إيجابية، ولم يتمكن الطرفان من التوافق على أي قرار يمكن أن يساهم في دفع عمل مؤسسات الدولة وتفعيلها، وفي مقدمتها الحكومة التي دخلت في موت سريري، أو حل أي من الأزمات المعيشية القائمة، لا سيما على صعيد النفايات، في حين أن تنفيس الاحتقان في الشارع بات عنوانا عريضا، حيث هدأت بعض التوترات، لكن التشنجات في النفوس نتيجة بعض المواقف السياسية الحادة تزداد يوما بعد يوم.
ويعتقد قياديون في «تيار المستقبل» أن الوزير نهاد المشنوق لم يخطئ في الكلام الذي قاله في احتفال الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، بل هو قال أكثر من ذلك في خطاب الذكرى الثانية في العام الفائت ولم يكن هناك ردات فعل كالتي شاهدناها هذه المرة.
وتلفت هذه القيادات الانتباه الى أن ما قاله المشنوق هو توصيف دقيق لبعض الأمور لجهة عدم تعاون «حزب الله» في الحكم ولا في الأمن ولا في رئاسة الجمهورية، لذلك فقد عبر عن انزعاج مما يجري، وأشار الى أنه إذا كان الحزب مصراً على نهجه وسلوكه بهذا الاتجاه، فكأنه يقول لـ «المستقبل» لا نريد شراكتك ولا الحوار معك، وبالتالي من حق «تيار المستقبل» أن يطرح إمكانية انسحابه من هذه الشراكة القائمة فقط على الإملاءات، وعلى التهديد في كل مرة بالانسحاب إذا لم يصر الى تنفيذ طلبات الحزب وطلبات حلفائه.
وتشير القيادات المستقبلية الى أنه «تم التوافق على خطة أمنية لمنطقة بعلبك ـ الهرمل خلال جلسات الحوار السابقة، وبعد ذلك قامت الدنيا ولم تقعد، وانفلت الوضع الأمني من عقاله في تلك المنطقة، ما دفع بالمواطنين الى التظاهر لوضع حد لهذا الانفلات، وتمّ تشكيل لواء القلعة الذي يضم العديد من المطلوبين الذي سارعوا الى مبايعة حزب الله وأمينه العام، وهذا أمر مرفوض، ولا يجوز أن يتجزأ الأمن أو أن يكون على منطقة دون أخرى».
وتتهم هذه القيادات «حزب الله» بأنه يتعاطى في السياسة بمزاجية، فحينا يكون متعاونا الى أقصى الحدود مع «تيار المستقبل»، وأحيانا يكون رافضا لكل شيء، لافتة الانتباه الى إمكانية أن تكون هذه المزاجية مرتبطة بالتطورات الاقليمية.
وتخاطب هذه المصادر «حزب الله» بالقول: «ما بدها هالقد، والأمور لا تستأهل كل هذا الانفعال، والقصة مش حرزانة، وما يشهده لبنان والمنطقة يحتاج الى كثير من الوعي والتروي والتعاون من أجل الحفاظ على البلد وعلى الأمن فيه».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News