خاص "ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:
مجدداً سيق الشيخ أحمد الاسير الى المحكمة العسكرية حيث تقابل من خلف القضبان مع مناصريه الموقوفين في ملف عبرا. وبعد طول غياب التقى هؤلاء الشبان قائدهم السابق ان لم يكن عسكرياً فمعنوياً، منهم من لم يبد إكتراثا لوجوده في القاعة، أما عدداً منهم فاسترق النظرات من خلف القضبان ومن خلف أجساد العسكريين المحيطين بالضيف البارز عله يرمقهم بنظرة.
بعد إعداد كافة التّرتيبات الأمنية، دخل الاسير قاعة المحكمة العسكرية بعباءته البيضاء وطاقيته، ولم يقف في القفص كسائر الموقوفين خوفاً من تفاعلهم معه. جلس على أحد المقاعد اليسارية وخلفه نعيم عباس وأمامه الصحافيون الذين تسابقوا على النظر إليه، فمن لم يتمكن من رؤيته في الجلسة الأولى أراد التأكد من انه لا يشبه فعلا الصورة المنشورة له بعد توقيفه. إذ من حضر الجلسة الاولى أراد التأكد من وجود ملامح مرض على وجهه فبدا الشيخ الموقوف متجهما ومرتبكا لاسيما من النظرات التي ترمقه.
وعلى يمينه في المقاعد المقابلة جلست والدته وزوجته امل، ولكن تبادل أطراف الكلام ممنوع داخل قاعة المحكمة، أمّا أمامهما فجلست والدة الشهيد جورج بو صعب وابنتها والى جابنهما شقيق الشهيد سامر طانيوس. رئاسة المحكمة التي تفهمت حرقة قلب سميرة وقلقها على مسار المحاكمات سمحت لها بحضور الجلسة هذه المرة شرط الاحتفاظ بهدوئها ورباطة جأشها خوفا من ورود اي كلمة انفعالية قد تأجج القاعة.
عدد العميد الطيار خليل ابراهيم اسماء الموقوفين، ولمّا وصل الى اسم احمد محمد هلال الاسير الحسيني، أجاب: حاضر. كانت تلك الكلمة الوحيدة اسمعت صوت احمد الاسير قبل ان يتقدم وكلاء دفاعه بأربعة دفوع شكلية من بينها أبطال التحقيقات السابقة لتجاوزها حد السلطة الممنوحة للنيابة العامة العسكرية ولأن نشر التحقيقات يمسّ بمبدأ حياد القضاء، إضافة الى عدم قانونيّة إستجوابه من دون استئذان دار الفتوى كونه شيخ معمم.
استلم رئيس المحكمة العسكرية المذكرة التي لاقت ترحيباً من محامي دفاع موقوفي عبرا، وتحديدا لجهة الدفوع التي قد تطال موكليهم. لكن اللافت كان غياب المخلى سبيله راشد شعبان للمرة الاولى عن الجلسات، بعدما تردد اسمه بكثرة في الآونة الاخيرة بصفته احد ابرز الرؤوس المموّلة للأسير.
الى ذلك، أرجأت الجلسة الى 5/01/2016، ما اثار حفيظة محامي موقوفي عبرا الذين تقدموا في وقت سابق بإخلاءات سبيل وهم في انتظار رد المحكمة عليها. لكن رئاسة المحكمة سمحت لعائلة الاسير بمقابلته لحوالي النصف ساعة، حيث اقتصر الكلام على ظروف توقيفه السيئة ووضعه الصحي الدقيق بحسب زوجته أمل. اذ أن الشيخ يعاني من حساسيّة مفرطة وداء سكري يتفاعل وأوجاع في جسده، مطالبة بنقله من سجن الريحانية. مطلب ردده محامو دفاعه بعد التقائه لسبع دقائق والذين اشاروا الى البت بهذا الطلب منفصل عن تاريخ الجلسة المقبلة والرد على الدفوع المقدمة.
وبموزاة ذلك، كلفت رئاسة المحكمة لجنة طبية من ثلاثة اطباء للكشف على صحته، على ان يتم تأليف لجنة يترأسها طبيبه المختص وأكدت التقارير بروز سوء في حالته.
كافة المبررات لم تقنع والدة الشهيد جورج بو صعب التي قالت لولا رباطة الجأش "كان فيي اقتلوا واشرب دمو"، فالحكم العادل بالنسبة للأم المحروقة هي عقوبة الإعدام لمن قتل ابنها المغوار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News