امس في المحكمة العسكرية كان يوماً «للمشاهدات» فيما الموضوع القضائي الذي كان متوقعاً، تأجيل جلسة استجواب الشيخ احمد الاسير الى العام المقبل في 5/1/2016 كون وكلاء الدفاع عن المتهم تقدموا بدفوع الى رئاسة المحكمة العسكرية الدائمة المتمثلة بالعميد الركن الطيار خليل ابراهيم، وفي تفاصيل اليوم المليء بالمفاجآت هي الصدفة التي سمحت لكاتبة هذه السطور ان تلتقي شقيقة الشيخ ووالدته وزوجته امل في مرآب السيارات القريب من المحكمة وهم بانتظار السماح لهن بالدخول الى مبنى المحكمة لحضور جلسة المحاكمة.
زوجة الشيخ الاسير امل بكامل لباسها الديني اوضحت بانها ستراه للمرة الاولى عن قرب، فدمعت عيونها وهي تبتهل الى الله ان يفك اسره وان تظهر الحقائق في احداث عبرا المؤسفة. لحظات الدردشة انتهت مع اهل الاسير تخللتها المفاجأة الثانية وصول عدد من اهالي شهداء الجيش اللبناني برفقة المحامي زياد بيطار الذين كانوا ينتظرون خارج قاعة المحكمة بانتظار بدء الجلسة.
وسط اجراءات امنية مشددة كالعادة وربما منعاً لحصول اي احتكاك بين عائلة الاسير، واهالي الشهداء ادخل هؤلاء بداية من الباب الرئيسي للمحكمة ومن ثم دخلت والدته وزوجته من باب خلفي وجلستا في مقاعد خلفية محاطتان بعناصر الشرطة العسكرية فيحين جلس المحامي بيطار واهالي الشهداء في المقاعد الامامية. المفاجآت توالت في الداخل، اهل الشيخ الاسير طلبوا عبر وكلاء الشيخ من رئىس المحكمة السماح لهم بلقاء خاص مع ابنهم فوافق العميد ابراهيم وهكذا حصل اللقاء في قاعة خلفية ملاصقة لقاعة محكمة التمييز العسكرية وكانت الساعة قد قاربت الثانية عشرة و25 دقيقة عندما التقت السيدة امل زوجها برفقة والدته لمدة 15 دقيقة خرجتا بعدها كونهما تشاهده للمرة الاولى عن قرب.
في الجلسة السابقة كان الشيخ الاسير في وضع نفسي غريب حيث سيطر عليه الجمود وعيناه شاخصتان بدت عليهما علامات الغضب خصوصاً انني كنت قد حاولت التحديق به كون كاتبة السطور على معرفة سابقة به اثناء احد الحوارات الصحافية الذي اجريته معه في بداية ظهوره الاعلامي لكنه بدا وكأنه لا يعرفني، لكن في جلسة البارحة تبدل الامر حيث ابتسم وكأنه يؤكد معرفته لي وخصوصاً ان هناك اشاعات انتشرت عن تناوله الادوية التي تفقده الاحساس والوعي، لكن البارحة بدا حاضراً في ذهنه ونظراته وهو اجاب «بنعم» عندما افتتح العميد ابراهيم الجلسة التي تتلى فيها اسماء المتهمين الموقوفين والفارين، الذي كان بينهم الشيخ الاسير، حيث كان يحاكم غيابياً.
بعد تلاوة اسماء المتهمين ووكلاء الدفاع عنهم من قبل العميد ابراهيم بحضور رئىس الهيئة الاحتياطية العميد انطوان فيلتاكي والمستشار المدني القاضي محمد درباس وبالطبع الحضور الدائم للنائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي حلمي الحجار ومندوبة الاحداث نسرين فرحات كون وجود قاصر بين المتهمين وقد حصل بعض التغييرات على صعيد وكلاء الدفاع عن بعض المتهمين ابرزهم وكيل الاسير المحامي عبد البديع عاكوم نظراً للتضارب في الافادات بينهم حيث ان المتهم راشد شعبان اوكل المحامية عليا شلحا وعلي عبد الوحيد وكيلته المحامية هلا حمزة في حين ان المتهم فادي ابو ضهر سيكون وكيله المحامي محمد المراد الذي تعهد بابراز وكالته لاحقاً بعد اعتزال عاكوم الوكالة.
بداية تقدم وكلاء الدفاع عن الشيخ الاسير المحامون عبد البديع عاكوم، محمد صلوح وانطوان نعمة بتقرير للمحكمة يشرح الوضع الصحي لموكلهم وبناء على هذا الطلب قررت رئاسة المحكمة تكليف الطبابة العسكرية تأليف لجنة صحية من 3 اطباء (طب نفسي ـ وطبيب سكري ـ وصحة عامة) لتنظيم تقرير مفصل عن حالة الاسير الصحية على ان يصار الى ايداعها المحكمة قبل تاريخ الجلسة المقبلة والذي بناء عليه سيصار الى اتخاذ القرار وقد تقدم وكلاء الدفاع بـ4 دفوع شكلية الاول يتعلق بابطال التحقيقات الاولية فيما يتعلق باحداث عبرا كون الملف قيد المحاكمة العلنية وقد ايد المحامي محمد المراد هذا الامر كونه ينسحب على قي المتهمين، الا ان الرئاسة اكدت ان الدفوع تكون شخصية وليست عامة فاصر المراد على تدوين الطلب، في حين طلب المحامي عارف ضاهر الاطلاع على مضمون هذه الدفوع، فرد الرئىس بانها تتعلق بالمتهم الاسير، ولا تبلغ الى كل الافرقاء لكن المحامي ضاهر اصر على الاطلاع عليها في حال ورود اسماء موكليه.
اما الدفع الثاني يتعلق بصفة الاسير الذي هو شيخ معمم يقوم بمهام الخطابة والامامة ويحب الاستحصال على اذن من دائرة الفتوى، والثالث يتعلق بسرية المحاكمة لوجود قاصر بين المتهمين، اما الرابع فهو انتهاك سرية التحقيق حيث تم نشر اجزاء كبيرة من مضمونها قبل وصول التحقيقات الابتدائية الى المحكمة واطلاع المحامين عليها.
وبسؤال المحامي عاكوم اثر انتهاء الجلسة حول الدفوع الشكلية وخاصة في ما يتعلق بابطال التحقيقات الاولية، فهذا الامر من حق المحامين في حال استجد امر ما خلال جلسات المحاكمة وفي هذه القضية تم توقيف الشيخ الاسير وان التحقيقات التي اجريت معه تمس عدد من المتهمين الامر الذي يعطي الحق للمحامين بالتقدم بدفع شكلي يتعلق بابطال هذه التحقيقات.
وهذا الامر مثلا انسحب على المتهم عبد الباسط بركات وكيلته المحامية زينة المصري التي اكدت للـ«الديار» ان موكلها ورد اسمه في التحقيقات الاولية مع الاسير على انه شارك في معركة عبرا بينما المؤكد ان موكلي لا يعرف الاسير والاخير ايضا لا يعرفه وهو كان متواجدا في مكان عمله في النبطية اثناء المعركة وهي بصدد تقديم طلب للمحكمة لتزويدها ببيان الاتصالات الواردة والخارجة من رقم موكلها مع تحديد النطاق الجغرافي لمكان وجوده اثناء المعركة واكدت المصري ان المتهمين الذين وردت اسماؤهم في التحقيقات الاولية مع الاسير سيستفيدون من قرار الابطال في حال وافقت المحكمة لان ما قاله الاسير عنهم هو من قبيل العطف الجرمي خاصة انه وردت اسماء اشخاص لم يظهر اي دليل لادانتهم وتجريمهم سوى ما ورد في التحقيقات المذكورة سابقا.
اما في يتعلق بالمتهم احمد زيدان وكيله المحامي ناجي ياغي والذي كان رئيس المحكمة قد قام بضمه الى ملف احداث عبرا فقد طلب من العميد عدم ضمه كون المتهم لم يشارك في احداث عبرا، ولكنه شارك في الاستنفار في حي التعمير عند بدء معركة عبرا وان كل التحقيقات تثبت انه لم يشارك في القتال انما استلم حراسة منزل خاله هيثم الشعبي لمرة واحدة مؤكدا ان موكله انسان مريض وان «لا تزر وازره اخرى» وقد تقدم المحامي ياغي بطلب اخلاء سبيل لزيدان الذي ارجئت جلسة استجوابه الى 5/1/2016 .
شمندر إبن شقيق فضل
عبد القدوس محمد شمندر ابن شقيق الفار فضل شاكر والذي قام بتسليم نفسه منذ حوالى الاسبوع مثل امام قاضي التحقيق العسكري الاول القاضي رياض ابو غيدا بجرم مساعدة ارهابيين على الفرار ومنهم عمه اضافة الى جرم اطلاق النار في الهواء وقد حضر التحقيق وكيله المحامي هادي المصري الذي تقدم بطلب اخلاء سبيل لموكله كونه لم يشارك في احداث عبرا ولم يرد اسمه في القرار الاتهامي لهذه القضية.
والدته تقبّله
- حاول اهالي شهداء الجيش الالتفات الى الوراء لرؤية الاسير.
- بعض المتهمين استرق النظر باتجاه «شيخهم».
- بدا الشيخ الاسير مهتماً بما يدور حوله في القاعة.
- طبعت والدته قبلة على يدها وتوجهت بها الى الشيخ الاسير اثناء خروجها من القاعة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News