المحلية

بولا الموراني

بولا الموراني

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 27 تشرين الأول 2015 - 11:39 ليبانون ديبايت
بولا الموراني

بولا الموراني

ليبانون ديبايت

"الإعلانات المزيّفة" تشرّع أبوابها أمام "الشّباب اللّبناني"...فانتبهوا!

"الإعلانات المزيّفة" تشرّع أبوابها أمام "الشّباب اللّبناني"...فانتبهوا!

خاص "ليبانون ديبايت" - بولا الموراني

في ظل انحراف المسار اللّبنانيّ عن طابع الإرتقاء بالمجتمعات المتطورة وتفاقم حدّة الفساد في الشّؤون الاقتصاديّة والاجتماعيّة، يرزح الشّباب في زوبعة الأزمات وما يصاحبها من تداعيات كارتفاع نسبة البطالة واضمحلال فرص العمل المحسورة ضمن تخصصات فئويّة ومحسوبيات، فضلاً عن المنافسة الأجنبيّة نتيجة النزوح الذي أرخى بأثقاله عنوةً على بلد لا يزال ينفض غبار سنين الحروب وسفك الدماء عليه.

تتوالى هموم الشباب اللّبناني وتمتزج بعضها ببعض لتصبّ في جعبتهم، وكأنّ هاجس إيجاد وظيفة محترمة ضمن تخصصهم ومحاولات الهجرة الى بلد يسدد واجبات وخدمات الوطن الأمّ لا يكفيهم، فها هي الإعلانات المزيّفة تنتحل صفة الطّهارة وتقرع بابهم محاولةً إيقاعهم في شباكها محققة بذلك غاياتها وشهواتها.
فالعمليّة الإعلانيّة تتطلب ثلاثة أطراف أي المعلن ووكالات وشركات الإعلان التي تهدف الى إيصال الرسالة المرجوّة مقابل أجر مدفوع وذلك عبر وسيلة إعلانيّة تستخدم فن التأثير والإغراء، وأخيراً الشريحة المستهدفة. ولكن هل تساءلتم يوماً عن صدقيّة هذا المعلن وأهدافه؟ وهل يا ترى يتم التّدقيق بالرسالة الإعلانيّة وفاعليتها من قبل الشركة المعلنة لها مسبقاً أم تطغى المصالح الماديّة على الإهتمام بسلامة المواطن وأمنه?

هواجس متتالية...ورفض الاستسلام

صفعة وصرخة مدويّة تشعل الروح الحيّة في النفوس البشريّة، فبعد رحلة تسعة أشهر من الظلمة والوئام داخل قوقعة ممتلئة بالحنان يقبل الإنسان على هذه الحياة متوهماً بخيراتها ونعمها ليعي دوليك سمومها وفسادها المنخرط في صميم رحمها الاجتماعيّ. هو روتين عابر يرافق الفرد منذ نعومة أظافره حتى بلوغ رشده يتمثّل بالإصرار على استماد الحاجات الأوّلية لاستمراريته والسعي الى زيادة نسبة الوعي والمعارف الثقافية في مختلف الحقول التّعليميّة كالتربويّة والإجتماعيّة والإقتصادية بواسطة تلقين ببغائيّ نظريّ يغفل متطلبات التطبيق العمليّ الذي يصب في خانة اكتساب الخبرات الحياتيّة. أمّا الفاجعة ضمن مجتمع لبنانيّ، فتتجلّى عبر هواجس إرتجاليّة بالتّألق الوظيفيّ وتحقيق الأهداف المنشودة التي حكمت مناورةً بالزوال والقبوع في عزلة تسيطر عليها مخاوف النكران المصيريّ.

فهذه خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللّبنانية "نادين" تراها ترفض الاستسلام لواقع البطالة متعمدةً أسبوعيّاً إستقاء الصحف الإعلانيّة المجانيّة عساها تعثر بين كومة الحروف الصامتة البيضاء منها والسوداء على وظيفة تقمع دمعتها وتشفي غليل سنوات الكدّ والتعب .

ضحية مكيدة إعلان مزيّف

ووسط فشل إيجادها أي عمل ضمن نطاق تخصصها، لجأت الشّابة الى البحث عن وظائف أخرى علّها تستطيع المساهمة عبر مدخولها في تسديد مصاريف المنزل وتغطية عبء تكاليف دواء والدها إلا أن الحظ لم يحالفها نظراً لوقوعها ضحية إعلان مزيّف ومكيدة شركة وهميّة تستدرج الفتيات لاعبةً على طموحاتهنّ وتطلعاتهنّ المهنيّة. وأوضحت نادين في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" أنّها "أثناء تصحفها الإعلانات المبوبة وخصوصاً قسم الوظائف لفتت نظرها إحدى الوظائف الشّاغرة كمندوبة مبيعات وفق معاش مغرٍ، فاتصلت بالشركة المعلنة وطلبوا منها مدّهم بسيرتها الذاتيّة على بريدهم الإلكترونيّ لمعرفة خبراتها العلميّة والمهنيّة وهواياتها، مشددين بذلك على بعث صورة تتراءى من خلالها كافة معالمها الخارجيّة على أن يتصلوا بها في أقرب وقت ممكن لتحديد موعد المقابلة المباشرة معها".

العناية الإلهيّة أنقذت حياتها

وبلهفة وشوق للحصول على العمل المتوقّع انتظرت هذه الشابة رنّة جوّالها وبعد طول انتظار حصلت على موعد من الشركة بعد يومين محددين لها العنوان والتوقيت. وتقول نادين بلوعة أنّها "لجأت الى المكان المقصود ضمن ضواحي جبل لبنان بواسطة سيارة أجرة زارعةً الأمل والتفاؤل، إلا أن توقعاتها وأحلامها ما لبثت أن تلاشت تدريجيّاً حين وجدت نفسها في بقعة مهجورة يطغى عليها طابع الرّذيلة والأعمال الساقطة وعندما اكتشفت أن الشركة الموظِفة ليست سوى عصابة تستدرج الشّابات لاعبةً على مخاوفهنّ وتصوراتهنّ"، مضيفةً أن "الشبكة الإحتياليّة تستخدم غطاء الإعلانات المرتهنة بغالبيتها الساحقة للماديّات غير الآبهة لأحقيّة المعلنين وصدقيتهم في عرضهم وطلبهم المبتغى".

القدرة الإلهيّة أنقذت نادين في اللّحظة المناسبة من أيادي الثّعالب الهوجاء وانبعثاتهم الشّروريّة، فمن يدري لولا انتظار سائق الأجرة وشكوكه وتساؤلاته المتتالية وخوفه على فتاة إئتمنته للوصول الى وجهتها المرجوّة ما كان قد حلّ بمصيرها؟ الخطف، التنكيل والتحقير، التهديد، المتاجرة بها أو بأعضائها، الإغتصاب، والقتل...؟

سلسلة من الأعمال الشاذّة واللاواعية ترنو الى باطن العقل طابعةً الحذر في جفون الديمومة الحياتيّة، فبئس هكذا مصير مشيّد على هامشيّة مخاوفٍ ورهانات غير إنسانيّة! وبئس هكذا وطن يعوّل على فساده ولا يرّف له جفنٌ لتدعيم مستقبل أبنائه وراحتهم الذاتيّة! هو واقع تراجيديّ لعله لا يفنى من الوجود إلّا لحظة عبورنا الى العالم السّماوي الخالي من كلّ التّشوهات الأرضيّة. فهل الدعوة تنفع؟ "هيّا... هيّا لنثور ثورةً حضاريةً لا تعرفُ مشهد الدماء واغتصاب الحريّات، وألا ننحاز لأصحاب الهيبة والنفوذ، فنترك قراراتنا لتكوّن قناعاتنا وتكون وليدة المساهمة في التّعبيرِ عن هواجسنا وهمومنا ومتطلباتنا!".




تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة