بكري 6حُكم سنوات : "هيفاء وهبي ربما لديها إنسانيّة"

امس انتظر الجميع جلسة محاكمة المتهمين في قضية مقتل الشهيد المقدم ربيع كحيل التي لا تزال تفاصيلها غامضة، لكن بدلا من الاستجواب المنتظر للمتهم ايلي ضو ساد الجلسة في المحكمة العسكرية الدائمة لغط وبلبلة بين افراد عائلة الشهيد الذين حضروا فريقين زوجة الشهيد المحامية هناء ووكيلها المحامي معن الاسعد وشقيقة الشهيد وعمها من جهة اخرى وكادت الامور ان تتطور لولا حنكة وحسم رئىس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم فكان التأجيل الى 1/2/2016 لابلاغ المتهم الرئيسي هشام ضو لصقا ولربما لتبريد النفوس كما اتخذ قرارا بجعل الجلسة القادمة سرية قائلا «اذا انتو كرامة الشهيد ما بتعز عليكم انا بتعز علي» ويبدو ان هذا القرار اتخذه العميد ابراهيم وفق بعض المراقبين والمتابعين لتفاصيل القضية لمنع اية محاولة منتظرة للتعرض الى الحرمات في هذه القضية لا سيما وانها مليئة بالتفاصيل التي ربما ارادها رئيس المحكمة ان تبقى سرية.
وقد احضر المتهم ايلي ضو مخفورا بدون قيد وحضر وكيلاه المحامي رياض مطر وناجي بو انطون وفي تلك اللحظة صرخت شقيقة الشهيد قائلة «خليني شوفوا» وقامت بشتمه، كما ان عم الشهيد توجه بألفاظ نابية الى المحامي معن الاسعد الذي ابرز مستندات تؤكد وصاية الام ضياء الجسدية على ابنها حيث ظن الاول ان المحامي الاسعد يحاول تقديم اسقاط حق.
وهنا توجه العميد الى شقيقة الشهيد بالقول:« لقد سمحنا لكم الدخول للاستماع وفي المرة الثانية لن يحصل هذا الامر انت زوجة طبيب وشقيقة الشهيد وما قمت به هو اهانة لا اقبل بها تحت اي ظرف وعليك احترام الثوب الذي يرتديه المحامي، وباستطاعتي اتخاذ اجراء قانوني يقضي بتوقيفك ومهما كانت الظروف انت مستمعة والاستاذ معن يريد تقديم مستندات، وانا على علم انه هناك مشكلة بين زوجة الشهيد واخوانه حول موضوع الارث».

وقد تقدم المحامي معن بعدها بالاوراق لرئيس المحكمة شاكرا له مبادرته كون القانون لا يسمح لهم بالادعاء الشخصي مشيرا الى ان المستندات هي فقط لحفظ حقوق القاصر ابن الشهيد الذي رعت المؤسسة العسكرية وتبنت قضيته لحين وصولها لمحكمتكم، مع تأكيدنا للجميع ان العدالة لا يمكن ان تقبل الا ان تكون عبر هذه المحمة التي ستصل الى الحقيقة وتأخذ بحقنا وهنا وقف عم الشهيد قائلا «مش ربعها كلها» وقد صرّح معن الى ان السيدة ضياء تقدمت بطلب الى جانب المحكمة الشرعية حيث اعطيت الوصاية الجسدية على القاصر وهي امتنعت عن اية وصاية مالية وان من المحكمة الجعفرية في بعبدا المتمثلة بالشيخ جعفر كوثراني هي صاحبة الوصاية ولا احد يستطيع اجراء اي اسقاط او مفاوضات الا عبر هذه المحكمة.
وقد وقف عم الشهيد قائلا: «انا اريد شكر ارملته، وانا اسمح لها ان تأخذ الوصاية والارث ولكن في المقابل اي انسان سيتنازل عن دم ربيع سأعتبره كهشام وايلي ضو».
وقد اعترضت ارملة الشهيد على عدم تمكينها من النظر الى المتهم بعدما تمت احاطته بعناصر الشرطة العسكرية منعا لحصول اي احتكاك بينها وبين المتهم الذي وقف متسمرا ولم يحرك نظره باتجاه اي احد.

وفي ختام الجلسةوبينما كانت عناصر الشرطة تخرج المتهم من القاعة عمدت شقيقة الشهيد وعمه الى محاولة الهجوم عليه موجهين له الشتائم لكن عناصر الشرطة اخرجته من القاعة باتجاه غرفة النظارة.

ـ بكري وهيفاء وهبي ـ
يبدو ان المتهم عمر بكري فستق يرى ان هيفاء وهبي ربما يكون لديها انسانية بعدما اكد ان العالم يعرف من خلال اطلالاته الاعلامية مع جورج صليبي ومارسيل غانم وغيرهما لكن ليس مع هيفاء وهبي، فتوجه اليه العميد ابراهيم بالقول تريد ان نحضر هيفاء؟

عندها اجاب بأنها ربما يكون عندها انسانية مضيفا ارهاب وكباب. فسأله العميد يبدو انك تابعته فاجاب نعم وانا لا ادعي شيئا الا افعله واقوله.

احضر فستق الى المحكمة مع متهمين آخرين وهما الفلسطيني صالح مرعي الحسن (وقد حكم عليه بـ5 سنوات حبس) وكيله المحامي عارف ضاهر وعبد الناصر محمد عبد السلام شطح وكيله المحامي نشأت فتال فيما حضر وكيله المحامي محمد حافظة في حين يحاكم بالصورة الغيابية الفلسطيني هيثم محمود مصطفى، ومحمد محمود مصطفى. واسامة امين الشهابي بتهمة تأليف تنظيم ارهابي مسلح يشكل امتدادا لتنظيم جبهة النصرة في سوريا وكانت الجلسة مخصصة للمرافعة. وقد حكم عليهم بالاشغال الشاقة المؤبدة والزامهم تقديم بندقية حربية وتجريدهم من حقوقهم المدنية.

المفارقة هي ان الشيخ عمر لم يعلم بمقتل ولده محمد خلال قتاله في سوريا، وهذا بدا واضحا عندما سأله العميد عن مكان وجود نجله محمد وانتمائه، وهنا تدخل المحامي حافظة ليتوجه الى العميد بالقول: «ارجوك سيدي الرئيس». وكأنه يحاول الايحاء له بان الشيخ لا يعلم بالامر. عندها تابع بكري قائلا: وفق ما اعلم انه في بريطانيا مع زوجته.

وبسؤاله ان كان لديه اي شيء يضيفه قبل البدء بالمرافعة، اكد انه لم يتحدث الى اسامة الشهابي مطلقا و«الله على ما اقوله شاهد» مضيفا الى انه «لا يصيبنا الا ما كتبه الله لنا». لافتا الى ان لسانه طويل وهو لم يدع على حق ولم ينافق متوجها الى العميد بالقول ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. مشددا على انه كان موقوفا قبل نشوء ما يسمى بالدولة الاسلامية وحصول معارك عرسال، ووصول جبهة النصرة الى لبنان، فقال له العميد ان تهمتك هي انشاء فرع للنصرة، فاجاب انه لم يفكر او يخطط باي شكل من الاشكال في هذا الامر وقد ختم كلامه بالقول: اذا ما كان يصيبني منكم رحمه وقدرها الله واكون لكم من الشاكرين وقد تدافع وكيل صالح المحامي ضاهر مؤكدا ان موكله اوقف بسبب لقب «ابو مدين» وهو اكد في جميع التحقيقات انه يدعى «ابو عمر» وهو عاد الى لبنان لتجديد اقامته، كما انه اكد انه لم يدخل مخيم عين الحلوة اطلاقا وان المتهم شطح نفى معرفته به وقد طلب في ختام مرافعته ابطال التعقبات بحق موكله والا اعلان براءته لعدم كفاية الدليل والا للشك.

اما وكيل المتهم شطح المحامي نشأت فتال فقد اكد ان موكله تعرف الى بكري في المستشفى واصبح طبيبه الخاص وهو كان يحضر الدروس الدينية لديه بشكل متقطع وصدف ان تلقى بكري اتصالا من شخص يدعى ابو مدين الذي اتهمه بالغرور كونه رفض استقباله وكان شطح حينها لديه فطلب منه لقاء هذا الشخص لمعرفة ما يريد كون شطح يقصد بيروت دائما وقد قصد شطح منطقة الكولا ليلتقي ابو مدين الذي كان قد اكد ان ما يريد قوله لا يمكن ان يحصل على الهاتف واذ بموكلي يلتقي بشخص اخر اصطحبه الى مخيم عين الحلوة وادخله الى منزل التقى فيه «ابو مدين» الذي كان مقنعا وابو عمر وابو مصعب وابو الزهراء (اسامة الشهابي) وبدأ يعبر عن اعجابه ببكري وسأله عن نشاطاته ولكن موكلي ادرك ان الامر غير سوي ولم يقصد المكان مرة اخرى وقد طلب فتال في ختام مرافعته ابطال التعقبات بحق موكله. وقد حكم على شطح بـ4 سنوات حبس.

اما وكيل الشيخ بكري المحامي حافظة الذي اكد انه سيلقي الضوء على بعض النقاط حيث انه في العام 2013 اوقف شطح واحيل امام قاضي التحقيق العسكري عماد الزين فكون ملفا بحقه وبحق الباقين بمن فيهم موكلي وعندما بدأت الخطة الامنية في طرابلس هرب بكري خوفا من وثيقة اتصال بحقه القي القبض عليه من قبل فرع المعلومات وتم الادعاء عليه من قبل مفوض الحكومة لكن القاضي رياض ابو غيدا وجد ان المادتين 5 و6 من لا تنطبقان عليه وهو حكم بجرم المادة 335 وهو اليوم تعاد محاكمته في الملف نفسه والوقائع نفسها.
عمر بكري في كل الاعمال الذي اعترف بها كان يقوم بمناظرات اعلامية يتهجم فيها وهذه مهمته كداعية وقد حرم من هذه الطلات بعد ان تهجم على المستقبل خلال طلاته عبر شاشته وكذلك فعل تلفزيون المنار.

واضاف هذا الملف مركب امنيا وفق اعتقادي وختم مرافعته بطلب كف التعقبات بحقه لدافع بقوة القضية المحكوم من اجلها ومنحه اوسع الاسباب التخفيفية وقد طلب بكري تأكيد الرحمة وهو دفع ثمن شخص يريد ان يقابله وقد حكم على فستق بـ 6 سنوات.