معمودية اعلان النوايا: سباق مع الميثاقية المطاطة؟

خاص "ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:

يسابق التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الوقت، قبل ال 48 ساعة الفاصلة عن عقد الجلسة التشريعية التي يصر عليها الرئيس نبيه بري.

ففي الامس لم ينجح موفدا العماد ميشال عون ود. سمير جعجع باقناع بري بعدم ميثاقية الجلسة. رئيس المجلس الذي كان رأس حربة في تفسير الميثاقية وتكريسها في اكثر من ظرف ان كان في عهد الحكومة الميقاتية او حكومة تصريف الاعمال، يتوسع اليوم في شرحها اذ لم تعد اليوم المكونات المسيحية تختصر باكبر ثلاثة كتل مسيحية بالنسبة اليه.
بقي الباب مفتوحا على النقاش على الرغم من انتهاء لقاء عين التينة الذي دام حوالى الساعتين ولو من دون الوصول الى قواسم مشتركة. نقاش يبدو حتى الساعة عقيما. فتجاوز الميثاقية اليوم بتجاوز التيار الوطني الحر والقوات والكتائب هو اشبه بخطيئة اكثر مما هو خطأ كما تصفه مصارد مطلعة، وتكريس الخطيئة مرة سيحولها الى اثم يرتدد على الكيان اللبناني وكل مكونات المجتمع.

قبيل 48 ساعة على عقد الجلسة تنشط في الكواليس اتصالات مكثفة لمحاولة التوصل الى قواسم مشتركة لامكانية عقد جلسة تضمن التصويت الايجابي على قانون استعادة الجنسية من جهة وتتخللها اقله اشارات تحفظ اولوية اعادة تكوين السلطة من خلال ادراج قانون الانتخاب على جدول اعمال الجلسة . فالاولوية بالنسبة للقوات والتيار كما بات معروفا هي استعادة الهوية واعادة تكوين السلطة التي لا تقل اهمية عن المواضيع المالية و دفع اموال البلديات.

لكن الحراك هذا يصطدم من جهة باصرار بري على عقد جلسة وفق جدول اعمال هيئة مكتب المجلس متسلحا بميثاقية مطاطة منحت له من نواب معظمهم منتخبين باصوات غير مسيحية، و من جهة اخرى بتمسك الاحزاب المسيحية بحق الفيتو في حال عدم الاستجابة للمطالب المطروحة. وازاء هذه المعضلة علم ليبانون ديبايت ان مساع تبذل من قبل حزب الله الذي يتحرك باتجاه حليف الحليف لاقناع بري بالالتقاء مع المسيحيين عند منتصف الطريق عبر ادراج قانون الانتخاب على الجلسة المحددة وان تعذر التصويت عليه في جلستي الخميس والجمعة . اذ ان مجرد ادراجه سيضمن حضوره على كل جلسة تشريعية لاحقة وفق ما تفرضه الانظمة. في موازاة ذلك لم توصد الابواب لايجاد ارضية مشتركة لقانون الانتخاب من خلال سعي البعض لوضع مهلة محددة للتوصل الى صيغة موحدة.

في هذا الوقت تستكمل الاجتماعات للنقاش وتسجيل الملاحظات حول قانون استعادة الجنسية للتوصل الى صيغة نهائية تحفظ روحية مشروع القانون الذي اعده التيار الوطني الحر والذي يحرص على استعادة جنسية المتحدرين من اصل لبناني.

وفيما تنشط اللقاءات عل اكثر من صعيد بين الخصوم السياسيين كما بين الحلفاء، وفي ظل الازمة التي آلت اليها الجلسة التشريعية، يخوض اعلان النيات بين القوات اللبانية والتيار الوطني الحر معمودية جدية مبرهنا في هذه اللحظة المصيرية ان التفاهم بين الطرفين اقوى مما اعتقده البعض.