رغم الحملات السياسية التي تعرضت لها المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم فانها تثبت عبر الملفات الكثيرة قبلة القانونيين واصحاب الاختصاص خصوصا في الملفات التي تتعلق بالارهاب، فالعميد ابراهيم بشهادة وكلاء الدفاع "الخصوم" يتمتع بذاكرة الفيل وتحديدا عندما يقوم باستجواب اخطر الارهابيين بملفاتهم الحافلة بالاحداث التي يروي تفاصيلها من ذاكرته التي اختزنت مئات الملفات، لا سيما انها تتجاوز الـ 80 ملفا في الايام الثلاثة المحددة للجلسات فكيف اذا كان الاسبوع بكامله امتلأت جداوله بهذا الكم كما هو حاصل في هذا الاسبوع.
البارحة كان يوما استثنائىا وهو امر لا يمكن التكهن به مسبقا الا في حال ورود اسماء من الصف الاول والثاني في مجال صناعة الارهاب ومنهم احمد ميقاتي، ونجله عمر، وابن شقيقه بلال وفايز عثمان وغيرهما من الاسماء، والشيخ ابراهيم بركات الذي قيل عنه انه الامير الشرعي "لداعش" في لبنان لكن المفاجأة كانت من زميله في التهمة محمد الايوبي الذي لم تنته جلسة استجوابه لما تضمنته افادته من احداث ومحطات بارزة واسماء لامراء في تنظيم "داعش" استطاع لقاءهم.
محمد الايوبي اثار توقيفه عام 2014 في مطار بيروت ضجة اعلامية وكان وكيله آنذاك المحامي طارق شندب الذي تقدم بدعوى قضائىة لدى النيابة العامة التمييزية ضد قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية صدور وثيقة اتصال بحقه من قبل القيادة وقد اصدرت حينها عائلة الايوبي في الشمال بيانا اعتبرت فيه ان الدعوى مجرد عمل فردي وقد انتقلت الوكالة الى المحامي وليد الاحدب الذي حضر جلسة استجواب موكله المتهم مع بركات وكيله المحامي نشأت فتال ورامي خضر كنجو وكيله محمد مصقله واكرم حسن العمر وكيله المحامي علي الحاج وبلال محمد شبيب وكيله المحامي سعد القلاوون بتأليف مجموعة مسلحة ارهابية والمشاركة في القتال بين جبل محسن وباب التبانة واللافت ان المتهم اكرم العمر كان قد حكم عليه في وقت سابق بسنتين حبسا وبعد خروجه تبين من خلال الرسائل النصية بينه وبين الايوبي انه وصف عناصر الجيش اللبناني بـ "الخنازير" الامر الذي اثار غضب العميد الذي توجه اليه بالقول انت قلت "خنازير فرد عليك الايوبي الله يلعنوا" اعطيتم فرصة لم تستفيدوا منها للتوبة.
فأجاب العمر انه قال ما قاله بعدما اهانه احد عناصر الجيش "وشتم عرضه".
في البداية استجوب رامي كنجو الذي سأله العميد عن اشقائه وتحديدا المدعو رائد فأكد كنجو انه لا يعرف اين هو ويجهل اذا كان سلفي المنهج، اما عن معرفته بالمتهمين فقد اكد انه يعرف الايوبي اما بركات فهو التقاه مرة واحدة.
وبسؤاله عن لقبه اجاب انه "ابو يحيى" وهو صديق لمحمد الايوبي الذي يملك محلا للحلويات وهو كان يتردد الى احد مكاتب الرئيس نجيب ميقاتي التي كان يجتمع فيها عدد من الشباب والمخصصة للمساعدات الاجتماعية وهناك تعرف الى "ابو اسامة" الذي يعمل مع الايوبي.
وقد نفى كنجو ان يكون الاخير قصده ليطلب منه المال لاخراج الايوبي بعد توقيفه بناء على طلب وكيله المحامي شندب، لكنه اكد ان «ابو اسامة» طلب منه ايواء شخصين احدهما يدعى ابو بكر لكن الثاني يجهل هويته، وهنا بادره العميد بالقول لن اسألك عن اسم اسامة الحقيقي لكنه فلسطيني، وقد اكد كنجو انه اخبر «ابو اسامة» انه قصد الشيخ طارق الخياط لكي يتخلص من طلبه بايواء المطلوبين.
اما بالنسبة لما اسر له به الايوبي عن سفره الى تركيا ولقائه "ابو الوليد" الذي طلب منه العودة الى لبنان لتأليف خلية "لداعش" تحت اسم "خلية طرابلس" لكنه رفض الانضمام اليبها فنفى الامر، كما ان "ابو اسامة" قصد منزله وتواصل مع شخص اوسترالي ليرسل له المال باسم شقيقه.
وهنا كشف العميد عن اسم "ابو اسامة" الحقيقي وعرض عليه اسمين مصطفى وردة وايهاب الزغل فلم يجب عندئذ قال له العميد انه الزغل كونه فلسطينيا.
وقد نفى كنجو مشاركته في القتال بين جبل محسن وباب التبانة.
اما الابرز فكان زيارة محمد حسين كنجو "ابو حسن" ابن عم رامي حيث سأله العميد عن سبب الزيارة لا سيما وان الاول من مقاتلي "القاعدة" القدامى وصديق المحكوم كريم الخطيب ويعد من اخطر المتواجدين في سوريا، اجاب انه قصده بعد ان خطف احدى الفتيات ومكث لديه حوالى 15 يوما في حين صحح له العميد المدة بقوله شهرين.
وقد لفت كنجو الى ان "ابو حسن" التقى محمد الايوبي "ابو ايوب" عندما زاره في منزله ولم يكن هناك وئام بينهما وهو نفى معرفته بمبايعة الايوبي وابراهيم بركات لاي تنظيم.
اما الاستجواب الثاني والذي يبدو انه سيمتد على حلقات فكان للايوبي بحضور وكيله المحامي وليد الاحدب الذي فاق عدد "الابوات" في استجوابه على الاسئلة التي طرحها العميد ابراهيم.
الايوبي او "ابو ايوب" او "ابو هارون" اجاب "ابو ايوب" اللقب الثاني هو لحساب خاص بشخص سوري استعملته.
ولقب "ابو ايوب" اعطاه اياه "ابو الوليد" وليس "ابو محمد العدناني" الناطق الرسمي باسم داعش بعدما سأله العميد ان كان بايعه، وهنا توجه العميد اليه بالقول "مش عارف انك مهم".
وبسؤاله عن المتهمين اجاب ان اكرم شريكه وبلال تعرف اليه في احد المصارف اما وليد فهو شقيق صديقه كما نفى ان يكون قد اسس مجموعة انما كان يقوم بالحراسة في مشروع الحريري.
وعن المحاولة الفاشلة لخطف مواطن سوري في منطقة جونية والتي عدل عن المشاركة فيها كونه ملتحيا، اكد انه كان في ضيافة سمير المنذر واثير الموضوع امامه لكنه رفض وكان من بين الحاضرين علي عويضة واكرم العمر وسمير غازي، وانه اثر العملية قال له مصطفى اللطش سأخطف عسكريا ان لم يتم الافراج عن المجموعة التي اتهمت بالامر فنبهه الى انه لا يجوز ان يحصل هكذا امر عند توقيف احد الاشخاص اما عن معرفته بـ «ابو الوليد» السعودي فقد اكد انه من دير الزور ويدعى محمد شيبا ويقال له السعودي كون سحنته سوداء وتواصل معه ومع "ابو حمزة" السوري.
وكان الايوبي وفق ما قال خلال الاستجواب انه تعرفت بهما في مستشفى الابرار وهما كان اصيبا في القصير عندما كانا يقاتلان في كتائب بشائر النصر وفق افادته الاولية وتابع "ابو ايوب" انه ساعدهم بعدما مكثفوا في لبنان 9 اشهر.
وسأله العميد عن الاتصال الذي تلقاه من "ابو الوليد" بعد مرور ستة اشهر فأكد له انه ترك "بشائر النصر" والتحق "بداعش" اجاب بانه طلب منه المساعدة، فاجابه انه يعمل في المساعدات في منطقة قريبة من "داعش" وعلاقته جيدة معهم، لكن العميد توجه اليه بالقول انك قلت له انهم "جماعة مناح" وطلب منك السفر الى تركيا ليلتقيك في سوريا لانهم يريدون انشاء خلية لهم في لبنان فنفى الامر، مؤكدا انه فقط عرض عليه المساعدة لتأمين عمل له وعرض عليه ان يعطيه 20 الف دولار.
وعاد العميد ليسأله عن الخلية التي كان يرأسها فاجاب انه يريد الاطمئنان عن الشباب الذين كنا نلتقيهم في المقهى. لكن العميد واجهه بما قاله في افادته حين قال لـ«ابو الوليد» لدي مجموعة من 7 اشخاص لكن الاخير قال له نريد 6 وهم اكرم العمر "ابو مصعب" علي عويقة "ابو بكر" بلال شبيب "ابو مصعب" مصطفى وردة "ابو اسامة" ايهاب الزغل "ابو اسامة" وجهاد الشافعي "ابو عمر" الذي كان مترددا وقد جمعتهم واعلمتهم بانهم سيبايعون "داعش" نفى الامر.
وعن مرافقة ابراهيم بركات له الى تركيا بعد ان اعلم برغبته انشاء خلية لـ"داعش" نفى الامر مؤكدا انه قصد تركيا عبر مرفأ طرابلس وبقي بركات في اسطنبول فيما انتقل مع "ابو الوليد" الى الحدود السورية - التركية حيث زار المخيمات بين غازي عنتاب وجرابلس وقد لحقه بركات بعد 3 ايام لكنه لم يزر جرابلس وان المدة التي قضاها بين تركيا وسوريا كانت 13 يوما.
وبسؤاله عن مبايعته لـ"داعش" نفى الامر فقال له العميد لقد قلت في افادتك انك بايعت ابو محمد العدناني بالقول "بايعناك على السمع والطاعة والمأكل والمشرب الا ان نرى منك كفرا". فاجاب ان الجميع يعلم كيف تتم المبايعة.
ومما واجهه فيه العميد هو قوله اثناء التحقيق ان ابراهيم لم يكن يثق بك ولا سيما عندما عينك "ابو الوليد" اميراً عسكرياً في حين عينه اميراً شرعياً، فاجاب الايوبي ان الامر كان مجرد مزحة، فقال له العميد انت تذكر اسماء قياديين في "داعش" وهذا امر لا يمكن ان يكون مزاحا ويبدو ان استجوابك سيكون طويلا.
اما عن عملية مشاهدتهم لعملية اعدام "سميتها وصع حدود الله" عندما تحدثت الى اكرم عبر الواتس آب وانه وصل الى الحدود حيث استقبلك ابو طلحة الالماني وتابعت "حضرنا اقامة حد من حدود الله" على اخ انصاري يتخطط على الناس ويكفرهم وكان برفقتك "ابو بكر" اي ابراهيم الذي عندما تم اعدام الشخص بدأ يصرخ "الله اكبر الله اكبر الله اكبر" "يكرمنا فيكم".
كما سرد له العميد بعض من هذه المحادثات الذي سمح له بقراءتها ومنها ما قاله "بايع بيعة خاصة او بيعة عصبة" هذا القرار لي و"اطلب من الله ان يثبتني وان يدعو لي بالثبات" وقد بدأ الايوبي يتصبب عرقا عندئذ طلب العميد اعطاءه بعض المحارم الورقية ومما ورد ايضا في هذه المحادثات مع اكرم "السلام عليكم" الدولة الاسلامية في العراق تعلن قيام الخلافة وتبايع الخليفة ابو بكر البغدادي. نفى الامر كما انه وفق افادته قال لابراهيم "كنت مجدداً للبيعة" وانا ضيف في الرقة عندئذ اجابك "يا ريتني معك".
وقد انتهى الاستجواب بسؤاله عن رحلة بلال شبيب الى تركيا فاكد الايوبي انه اعطاه 300 دولار تكاليف السفر وهو التقى "ابو الوليد" ليعطيه المال لكي اتمكن من فتح محل، وكنت قد اتصلت بابو الوليد لاعلمه بان اخاً او شاباً وهنا قال له العميد "اخ" سبق السيف العزل، اجاب هذا مصطلح شرعي، فتوجه اليه العميد كيف لك ان تعطي بلال 300 دولار وانت بوضع مادي سيء فاجاب فقط للسياحة. وقد ارجئت الجلسة بعدما قال العميد لقد مل الصحافيون وستكون الجلسة المقبلة في 6/5/2016.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News