من لم يقرأ ما حملته سطور الكلمة التي القاها امين عام «حزب الله» السيد نصرالله، بعد ساعات على التفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا المدنيين في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، فانه سيُفاجَأ عندما نبدأ بتلمس الحرب المفتوحة التي اعلنها نصرالله ضد «داعش»، وبان كل اشكال المواجهة اعد لها «حزب الله» جيدا، انطلاقا من خطر مشروع القوى الارهابية التي يتكامل دورها ووظيفتها مع المصالح الاسرائيلية بعد عجز فاضح للكيان الاسرائيلي عن تحقيق اي من اهدافه الاستراتيجية، في كل الحروب التي خاضها ضد لبنان.
وترى اوساط متابعة، أن السيد نصرالله رسم في مبادرته، رؤية واضحة وناجعة لمواجهة قادرة على هزيمة المشروع الارهابي في المنطقة، وبخاصة في لبنان وسوريا، و«حزب الله» لن يجد حرجا في المرحلة المقبلة، في اعتماد النهج الذي اعتمده في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي على جبهة جنوب لبنان، وهو نهج حقق الكثير من الانجازات والانتصارات، وقد المح الى ذلك امينه العام حين قال «سنفتش وسنبحث عن معركة مفتوحة مع «داعش»، ليكون حضورنا اقوى واشد».
وتلفت الاوساط الى ان كل الصفقات والتسويات السياسية الكبرى، التي توالت القوى السياسية على الانخراط فيها، كانت تتم بقرار اقليمي او دولي، واذا كانت القوى السياسية جاهزة للتسليم بمبادرة سياسية يقدمها هذا الفريق او ذاك، لكانت سلمت بالمبادرة التي اعلنها السيد حسن نصرالله، التي تجاوزت بواقعيتها نظرة اليسار اللبناني المعروف عنه تاريخيا مناداته بالمعالجة الجذرية لازمة النظام، مبادرة ضمن سلة متكاملة تعالج جوهر الازمة، يكون فيها قانون انتخاب نيابي على اساس النسبية اساسا صالحا للشروع في اعادة تكوين السلطة، بما يضمن الحجم الحقيقي لكل طرف سياسي، فتتشكل السلطة على اساسه، وتغيب عنها الاحجام المتورمة بفعل قوانين العرجاء، تصادر، لكن تبقى حسابات الاطراف السياسية التي تترنح في دائرة المصالح، فقانون النسبية يشكل مطلبا لفريق سياسي واسع، فيما يشكل «نقزة» عند «تيار المستقبل» الذي يعاني من تورم في جسمه النيابي؟، فيما ما يزال فريق الثامن من آّذار يرى انتخاب رئيس جمهورية غير العماد ميشال عون قضية غير مدرجة في اجندته ؟، وما تحمله جلسات الجوار التي يرعاه الرئيس نبيه بري ترجمة لصراع الاولويات، وهو صراع سيطيح بكل مبادرة قد يطرحها هذه الجهة او تلك.
وترى الاوساط... انه بعد تفجيرات برج البراجنة وباريس، تحركت الدول العظمى لحجز مقعد لها للالتحاق بمعركة مواجهة «داعش» في سوريا، فيما «حزب الله» الذي سبقهم اليها، وجد المزيد من الحوافز، لتعزيز مشاركته العسكرية وتطويرها من خلال زيادة وتيرة الضربات المؤلمة المتوقع ان يقوم بها في المرحلة المقبلة. فاولوية «حزب الله» تبقى تهدئة الساحة السياسية في الداخل والتفرغ لمواصلة ما بدأته قبل اربع سنوات من مواجهات مع القوى الارهابية في سوريا، وهو جدي في التعامل مع هذا الملف، والانخراط اكثر في المواجهة، من خلال ضرب المنبع والمصدر، ولا تستبعد الاوساط، ان يعزز الحزب دوره العسكري في الميدان السوري، انطلاقا من ان تهديدات الارهاب ما تزال قائمة، ومواجهته تشكل اولوية على الرغم من اهمية الملفات الداخلية، وان الحزب يحرص على التهدئة وتبريد الرؤوس الحامية التي اشتعلت على جبهات ملفات حكومية وسياسية.
فهل يمكن للهدوء السياسي السائد منذ تفجيري برج االبراجنة، ان يطوي صفحات الصراع السياسي المتوتر... ليُنتج تسوية، أي تسوية تلوح في الافق... البعيد؟، في ظل صراع للاولويات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News